يوصف الشهيد الفلسطيني رائد العطار بأنه أحد أبرز الجنود المجهولين خلف بناء شبكة الأنفاق في غزة، التي تستخدمها المقاومة في عملية «طوفان الأقصى»، للشهر الرابع على التوالي.
ويكتسب تاريخ الرجل أهمية كبيرة، كونه كان مرشحاً لخلافة القائد العسكري لـ«كتائب القسام» محمد الضيف في حالة استشهاد الأخير.
ولد الراحل عام 1974م في مخيم يبنا للاجئين الفلسطينيين، وحصل على شهادة الثانوية العامة، لكنه لم يتمكن من إكمال التعليم الجامعي بسبب ملاحقته من قبل السلطة الفلسطينية، لكنه أكمل رحلة المقاومة والبطولة ضد الاحتلال «الإسرائيلي».
جرى اعتقاله عام 1995م، بتهمة التدريب على السلاح، ولاحقاً حكمت عليه محكمة أمن الدولة التابعة للسلطة، في 10 مارس 1999م، بالإعدام؛ بتهمة قتل نقيب في الشرطة برفح أثناء مطاردته ثلاثة من أعضاء حركة «حماس» كان بينهم العطار، لكن الحكم ألغي إثر احتجاجات واسعة في غزة.
يعد العطار أحد مؤسسي «كتائب القسام»، وأبرز المساهمين في تطوير بنية الجهاز العسكري، حيث قاد لواء رفح في الكتائب، وكان المسؤول العسكري عن منطقة رفح، جنوبي غزة قبل استشهاده، عام 2014م.
يُنسب له تحت قيادته إنجاز حرب الأنفاق، وعملية «الوهم المتبدد» التي تمت عام 2006م وقُتِل فيها جنديان «إسرائيليان» وجرح 5، وأسر الجندي جلعاد شاليط، الذي تم إطلاق سراحه لاحقاً مقابل أكثر من ألف أسير فلسطيني عام 2011م.
ويُعرف العطار في أوساط جيش الاحتلال بأنه أحد أقوى وأبرز قادة «القسام»، وخليفة رئيس أركانها أحمد الجعبري الذي اغتاله الاحتلال عام 2012م.
ويتهم العطار من قبل «تل أبيب» بالمسؤولية عن قتل الضابط «الإسرائيلي» هدار جولدن، في 8 يناير 2014م، والاحتفاظ بجثته، ولذلك كان هدفاً لمحاولات لـ4 محاولات فاشلة لاغتياله.
وعلق حين استشهد الجعبري، وكان مستهدفاً معه، عام 2012م، بالقول: ليس لنا نصيب، كنا قبلها بأيام راجعين من السعودية بعد أن أدينا فريضة الحج، وكان أملنا أن نلقى الله بعدها.
لكن أمنيته بالموت في سبيل الله لم تتأخر كثيراً، فقد ارتقى شهيداً يوم 21 أغسطس 2014م في غارة «إسرائيلية» على منزل برفح خلال العدوان «الإسرائيلي» على غزة، بعد رحلة عطاء زاخرة على مدار 40 عاماً، بالصمود والبطولة والمقاومة.