في جنازة رسمية وعسكرية، عاد جثمان الشهيد الأسير عمر عوني يونس إلى قرية سنيريا بعد احتجاز لدى الجانب الإسرائيلي لمدة تزيد على الخمسة أشهر.
يروي شقيقه عبدالكريم لـ”المجتمع” ما جرى خلال الفترة السابقة وقبل يوم من استشهاده، ويقول: شقيقي عمر يعرفه كل أهالي قرية سنيريا، فهو شاب طموح مبادر للخير والتطوع، يساعد الآخرين، لا يتوانى عن أي طلب مساعدة، كان يحب مدينة نابلس، حيث كان يدرس في كلية هشام حجاوي، وكان يزور نابلس باستمرار فهو يعشقها، وقبل استشهاده بيوم كان يمارس الرياضة حتى الساعة العاشرة ليلاً مع أصدقائه، فهو كان ضمن فريق رياضي محلي في القرية، ولم يكن عليه أي علامة تشير إلى نيته تنفيذ عملية طعن كما يزعم الاحتلال.
تفاصيل اعتقاله واستشهاده
ويضيف: وفي اليوم التالي في السابع عشر من أبريل، كانت الفاجعة والصدمة لنا كعائلة ولكل أهالي القرية، وعند اعتقاله وهو جريح قابلت ضابط مخابرات المنطقة وقال لي: “الأمور غير واضحة بالنسبة لعمر”، وطالبته بتسجيل الكاميرات الأمنية فرفض بزعم الدواعي الأمنية، فأنا متأكد أن تسجيلات الكاميرات الأمنية تؤكد إعدامه بدم بارد، فرد ضابط المخابرات الإسرائيلي كان فيه التردد: وإن ما حصل فيه نسبة الخطأ عالية، أي أن القتل تم بصورة خاطئة.
ويضيف عبدالكريم وعلامات التأثر واضحة عليه: والدي توفي قبل أن يذوق مرارة استشهاد عمر، وشقيقي الشهيد هو الرابع بين الأبناء، وكان يقرأ القرآن في الإذاعة المدرسية لجمال صوته وفي الاحتفالات الرسمية، فهو صاحب صوت عذب ولمسات فنية.
يواصل شقيقه عبدالكريم الحديث عن حادثة إعدام شقيقه على حاجز زعترة جنوب نابلس قائلاً: اعتقل الشهيد عمر وهو مصاب بعدة رصاصات ونقل إلى مشفى بلنسون، ونظراً لخطورة وضعه الصحي تم تمديد اعتقاله لمدة أسبوعين، وفرضت عليه حراسة مشددة، واستشهد أثناء إجراء العملية الثالثة له بعد عشرة أيام من إصابته في السابع والعشرين من أبريل الماضي، وتم احتجاز جثته كإجراء انتقامي بالرغم من موافقة الجانب الإسرائيلي على تسليم الجثمان، لكن بعد استيفاء كل الإجراءات الأمنية، واستمرت هذه الإجراءات قرابة الخمسة أشهر، وتم تسليم الجثمان على معبر الياهو جنوب قلقيلية مساء يوم الجمعة الموافق العشرين من سبتمبر الحالي، وشيع الجثمان ليلاً بحضور جماهير غفيرة جاءت من كل المناطق.
لقاء الوهلة الأولى
تحدث عبدالكريم عن الوهلة الأولى عند لقاء عمر وهو شهيد داخل سيارة إسعاف إسرائيلية قائلاً: كانت لحظة صعبة جداً ولم أتمالك نفسي على الحاجز، وطلبت من شقيقي وعمي الحضور لمعاينة الجثمان، فقد تغيرت بعض ملامحه خلال فترة الاحتجاز في الثلاجات، وبعد التأكد من هوية شقيقي تم نقله إلى سيارة إسعاف فلسطينية لتبدأ مراسم الدفن، وقد أصابنا حزن وفرح عند استلام الجثمان الطاهر.
التأكد من عدم السرقة
ولفت شقيقه عبدالكريم قائلاً: تأكدنا من خلال طبيب فلسطيني من عدم سرقة الأعضاء من قبل الاحتلال، وفراق عمر مؤلم ولكن اختاره الله شهيداً وجمع بين محنة الأسر ومحطة الشهادة، فحمل لقب الأسير والشهيد معاً، فهو كان يعشق الأسرى والمسرى.