ذكرت الأمم المتحدة أن الملايين في عموم سورية التي مزقتها الحرب يواجهون نقصًا حادًا في المياه بالحسكة والباب وحلب.
ورجحت المسؤولة في مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية لمجلس الأمن رينا غيلاني أن تزداد الأزمة سوءًا، قائلة: تشير التوقعات من الآن إلى ديسمبر المقبل إلى زيادة احتمال كميات الهطل (الثلج والبرد والأمطار) دون المستوى الطبيعي ودرجات الحرارة فوق العادية.
وتابعت: إذا تحقق هذا، فإنه سيزيد من تفاقم أزمة المياه الحادة بالفعل.
وحثت المسؤولة على استمرار الوصول عبر الحدود وزيادة الوصول عبر الخطوط لتقديم المساعدة الإنسانية للسوريين الذين هم في أمسّ الحاجة إليها.
تفاقم انتشار الأمراض
تسببت أزمة المياه أيضاً بارتفاع في نسبة الإصابة بالأمراض مثل الإسهال وسوء التغذية والأمراض الجلدية التي انتشرت في تلك المنطقة، بحسب ما أعلنته منظمة الصحة العالمية، إذ هنالك أكثر من ألفي حالة إصابة بالليشمانيا، وهو مرض طفيلي يتسبب بآفات جلدية، وذلك بعدما أعلن مسؤولو الصحة في الحسكة بأن هناك زيادة ملحوظة في عدد الإصابات حتى أكتوبر 2021، مقارنة بعددها الذي بلغ 121 إصابة في أكتوبر 2020، بحسب منظمة الصحة العالمية.
ويشير تقرير لـ”تلفزيون سورية” إلى أن نظم التنقية التي تستخدم لتنقية المياه الملوثة قبل أن تصل إلى المستهلكين أصبحت باهظة الثمن كثيراً بالنسبة لمعظم أهالي تلك المدينة، إذ تتراوح أسعارها ما بين 30 إلى 200 دولار، وتحتاج إلى نحو 7 دولارات من أجل صيانتها في كل فصل من فصول السنة.
وحذرت المسؤولة الأممية من أن الكوليرا يتفشى بشكل سريع في جميع أنحاء سورية، مطالبة بـ34.4 مليون دولار لخطة استجابة مدتها 3 أشهر.
وتقول الأمم المتحدة: إن هذه الأموال مطلوبة لمساعدة أكثر من 160 ألفاً بالخدمات الصحية، و5 ملايين شخص بالمياه والصرف الصحي والنظافة.
وقالت غيلاني: إنه تم الإبلاغ عن أكثر من 24 ألف حالة كوليرا مشتبه بها، وتم أيضًا تأكيد إصابات في جميع المحافظات السورية الـ14.
وأضافت أنه حتى الآن توفي 80 شخصًا على الأقل بسبب مرض الكوليرا.
وفي سبتمبر الماضي، نبّهت منظمة أطباء بلا حدود إلى أن محدودية الوصول إلى المياه النظيفة في شمال سورية تفاقم انتشار الأمراض كما تعيق إجراءات النظافة الأساسية في ظل ارتفاع وتيرة الإصابات بـ”كوفيد-19″.
وحذّرت المنظمة، في بيان، من أن الناس يواجهون “وضعاً مزرياً في شمال سورية، حيث وصلت محدوديّة الوصول إلى المياه النظيفة خلال الأشهر القليلة الماضية إلى مستويات خطيرة”.
وتشير التقديرات إلى أن أكثر من 5 ملايين شخص في سورية يعتمدون على نهر الفرات للحصول على مياه الشرب، فضلا عن أن 46% من المرافق الصحية تعمل جزئيًّا أو لا تعمل على الإطلاق.
يشار إلى أن وزارة الصحة اللبنانية أعلنت قبل أيام عن وجود انتشار واسع للكوليرا في البلاد معظمه لدى النازحين السوريين.
وفي 6 أكتوبر الجاري، أعلنت الوزارة تسجيل أول إصابة بالكوليرا في البلاد منذ عام 1993، وذلك في محافظة عكار (شمالاً).
والكوليرا مرض ينتقل عن طريق المياه ويسبب إسهالًا حادًّا يهدد حياة المريض إذا لم يخضع للعلاج.
ويصيب المرض ما بين 1.3 – 4 ملايين شخص كل عام في أنحاء العالم، ويؤدي إلى وفاة ما بين 21 ألفاً و143 ألف شخص.