أعلن وزير الخارجية الجزائري صبري بوقادوم، الأربعاء، إنشاء آلية تنسيق مع روسيا تخص توحيد الجهود بشأن المساعدة على التوصل إلى حل للأزمة الليبية.
كان بوقادوم يتحدث في مؤتمر صحفي مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، بثته قناة “روسيا اليوم” الحكومية، في ختام مباحثات بينهما بموسكو.
وقال بوقادوم: “اتفقنا على استحداث آلية للتشاور والتنسيق بشأن الأزمة الليبية من أجل المساهمة في إيجاد حل بالتنسيق مع مختلف مكونات الشعب الليبي”.
وأضاف: “كما قررنا توطيد التواصل بيننا فيما يخص ليبيا، وكل الملفات موضوع التعاون بيننا”.
وبحسب بوقادوم، فإن المباحثات سجلت “تطابقا في الآراء بين الجزائر وروسيا حول الأزمة الليبية”.
وتابع الوزير الجزائري: “اتفقنا ـ على قناعة متبادلة ـ بأنه لا حل عسكريا في ليبيا، وأكدنا الاحترام القاطع لبعض المبادئ مثل وحدة ليبيا، وضرورة احترام سيادة الليبيين”.
وأكد أن “المسار السياسي في ليبيا لا بديل عنه”، مشددا على “إجبارية تحقيق وقف إطلاق النار لتخفيف التصعيد العسكري في هذا البلد، من أجل الوصول إلى حل سياسي في إطار الشرعية الدولية، واحترام مخرجات مؤتمر برلين التي صودق عليها من قبل مجلس الأمن”.
من جهته، أكد لافروف أنه يجب تسريع وقف إطلاق النار وتخفيف حدة التوتر للانتقال إلى التسوية السياسية في ليبيا.
وشدد على أن هذه الخطوة يجب أن تتبعها “عملية سياسية تهدف إلى استعادة سيادة ليبيا ووحدة أراضيها، وإعادة بناء كيان الدولة الليبية التي دمرها العدوان الغربي غير القانوني عام 2011”.
وشرع بوقادوم، الثلاثاء، في زيارة إلى روسيا (لم تحدد مدتها)، لبحث التعاون الثنائي وقضايا المنطقة وفق بيان للخارجية.
وتتزامن الزيارة، مع تحركات دبلوماسية جزائرية للوساطة في أزمة جارتها الشرقية ليبيا.
ومنذ سنوات، تعاني ليبيا، البلد الغني بالنفط، من صراع مسلح، حيث تنازع مليشيا الجنرال الانقلابي خليفة حفتر (المدعوم من دول غربية وعربية بينها مصر والإمارات) الحكومة المعترف بها دوليا، على الشرعية والسلطة، ما خلف قتلى وجرحى بين المدنيين، بجانب دمار مادي واسع.
وعلى عكس الوضع، حين كانت مليشيا حفتر تستولي على مدن ليبية، تتصاعد حاليا ضغوط لوقف القتال واستئناف العملية السياسية، في ظل تحقيق الجيش الليبي انتصارات مكنته من طرد هذه المليشيا من المنطقة الغربية.