مع حلول العام الدراسي الجديد حرم مئات الأطفال الأسرى من الالتحاق بمدارسهم؛ حيث خطف الاحتلال حلمهم وزج بهم خلف القضبان، وعرضهم على محاكم عسكرية، وإصدار أحكام قاسية عليهم.
المجتمع تلتقي عائلة الطفل الأسير ليث أحمد نوفل من مدينة قلقيلية في الصف العاشر، القابع في قسم الأطفال في سجن مجدو، وتم اعتقاله قبل أيام بزعم القاء الحجارة على قوات الاحتلال رب المعبر الشمالي .
ليث وخطف الحلم
تقول المربية آلاء أبو سمرة والدة الأسير الطفل ليث للمجتمع: “اعتقال ليث حرمه من فرحة الالتحاق بالعام الدراسي الجديد، حيث كان يحضر لهذا اليوم في بداية الدوام المدرسي، إلا أن الاحتلال خطف حلمه، وتم اعتقاله ونقله إلى مركز تحقيق مستوطنة إريئيل، ومن ثم إلى سجن مجدو في قسم الأطفال، وتم تمديد اعتقاله في محكمة سالم”.
وأضافت الوالدة المكلومة: “جنود الاحتلال يحاولون انتهاك طفولة أبنائنا بحجج واهية منها إلقاء الحجارة، وشكّل اعتقال ليث كابوسا محزنا لنا؛ فالاحتلال لا يرحم، وسياسته ضد الأطفال انتقامية؛ فخلال عملية الاعتقال يكون الاعتداء والضرب في الدورية، ثم النقل إلى مركز شرطة في أكبر مستوطنة بدون رقيب أو حسيب”.
اعتقال الأب والابن
بدوره قال المحرر كمال الباز للمجتمع: “تم اعتقال ابني براء قبل أيام من المنزل بحجة إلقاء الحجارة على قوات الاحتلال، واعتقلني الاحتلال معه للضغط عليه كي يعترف، وبعدها أطلقوا سراحي ونقلوا ابني الطفل براء إلى سجن مجدو لمحاكمته، وحرموه من مدرسته في هذا العام”.
عزون واستهداف أطفالها
حسن شبيطة مسؤول العلاقات العامة والإعلام في بلدية عزون قال للمجتمع: “الاحتلال يخطف أكثر من 70 طفلا في سجونه، ويصدر بحقهم أحكاماً بالسجن عدة سنوات، وتعتبر عزون من أكثر المناطق استهدافاً للأطفال فيها بزعم إلقاء الحجارة”.
ولفت شبيطه إلى ظاهرة خطيرة تحدث مع الأطفال الأسرى تتمثل بعدم رجوعهم إلى مقاعد الدراسة بعد تحررهم، لأن أعمارهم لا تتوافق مع أعمار الصفوف التي كانوا فيها، فزملاؤهم سبقوهم إلى الصفوف العليا وهم يرفضون أن يكونوا في الصفوف الدنيا”.
انتهاكات مرعبة
وأضاف شبيطة: “الانتهاكات التي تمارس بحق الطفولة في عزون هي الضرب بشكل مبرح عند الاعتقال، وخلال وجود الطفل الأسير داخل الدورية، وبعدها يتم التحقيق معه داخل المستوطنات القريبة، ويتم استخدام وسائل منها التحرش الجنسي لإجباره على الاعتراف قبل وصوله إلى مركز التوقيف أو التحقيق”.
يشار إلى أن نادي الأسير أشار في إحصائية حديثة إلى أن الاحتلال في مدينة القدس اعتقل منذ بداية العام الحالي 800 طفل مقدسي، تم الإفراج عن معظمهم بشرط الحبس المنزلي، وحرمان الطفل المستهدف بالحبس المنزلي من الذهاب إلى المدرسة، إضافة إلى حرمان 300 طفل من التعليم بسبب إصدار أحكام قاسية عليهم، أو ما زالوا موقوفين ينتظرون المحاكمة ومن بينهم عشر فتيات.