شعار المؤسسة «من الاحتياج إلى الإنتاج» حيث ننقل اليتيم من مرحلة الاحتياج إلى مرحلة الإنتاج ويعتمد على نفسه فيتعفف
– كيف نشأت فكرة المؤسسة؟
– جمعية الإصلاح الاجتماعي في اليمن لها قطاعات كثيرة, القطاع الصحي والتعليمي, وقطاع الأيتام, وكلما كبر قطاع في الجمعية انفصل عنها وأصبح مؤسسة كاملة؛ فانبثقت جمعية مؤسسة رعاية اليتيم من جمعية الإصلاح في اليمن, في العام 2003م, ولكنها لم يتم تفعيلها إلا في العام 2006م, وقد استلمت الإدارة فيها في عام 2007م, والذي قام بالتأسيس كوكبة من رجال اليمن على رأسهم اللواء علي محسن صالح الأحمر، ود. حميد زياد الذي يمثل جمعية الإصلاح في اليمن, ويرجع له الفضل الكبير – بعد الله تعالى – في انتقال هذه المؤسسة مع الكادر الذي يعمل فيها إلى هذا المستوى في خلال ست سنوات، حيث أصبحت المؤسسة بهذا الحجم من التوسع والحجم وعدد الأقسام والكلية والاستثمارات.
وقد وصل عدد أيتام المؤسسة التي تعمل على رعايتهم والاهتمام بهم 500 ألف يتيم, ولا ننسَ أن اليمن يعاني من نسبة فقر مرتفع ونسبة بطالة عالية, وهؤلاء الشباب إن لم يتم احتضانهم سيكونون لقمة سائغة للتطرف نظراً للحاجة.
– إلى أي مدى تتطابق رؤيتكم مع الرؤية العامة للدولة في رعايتكم للأيتام؟
– باختصار.. المؤسسة تخدم رسالة الحكومة اليمنية في الحفاظ على الاستقرار الاجتماعي، وتخدم رسالة المجتمع في الاستقرار الاجتماعي أيضاً, وتخدم رسالة العمل الإسلامي أيضاً في تنمية المجتمع، والذي يعتبر رديفاً للحكومة لاستقرار المجتمع.
وشعار المؤسسة «من الاحتياج للإنتاج»؛ لذا نحن نسعى مع الفقير أو اليتيم إلى أن يخرج من دائرة الحاجة إلى دائرة الاستغناء عن الناس, وكما تقول الحكمة اليابانية: «لا تعطني كل يوم سمكة.. ولكن علمني كيف أصطاد»، ونحن نقوم بهذا الدور حيث نعلم الفقير كيف يصطاد، وكيف يعتمد على الله أولاً ثم على نفسه, حتى يصبح عنصراً سليماً ومعتمداً على نفسه بعد الله سبحانه وتعالى.
ويكفينا فخراً أننا حين نذهب إلى السعودية أو بعض دول الخليج أجد بعض أبناء المؤسسة يعملون بمهنية عالية في هذه البلدان، ويتعرفون
علينا في الشوارع والمحلات, حيث يعملون في جانب الخياطة والنجارة والحدادة وصياغة الذهب والفضة وبقية الورش التي تأهلوا فيها, والحمد لله تطورت الورش قبل عامين إلى كلية المجتمع الهندسية, وسوف تتطور في المرحلة القادمة إن شاء الله إلى الجامعة الهندسية, كما نسعى لإيجاد المدينة الصناعية في اليمن، ونتمنى أن تتحقق في القريب العاجل, حيث تستوعب من 40 – 60 مصنعاً، وتكون نواة للصناعة في اليمن، وتساعد الحكومة في الجانب المهني, وجانب التنمية وجانب الاستقرار الاجتماعي.
– وهل فقط رعايتكم لليتيم تقتصر على تعليمه؟
– المؤسسة لها فروع على مستوى محافظات اليمن، ولها أنشطة تنموية كبيرة في جانب التأهيل، ولها أنشطة اجتماعية كثيرة لصالح اليتيم, مثل العرس الجماعي الذي يتم في كل عام, وكان آخر هذه الأعراس ويعتبر من أكبر الأعراس على مستوى العالم, برعاية سمو أمير دولة قطر السابق الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، وكان عدد الأعراس 4000 عريس وعروسة, ونتمنى أن يكون الحفل في العام القادم – إن شاء الله تعالى – برعاية سمو أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد حفظه الله، وسمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد.
– ما خطتكم للمستقبل؟
– نركز جهودنا في القادم حقيقة على إتمام بناء وتأسيس كلية المجتمع الهندسية والتكنولوجيا الحديثة، وإن شاء الله يتم تخريج الدفعة الأولى، ثم نسعى لتحويلها إلى جامعة هندسية لكي نخصص جزئيات العمل المهني في المجتمع, وهذا النمط الحديث الذي جعل ماليزيا تنهض في خلال 20 عاماً، وكذلك هناك دول لم يكن لها وجود قبل 30 عاماً أصبحت تتنافس في الجانب الصناعي, والسبب أن تلك الدول اهتمت بالجانب المهني المتوسط.
نحن نسعى لتخريج عدد من طلبة التعليم المتوسط مؤهلين للالتحاق بسوق العمل المهني, لكي يعمل بيده وذهنه، حيث وجدنا إبداعات كثيرة, فقد أصبحت قناعة أن كل من لم يدخل الجامعة يعتبر ضعيفاً أو متخلفاً أمراً غير واقعي؛ لذا فالفئة التي لم تدخل الجامعة من الممكن أن تبني نهضة صناعية في كثير من البلدان، فجانب الابتكار المهني وجانب الابتكارات العلمية في العالم الإسلامي لم يتم التفكير فيها, فنحن ننفق الأموال على جوانب الترف وإعداد الجيوش والجهات الأمنية بدل إنفاقها على مجال البحث العلمي, فـ»إسرائيل» لها براءات اختراع تفوق العالم الإسلامي مجتمعاً.
– رسالة أخيرة؟
– نتمنى من مجلة «المجتمع» التي لها مكانة كبيرة في اليمن، وتتلمذنا بين صفحاتها منذ أكثر من عشرين عاماً، أن تقوم بزيارة ميدانية للمؤسسة لتطّلع على المؤسسة من الداخل، وتتعايش مع التجربة بشكل كامل.