مع كثرة الإعلانات التحذيرية عن فيروس كورونا، فإن عدم التعامل السليم مع هذه الإجراءات يجعلها تتحول إلى حالة من الوسواس، الذي يؤثر على الصحة النفسية والكفاءة الذهنية.
والاستعداد للإصابة بالوسواس يختلف من شخص إلى آخر، فقد يعود الوسواس إلى أسباب عضوية أو وراثية أو بيئية.
وأول خطوة للسيطرة على الوسواس هي التشخيص السليم له؛ فأعراض الوسواس تختلف من شخص إلى آخر، فهناك نوع من الوسواس الذي يمكن أن نعتبره في الحدود الطبيعية والذي لا يخلو منه أي إنسان، فالشعور في ظل تفشي الأوبئة بالخوف من التلوث هو شعور طبيعي، بما في ذلك الحرص على الامتناع عن مصافحة الآخرين وتنظيف اليدين، فكل ذلك يندرج في السياق الطبيعي، ولكن عندما ينظف الإنسان يده أكثر من مرة دون أن يلمس شيئاً مشبوهاً، أو يكرر تعقيم مقابض الأبواب دون مبرر لكونه في حالة حجر طبي، والتخوف الشديد من لمس الوجه رغم تنظيف اليدين، فإن أمثال هذه المبالغات ونحوها تؤشر على تطور الحذر الطبيعي وتحوله إلى حالة وسواس يؤثر على الصحة النفسية.
ومعظم هذه الوساوس ناجمة عن متابعة مصادر إعلامية غير متخصصة تبالغ في نشر تعليمات الحيطة والحذر، ولهذا فإن ثاني خطوة بعد التشخيص السليم هي الحرص على تتبع المعلومات الصحية الخاصة بالإجراءات الوقائية من المصادر الرسمية، ومن أهم هذه المصادر موقع منظمة الصحة العالمية، وموقع وزارة الصحة في كل بلد، ولا تبالغ في تتبع كل التفاصيل التي لا تعنيك حول المرض إذا لم تكن متخصصاً في هذا المجال.
والخطوة الثالثة هي الالتزام بتعليمات الوقاية كما هي بدون زيادة أو نقصان.
والخطوة الرابعة هي القراءة كثيراً حول التوكل على الله، والقضاء والقدر، وقراءة أدعية الحماية والرقية الشرعية، والمعوذتين وتحديداً سورة الناس، وإن تيسر سماع الدروس الدينية من المشايخ المشهورين بالطمأنينة والسكينة، في هذا الأمر.
والخطوة الأخيرة هي محاولة الاستمتاع بوقتك وفقاً للظروف التي يفرضها الحجر والتباعد الاجتماعي ولو بالتواصل الرقمي، فالفراغ قاتل.. يشغل عقل الإنسان أياً كان بأمور أخرى، ونفسك إن لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل، فلتسعد بمكالمة والتواصل مع الأرحام والأصدقاء.. وما أكثرهم، وستجد متعة نفسية واجتماعية كبيرة.