أعلن الرئيس التركي الجديد أردوغان عن مرشحه لرئاسة الوزراء وهو أحمد داود أوغلو، وقال أردوغان للصحافيين إثر اجتماع للجنة التنفيذية لحزبه إن «مرشح حزب العدالة والتنمية لتولي رئاسة الحزب في 27 أغسطس هو وزير الخارجية والنائب عن قونية أحمد داود أوغلو». وقا
أعلن الرئيس التركي الجديد أردوغان عن مرشحه لرئاسة الوزراء وهو أحمد داود أوغلو، وقال أردوغان للصحافيين إثر اجتماع للجنة التنفيذية لحزبه إن «مرشح حزب العدالة والتنمية لتولي رئاسة الحزب في 27 أغسطس هو وزير الخارجية والنائب عن قونية أحمد داود أوغلو». وقال «اعتقد أن مرشحنا لرئاسة الحزب ولمنصب رئيس الوزراء سيحقق مثل تركيا الجديدة وأهداف حزب العدالة والتنمية للعام 2023 (الذكرى المئة لقيام الجمهورية)».
من هو وزير رئيس الوزراء التركي الجديد إذن؟
هو وزيــر الخــارجيــة التركي «السابق» وأستاذ العلوم السياسية التركية أحمد داود أوغلو عين وزيرا للخارجية في تركيا عام 2009، وكان المستشار الرئيسي لرئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان قبل تولي حقيبة وزارة الخارجية، أكمل دراسته الثانوية في اسطنبول، ومن ثم تخرج في قسم «الاقتصاد والعلاقات الدولية والعلوم السياسية»، وحصل على درجة الماجستير في الإدارة العامة، ودرجة الدكتوراه في العلوم السياسية والعلاقات الدولية، عمل أستاذا في جامعة مرمرة، رأس إدارة العلاقات الدولية في جامعة بايكنت في إسطنبول بتركيا، تم منحه لقب سفير بقرار مشترك من الرئيس أحمد نجدت سيزر ورئيس الوزراء عبدالله غول في عام 2003، كما أن له مجموعة من المؤلفات منها كتاب العمق الإستراتيجي والأزمة العالمية، وكان لمؤلفاته تأثير على السياسة التركية، ما أتاحت له المجال ليطبق النظريات التي كان يراها خاصة في كتاب «العمق الإستراتيجي»، على الواقع. وبعد انتخابات عام 2002 وفوز رئيس الوزراء التركي السابق الرئيس الحالي رجب طيب أردوغان، عين كبير مستشاري رئيس الوزراء أردوغان، ثم أسند إليه منصب سفير متجول في العام 2003.
اختارته مجلة «فورين بوليسي» في 2010 ضمن أهم مئة مفكر في العالم، كونه أحد أهم العقول التي تقف وراء تطور ونهضة تركيا. وفي العام 2011 اختارته مجلة «فورين بوليسي» أيضاً هو ورجب طيب أردوغان في القائمة لدورهما في التفكير في دور محوري جديد لتركيا في العالم والعمل والسعي الدؤوب على تحقيقه.
علما أن «أوغلو» له أسماء كثيرة داخل الأوساط التركية، فيسميه الأتراك بـ «رجل الظل» و«صاحب اليد العليا»، وذلك قبل تعيينه وزيرا للخارجية نتيجة قوته داخل منظومة الحزب والتناغم الكبير بينه وبين رئاسة الوزراء ورئاسة الدولة، كان يعتبر من أهم منظري حزب العدالة والتنمية، وله مقالة مشهورة تلخص وتصف الدور التركي الحالي حيث يقول «جغرافية تركيا تعطيها حالة دولة مركزية فريدة تختلف عن الدول المركزية الأخرى، فعلى سبيل المثال تعتبر ألمانيا دولة مركزية في أوروبا ولكنها بعيدة جغرافيا عن أفريقيا وآسيا، وروسيا أيضا دولة مركزية في أوروبا وآسيا لكنها بعيدة جغرافيا عن أفريقيا، وإيران دولة مركزية في آسيا لكنها بعيدة جغرافيا عن أوروبا وأفريقيا، وبنظرة أوسع فإن تركيا تحتفظ بالموقع الأفضل فيما يتعلق بكونها دولة أوروبية وآسيوية في نفس الوقت، كما أنها قريبة من أفريقيا أيضا عبر شرق البحر المتوسط، ومن ثم فإن دولة مركزية تحتفظ بموقع متميز كهذا لا يمكن لها أن تعرف نفسها من خلال سلوك دفاعي، ويجب عدم النظر إليها كدولة جسر تربط نقطتين فقط، ولا دولة طرفية، أو كدولة عادية تقع على حافة العالم الإسلامي أو الغرب».
ويظهر العمق الإستراتيجي وفلسفة أوغلو واضحة من خلال الأحداث الأخيرة، خاصة على المستوى الخارجي «صفر المشاكل مع الجيران»، وتقديم المساهمة في حل مشاكل المنطقة والتقارب، في سورية «قبل الثورة السورية» وإيران وفلسطين والعراق ولبنان وغيرها من الدول، ويقول أوغلو «السلام مهم لتركيا لأنه يسمح لها بإظهار نجاحاتها الاقتصادية وتوسيعها»، ويعتقد أوغلو أن ظهور تركيا بموقع ومكانة محورية متميزة في هذه المرحلة، يرتبط بإقرار رؤية ديناميكية مؤثرة في السياسة الخارجية بأن تكون قوة مركزية وهذا ما حدث بالفعل.
ويقول جراهام إي فوللر في كتابه والمسمى بـ «الجمهورية التركية الجديدة. تركيا: لاعب إقليمي متنام». « لم تعد تركيا هي تركيا القديمة التي نعرفها، إنها الآن تركيا التي انفكت عن دورها حليفا وفيا للولايات المتحدة، وشرعت تلعب بأوراق السياسة الخارجية على نحو أكثر عقلانية. إنها الآن إحدى القوى المؤسسة لميزان القوى في الشرق الأوسط».