رغم ظلمة الحصار وعدوان الاحتلال، فإن نور الأمل دوماً يشرق في قطاع غزة الذي يداوي جراحه بإيمانه العميق بالله تعالى بأن النصر قادم لا محالة، هذا جعل أجياله تتابع بخطواتها في العطاء والإنجاز والتعلم، لتكون رقماً صعباً في العديد من المحافل العربية التي تشهد بين الفترة والأخرى فوز بطل من أبطالها في العديد من المسابقات المختلفة.
وهذه المرة توجت هذا الفوز بجدارة الشاعرة د. آلاء نعيم القطراوي، التي حملت اسم فلسطين عالياً في جائزة أفضل ديوان شعر للشعراء الشباب الصادرة عن مؤسسة عبدالعزيز سعود البابطين في دورتها الثامنة عشرة عن ديوان “ساقية تحاول الغناء”.
المثابرة والتميز
وتذكر القطراوي أن هذا الفوز حمل لها المثابرة والتميّز والفرح الغامر، ووضعها أكثر تحت دائرة الضوء والمسؤولية، فأن تكون أنموذجاً شعرياً هذا أمر يستدعي الاهتمام في القصيدة وما يحيط بها.
وتقول، في حديثها لـ”المجتمع”: استطعت بفضل من الله تعالى أن أوكد بأن الشعراء قادرون على العطاء، فحينما ينادى على منصة التتويج بأن اسم الفائزة من فلسطين فهذا تكريم لي، ولفلسطين.
ورغم وجع الحصار في غزة، فإنها قدمت لها الكثير؛ حيث تبين بقولها: غزّة قدمت لي الاختلاف، هذه المدينة الغارقة بالألم، قدمت لي محاولات كثيرة للأمل، المدينة الغارقة بالأقفاص، قدمت لي فأساً لكسر هذه القيود، قدمت لي الحلم الكبير وعلّمتني كيف أدافع عن حلمي، كبرت وكبرت غزة وأحلامي في قلبي، وحملتها كما يحمل المحبون مدنهم في عيونهم وقلوبهم وعلى ظهورهم، تجعني غزّة إلا أنني أحب وأفخر أنني منها.
وتتابع في حديثها: ورغم حصار غزة، فإنني استطعت بتوفيق من الله سبحانه وتعالى أن أوصل صوت غزة؛ بل فلسطين، وأن تكون الأولى في الوطن العربي، وأن هذه الجائزة قد جاءت لتقدم لفتة جمالية تصنع الابتسامة رغم الوجع.
ويشار إلى أن القطراوي حاصلة على درجة الدكتوراة في الأدب والنقد من الجامعة الإسلامية بمدينة غزة، ولديها الكثير من الجوائز في الشعر والقصة القصيرة، وقد وصلت إلى نهائي مسابقة أمير الشعراء الموسم السابع في أبو ظبي، وغيرها من الجوائز.
فلسطيني أنا
وحول بدايتها في اكتشاف موهبتها الشعرية تردف قائلة: منذ أن كنت طالبة في المدرسة الابتدائية، من دفاتر التعبير ومنصات الإلقاء في طابور المدرسة الصباحي، ما زلت أذكر تدريب أمي لي على قصيدة هارون هاشم رشيد “فلسطيني أنا اسمي فلسطيني” وإلقائها على المنصة في كل مناسبة، هذا الأمر جعلني أحب الشعر كثيراً وأتآلف معه وتنسجم روحي معه.
وعن طموحاتها التي تحملها تقول: أطمح أن أقدّم فلسطين بما يليق بها في المحافل الدولية، وأن أكون امتداداً حقيقياً للشعراء الفلسطينيين، لأحمل هذا النموذج الجمالي الفريد والذي يليق بوطني.