ينتظر السكان الأصليون في كندا بفارغ الصبر زيارة للبابا فرنسيس، اليوم الأحد، يفترض أن يجدد خلالها طلب الصفح عن دور الكنيسة في مأساة المدارس الداخلية للسكان الأصليين.
وبين نهاية القرن التاسع عشر وتسعينيات القرن العشرين، سجّل حوالي 150 ألف طفل من السكان الأصليين قسراً في أكثر من 130 مدرسة داخلية مدعومة من الدولة وتدير معظمها الكنيسة الكاثوليكية، وقد فصلوا عن أسرهم ولغتهم وثقافتهم وغالباً ما كانوا ضحايا لأعمال عنف، وفي بعض الأحيان جنسية.
ومات حوالي 6 آلاف طفل هناك، فيما اعتبرته لجنة تحقيق وطنية “إبادة جماعية ثقافية”، في بلد أثار فيه اكتشاف أكثر من 1300 قبر لمجهولين في عام 2021 صدمة، ودفع السلطات إلى إعلان “يوم مصالحة”، بحسب “فرانس برس”.
فات الأوان
سيلتقي البابا فرنسيس بأفراد من السكان الأصليين للمرة الأولى، صباح غد الإثنين، في “ماسكواسيس” التي تبعد نحو 100 كيلومتر جنوب “إدمونتون”، حيث ينتظر حضور نحو 15 ألف شخص.
وكانت ألبرتا المقاطعة التي تضم أكبر عدد من المدارس الداخلية.
وقالت شارلوت روان (44 عاماً) التي كانت جالسة على مقعد في ماسكواسيس، لوكالة “فرانس برس”: أتمنى أن يأتي عدد كبير من الأشخاص ليسمعوا أن الأمر لم يكن اختراعاً.
لكن آخرين ينظرون بمرارة إلى الحدث، وبالقرب من “سانت بول” (200 كيلومتر شرق إدمونتون)، قالت ليندا ماكغيلفيري (68 عاماً) التي أمضت 8 سنوات من طفولتها في مدرسة داخلية: بالنسبة لي، فات الأوان لأن كثيرين تألموا.
وأضافت هذه السيدة التي لن تلتفت لترى البابا: فقدت الكثير من ثقافتي وأصلي، ومرت سنوات طويلة من الضياع.
وتشهد كندا التي يشكل الكاثوليك 44% من سكانها، مثل بلدان أخرى “أزمة كنيسة”، مع انخفاض حاد بالمشاركة في ممارسة الشعائر بالسنوات الأخيرة.