حتى الآن لا يمكن لأحد أن يقول إن الطائرة الروسية التي سقطت بحسب الرواية التركية في مجالها وأرضها أن من أسقطها هو الجيش التركي فلازالت البيانات والتصريحات الصادرة هي عن مصادر مطلعة وذلك حتى كتابة هذا التقرير، فيما كان بيان رئاسة الأركان أنّ مقاتلة “مجهولة الهوية”، واصلت انتهاكها الأجواء التركية، رغم التحذيرات، وقامت على إثر ذلك، طائرتان تركيتان من طراز اف 16 كانتا تقومان بدورية في المنطقة، بإسقاطها في تمام الساعة 09:24 من صباح اليوم بالتوقيت المحلي، مجهولة الهوية لم يذكر فيها أنها تابعة للجيش الروس.
الجانب الروسي الأكثر توتراً صدر عنه تصريحات مفادها أن هناك غضب وعدم تقبل لإسقاط الطائرة، واتهام صريح ومباشر من قبل الرئيس فلاديمير بوتين لتركيا أثناء المؤتمر الصحفي الذي عقد في حضور ملك الأردن عبد الله الثاني، بينما نشرت وكالة الأناضول عن المتحدث باسم الكرملين قوله: ” من السابق لأوانه تقييم أسباب سقوط الطائرة الروسية في سورية.
من المستفيد ؟
حادث سقوط الطائرة جاء بعد تحذيرات من الجانب التركي على لسان رئيس الوزراء داوود أغلو، الذي أعلن الشهر الماضي عن أن تركيا لن تسمح باختراق مجالها الجوي، وقال نصاً: “سنفعّل قوانين الاشتباك في حال انتهاك المجال الجوي” وذلك رداً على قيام روسيا بضرب جبل التركمان، فلماذا أصر الروس على المخاطرة؟
الإجابة عن السؤال تتطلب فهم موقف تركيا وروسيا أيهما يبحث عن الصراع والحرب، المتتبع للمشهد الدولي في كلا البلدين يجد أن الروس هم الأقرب للبحث عن المتاعب وخاصة استخدام الحلول العسكرية، فروسيا وعلى مدار العامين الأخيرين لا يمر فترة من الوقت إلا ولها مناوشات بدأت مع الولايات المتحدة في القرم لتقوم بالتدخل المباشر في تحدٍ لدول أوروبية ثم تنهض مؤخراً للتدخل في سورية، وهناك أحاديث عن تواجد عسكري روسي في مصر بعد حادث سقوط طائرتها.
تركيا لا يبدو أن من مصلحتها الدخول في صراع مع أي طرف الآن فحكومتها – حزب العدالة والتنمية – خارجة من معركة شرسة أثرت بشكل أو بآخر في الاستقرار والاقتصاد بجانب الوضع الملتهب على حدودها مع سورية، وتصعيد حزب العمال الكردستاني من هجماته المستمرة بشكل يومي، ولا يمكن أن تكون تركيا التي تبحث عن نهضتها الاقتصادية على حساب الكثير من الأمور الأخرى، لا يعقل أن تجازف بالدخول في حرب أو صراع خاصة أن حكومة تركيا لم يمر على تعيينهها ساعات.
تداعيات اسقاط الطائرة:
على ما يبدو أن الأمر لن يمر بسهولة، وقد بدأت أولى تداعيات الحدث بإعلان وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، إلغاء زيارته إلى تركيا المقررة الأربعاء، فيما أعلن مسؤول تركي أنه تم استدعاء القائم بالأعمال الروسي بعد إسقاط الطائرة،وردت موسكو باستدعاء الملحق العسكري التركي.
وفي حين أعلنت بريطانيا أن الحادث أمر خطير، مطالبة بالمزيد من المعلومات، فقد أعلن حلف شمال الأطلسي عقده اجتماعاً “استثنائياً”، الثلاثاء، بطلب من أنقرة، لمناقشة إسقاط الطائرة الروسية على الحدود مع سورية، وفقاً لمسؤول في الحلف.
وأضاف المسؤول الأطلسي أن الحلف يراقب الوضع على الحدود التركية السورية، موضحاً أنه “بطلب من تركيا، سيعقد مجلس الأطلسي اجتماعاً استثنائياً الهدف منه بالنسبة لتركيا هو إطلاع الحلفاء على إسقاطها طائرة روسية”. ويضم المجلس سفراء 28 دولة عضو في الحلف بحسب العربية نت.
على الهامش:
رأي غريب بعض الشيء طرحه الكاتب السعودي جمال خاشقجي عندما كتب على صفحته بموقع تويتر معلقاً على الحادث: “في بداية العدوان الروسي سأل لافروف: أين الجيش الحر، دلوني عليه؟ جاءه الجواب اليوم وسوف يضطر للتفاوض معه“.
بينما علق الكاتب الصحفي وائل قنديل على إسقاط الطائرة الروسية عبىر صفحته على “تويتر” قائلاً: “عزيزي بوتين: اذهب كما ذهب الحمار بأم عمرو.. فلا رَجـعٓتْ ولا رٓجٓعٓ الحمار.”
فيما علّق الإعلامي “فيصل القاسم” عبر صفحته على الفيسبوك ساخراً بالقول:المضحك أن تركيا وروسيا تتبادلان الاتهام أين كانت الطائرة؟ ولا صوت نسمعه للنظام السوري صاحب الأرض.