ينشغل الشارع الفلسطيني بالبوابات الأمنية الإلكترونية التي وضعها الاحتلال لخنق المسجد الأقصى، وعزله عن محيطه البشري بشكل كامل.
اجتماع مجلس وزراء حكومة الاحتلال المصغر (الكابنيت) لم يتابعه أهل السياسة ومن يعمل في الصحافة والأخبار فقط، بل كان معظم الفلسطينيين يرتقبون ما سيتمخض عنه، للدفاع عن المسجد الأقصى كل في موقعه.
اهتمام منقطع النظير
الإعلامي د. أمين أبو وردة، المتخصص في الإعلام الإلكتروني، قال لـ”المجتمع”: تابعتُ اهتماماً منقطع النظير من قبل الجمهور الفلسطيني بتطور الموقف من البوابات الإلكترونية، فقد كان الاتجاه متابعة ما يقرره الاحتلال في اجتماعه الأمني الذي تأخر حتى ساعة متأخرة من الليل، وهذا يدلل على مدى تأثير ما يجري من إجراءات في القدس وحول المسجد الأقصى في تفكير الفلسطينيين، وكان معظم المتابعين لا يعملون في مجال الإعلام بل من المواطنين العاديين، وكانت مشاركتهم مميزة من حيث التعليقات والاقتراحات، والنقاش الساخن الذي رافق هذه المتابعات على مدار الساعة، وتناقل الأخبار بشكل سريع ومقاطع الفيديو الخاصة بالاعتصامات في القدس وغيرها.
وأضاف: نبض الشارع الفلسطيني في الفضاء الإلكتروني كان بشكل رئيس حول البوابات الإلكترونية، حتى إن الدعوات الفردية تتضمن التقليل من كل مظاهر الفرح في الأعراس نصرة للمسجد الأقصى.
خطب الجمعة
أما خُطب الجمعة في مساجد فلسطين كانت منصبة حول الخطر المحدق بالمسجد الأقصى ومنع الصلاة فيه إلا من خلال البوابات الإلكترونية.
الداعية الشيخ عمار مناع قال لـ”المجتمع”: منابر المساجد في فلسطين كان الموضوع الرئيس فيها المسجد الأقصى وما يواجهه من أخطار ومخططات مرعبة تستهدف تفريغه وإقامة الهيكل المزعوم.
وأضاف: لن يكون المسجد الأقصى وحيداً كما يظن الاحتلال، ومساجد فلسطين جميعها كانت تساند المسجد الأقصى وأهله المدافعين عنه، وقرار المرجعيات الدينية والوطنية الرافض للبوابات لاقى ترحيباً واسعاً وتأييداً من قبل الفلسطينيين، فهذا القرار جاء من أهل القدس ومن القدس وإلى القدس، وهو الذي جعل الجميع يضعون قضية الأقصى في المقدمة للنصرة والمساندة.
مواقع التواصل الاجتماعي
مواقع التواصل الاجتماعي بكافة أنواعها انشغلت بالبوابات الإلكترونية الأمنية، وأطلقوا عليها “نفايات الاحتلال على أبواب المسجد الأقصى”، وكانت التعليقات تؤكد ضرورة تبني قرار المرجعيات الدينية والوطنية في مدينة القدس الرافض لهذه البوابات العنصرية التي وضعت كإجراء تعسفي عنصري بحق المصلين.
ومن المشاركات التي كانت مميزة في موقع التواصل الاجتماعي “الفيسبوك” مقولة جمعة الغضب لكنس نفايات الاحتلال الإلكترونية، حيث تبنى المعظم هذا الموقف الرافض لهذه البوابات.
الأعراس تنقلب ضد البوابات!
أعراس الفلسطينيين التي تكون في العادة في يوم الجمعة انقلبت ضد البوابات الإلكترونية، وكانت أناشيد الأقصى هي السائدة في صالات الأفراح وفي الزجل الشعبي.
أصحاب الصالات أكدوا لـ”المجتمع” أن طلب الجمهور في الآونة الأخيرة أناشيد الدفاع عن المسجد الأقصى، والتفاعل معها بشكل كبير جداً.
صاحب الصالة عبدالرحيم عوده قال: المدعون إلى حفلات الزفاف من النساء والرجال يطلبون أناشيد القدس والأقصى، فمنذ ظهور قضية البوابات الأمنية الإلكترونية في المسجد الأقصى وطلب أناشيد وطنية ودينية تتعلق بالقدس والتضحية من أجلها.
الداخل الفلسطيني والبوابات
“المجتمع” هاتفت العديد من مواطني الداخل الفلسطيني، وكانت ردود الأفعال مجمعة على إزالة هذه البوابات وعدم التراجع عن الموقف.
مجد صرصور، من كفر قاسم، رئيس تحرير مجلة “الشروق”، قال لـ”المجتمع”: البوابات الإلكترونية أصبحت وجع الجميع، والكل الفلسطيني يرفضها جملة وتفصيلاً، حتى أن الحديث يدور على البقاء بشكل دائم في القدس نصرة للمسجد الأقصى والتواجد بالقرب من أبواب المسجد.
وأضاف: لم أشاهد تفاعلاً مع المسجد الأقصى منذ فترة طويلة، فالبوابات الإلكترونية أثارت النفوس وجعلت بداخلها بركاناً متفجراً.
أما الناشط إيهاب الحاج يحيى قال: لا يظن الاحتلال أنه يستطيع عمل أي شيء بالقدس وفي المسجد الأقصى، فالكل عازم على نصرة المسجد الأقصى بكافة الاتجاهات والسبل، وشاهدت في عيون أهلنا في الداخل الغضب الشديد والاندفاع نحو المسجد الأقصى.