أصر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم الأحد، على موقف بلاده بعد أن هدد نظيرهُ الأمريكي دونالد ترمب بفرض عقوبات على أنقرة ما لم تفرج عن القس الأمريكي أندرو برانسون، نافياً وجود صفقة لمبادلته بفتاة تركية، بينما تباحث وزيرا خارجية البلدين بشأن برانسون.
ونفى أردوغان -في تصريحات نقلها الإعلام الرسمي- وجود أي مباحثات لمبادلة برانسون بالفتاة إبرو أوزكان التي كانت محتجزة لدى “إسرائيل”، وقال في أول تصريح له بشأن القضية: إنه لا أحد يستطيع أن يجبر تركيا على أي شيء وخاصة في تطبيق مقاطعة اقتصادية مع إيران امتثالاً للطلب الأمريكي.
وأضاف الرئيس التركي أن الصداقة بين الولايات المتحدة وتركيا على المحك في هذا الخلاف، وأن قرار بلاده لا رجعة عنه.
وقال أيضاً: “لن نأخذ خطوة للوراء عندما نواجه العقوبات.. عليهم ألا ينسوا أنهم سيخسرون شريكاً مخلصاً”، وختم بأن هذه المواقف لا تعدو كونها حرباً نفسية.
من جهة أخرى، أجرى وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو مباحثات هاتفية مع نظيره التركي مولود جاويش أوغلو أمس بشأن برانسون، وقالت الخارجية الأمريكية في بيان: إن الوزيرين أكدا التزامهما بمواصلة المباحثات لحل القضية والتعامل مع قضايا أخرى.
وحاول المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن أمس أن يخفف من حدة التوتر عندما نشر مقالاً بصحيفة “ديلي صباح” التركية الصادرة بالإنجليزية، تحت عنوان “القاعدة الأساسية للعلاقات التركية الأمريكية.. الاحترام المتبادل والمصلحة المشتركة”.
وقال قالن: إن الولايات المتحدة اتخذت في السنوات الأخيرة خطوات من شأنها إضعاف شراكتها الإستراتيجية مع تركيا، وإن إدارة ترمب أبقت على علاقتها بحزب العمال الكردستاني بعد أن وعدت إدارة الرئيس السابق باراك أوباما بأن تكون تلك العلاقة مؤقتة وتكتيكية.
وأردف أن تركيا تتوقع أن تنفصل واشنطن عاجلاً عن المسلحين الكرد الذين يعقدون مباحثات حالية مع نظام بشار الأسد في سورية، كما انتقد “عدم رغبة” إدارة ترمب باتخاذ خطوات ملموسة للتحقيق في الدور المفترض لجماعة الداعية التركي فتح الله غولن (المقيم بالولايات المتحدة) في محاولة الانقلاب في تركيا عام 2016.
واستطرد قائلاً: قد يكون للرئيس ترمب نوايا حسنة بشأن العلاقات مع الرئيس أردوغان وتركيا، وهذا بالتأكيد سيكون بالمثل عندما تكون العلاقة مبنية على الاحترام المتبادل والمصلحة المشتركة.
ووضعت تركيا برانسون -الذي يقيم ويعمل في البلاد منذ أكثر من 20 عاماً- رهن الإقامة الجبرية بعد أن احتجز 21 شهراً بأحد سجونها حيث اتهمته أنقرة بمساعدة جماعة غولن في محاولة الانقلاب الفاشلة.
وقبل أسبوعين، وصلت أوزكان إلى إسطنبول بعد اعتقالها لمدة شهر في “إسرائيل” بدعوى ارتباطها بحركة المقاومة الإسلامية (حماس).