يواصل الصحفي إبراهيم عيسى الموالي للسلطة في مصر مزاعمه و”فبركاته” بأنه مطارد من الجماعات الإرهابية بالاغتيال بسبب آرائه وأفكاره المستنيرة، وأنه لا يخشى الموت، ويؤمن بالقدر.
وكانت “المجتمع” قد كشفت من قبل أن المذكور يفبرك هذه المزاعم ليكسب التعاطف معه، في حين أنه لا توجد تهديدات إطلاقًا، ولا يعتقد عاقل أن “القاعدة” أو “داعش” تنشغل بشخص مثله، وسبق أن فند الكاتب المصري سليم عزوز مزاعم عيسى في هذا السياق التي أدت إلى إغلاق صحيفته “الدستور” بعد أن اكتشف نظام مبارك كذبه وادعاءه حين تحدث عن مخطط اغتيال الجماعات الإسلامية لرجل الأعمال نجيب ساويرس.
وكان عيسى قد واصل هجومه على الإسلام، حيث ادعى من خلال برنامجه على قناة “القاهرة والناس”، في 24 سبتمبر 2022، أنه لا يوجد شيء اسمه الشريعة الإسلامية من الأساس، “والمصدوم يتصدم لكن يروح يدور على الحقيقة”، وفق تعبيره، مشيرًا إلى أن الإسلام والفكر الإسلامي ليس هو الحكم بمنطلق الشريعة الإسلامية، مضيفًا: “دي السلطة اخترعتها عشان تبرر سيطرتها على الخلق أنها واخدة السيطرة دي من الدين والله وليس من الشعب”، متسائلًا: “متى ينفصل الدين عن الدولة؟”، وتجاهل أن رموز النظام الذي يعمل لحسابه يتحدثون عن الدين، وأن الله معهم وأنه يحبهم و”في ظهرهم”!
لم يتصدّ لعيسى غير محمد إبراهيم منصور، رئيس حزب النور، الذي استنكر تصريحاته، مؤكدًا أن هذه التصريحات تمثل «استفزازًا صريحًا لمشاعر المسلمين، حيث اختار منذ اللحظة الأولى أن يوجه سهامه للإسلام وعلمائه حتى وصلت الحال لتكدير السلم المجتمعي بإنكار المسلمات».
وقال منصور، في بيان صحفي نشرته “المصري اليوم”، في 27 سبتمبر 2022: إن «مناقشة هذا الادعاء وجمع الأدلة على صحته ليس محل نقاش لسخافة القول بإنكار مجمل الشريعة، بالإضافة إلى أن نص المادة الثانية من الدستور ذكر لفظ «الشريعة الإسلامية»، وهو ما نصت عليه أحكام المحاكم الدستورية في أكثر من حكم يفسر مبادئ الشريعة الإسلامية، متسائلًا: هل يدعو عيسى لعدم احترام الدستور وأحكام المحكمة الدستورية؟ وهل سيحترم عيسى الدستور الذي خرجت جموع المصريين للتصويت عليه بمختلف أطيافهم؟».
وأوضح أن «طعن عيسى المستمر ولمزه للدين الإسلامي وشعائره، يكدر السلم المجتمعي ويزيد الاحتقان لدى صاحب كل فطرة سوية وسليمة، كما أنه خطرٌ على هوية الشعب المصري، وأضاف أن هذه المواقف تفضح كذب التيار العلماني وادعائه الحرية.
ويحظى عيسى برعاية واضحة من النظام، فيدافع عنه الإعلام الرسمي والخاص، ويتيح له قول ما يشاء، دون أن يتيح للعلماء الرد عليه بصورة فعالة، أو مناقشة مزاعمه، كما يكلّف بكتابة مسلسلات وأفلام تنتقص من الإسلام وتشوهه، في الوقت الذي لا يجد فيه أصحاب الأدب الرفيع مجالًا للاهتمام بإنتاجهم الأدبي!