اعتبر الخبير المقدسي المهندس د. جمال عمرو الذي شارك في تصميم تلفريك أريحا وكذلك في مشاريع خارج فلسطين أن مشروع التلفريك في القدس الذي يبدأ من جبل الطور وينتهي في مراحله النهائية لما يسمى بجبل هرتزل بطول 7كم، هو مشروع سيادي تقوم به البلدية لإحكام السيطرة على المنطقة التي سيمر منها من السماء.
وقال في اتصال مع مراسل “المجتمع”: نحن أمام مشروع خبيث ومرعب، فالبلدية تسوق المشروع على أنه سياحي ولا علاقة له بأي أهداف إضافية، إلا أن أهداف البلدية التي هي الذراع لحكومة الاحتلال في تهويد مدينة القدس، تقوم على أساس السيطرة تحت الأرض وفوق الأرض وعلى سماء الأرض، فالمجموعات السياحية التي سوف تستخدم هذه التلفريك سيكون معهم أدلاء سياحة من “الإسرائيليين” المبرمجين على تهويد كل الأماكن من خلال التسميات التلمودية، وستكون تسمية المسجد الأقصى بجبل الهيكل “هار هابيت” وقدس الأقداس قبة الصخرة وما حولها.
وأضاف عمرو قائلاً: انتهاء مشروع التلفريك عند مقبرة هرتزل التي يدفن فيها كبار قادة الدولة العبرية له مغزى تلمودي وسياسي، حيث سيتم توجيه المجموعات السياحية إلى هذه القضية التي تتضمن أن قادة الدولة الذين ماتوا وهم يدافعون عن القدس عاصمة دولة “إسرائيل” دفنوا هنا.
بيد أن عمرو حذر من خطورة مشروع التلفريك من الناحية الأمنية على المسجد الأقصى وقال: من سيعتلي هذا التلفريك سيكونون من غلاة المستوطنين، وهنا تكمن الخطورة، فكل شيء من هؤلاء غير مستبعد، فالمسجد الأقصى تعرض للحرق، ثم لمحاولة التفجير لقبة الصخرة عام 1981م، وهناك تهديدات جدية من قبل المجموعات الاستيطانية التي أصبحت تجهر بتهديداتها للمسجد الأقصى من خلال دعواتها على مواقعها في الفضاء الإلكتروني، فهم يضعون مجسم الهيكل المزعوم مكان قبة الصخرة والمسجد الأقصى، وهذه التعبئة التلمودية سيكون لها تبعات خطيرة على جيل المستوطنين المتطرفين الذين سوف يستغلون كل ثغرة لتنفيذ تهديداتهم الخطيرة بحق المسجد الأقصى، ومشروع التلفريك لا يقل خطورة عن شبكة الأنفاق الموجودة أسفل المسجد الأقصى، وكذلك عن الاقتحامات اليومية التي تهدف إلى صبغ المسجد الأقصى بالصبغة التلمودية.
وأشار عمرو إلى أن مشروع التلفريك له علاقة بما يجري على الأرض من هدم للمنازل وإجبار المقدسيين على هدم بيوتهم، فالبلدية التي تريد تطوير المدينة من السماء تقوم على الأرض بتطهير عرقي للمقدسيين وتفرض عليهم الغرامات الباهظة، وتذهب الغرامات الباهظة التي تدفع عن 22 ألف منزل مقدسي مهدد بالهدم إلى خزينة البلدية التي تقوم بدورها ببناء مشاريع سيادية في مدينة القدس من جيوب المقدسيين، وهناك عشرات الملايين من الدولارات تجبى من المقدسيين كغرامات، وكأن البلدية تقول للمقدسيين: من مبالغ المخالفات الباهظة نبني في القدس مشاريع سيادية تزيد من تهويد المدينة.
وختم عمرو قائلاً: إنني من خلال مجلة “المجتمع” أقول لكل المرجعيات في القدس وإلى منظمة التعاون الإسلامي، ورابطة العالم الإسلامي والحكومات العربية والإسلامية: يجب التدخل السريع والفوري، فما تقوم به بلدية القدس تعجز عنه دول، فشكل القدس يتغير يومياً بشكل مخطط له حتى يتم إخفاء كل المعالم العربية والإسلامية فيها، وكل المشاريع السيادية تنفذ في قلب البلدة القديمة حاضنة المقدسات الإسلامية والمسيحية.