نشرت مجلة “ستايلست” النسائية تقريراً عن التحديات التي تواجهها المرأة المسلمة العاملة في بريطانيا، واستقت شهادات بعضهن.
وفي الأسبوع الماضي، نقلت صحيفة “صنداي تايمز” عن نائبة بريطانية قولها: إنها استُبعدت من منصب وزاري في حكومة المحافظين برئاسة بوريس جونسون، وذلك إلى حد ما بسبب شعور زملائها بعدم ارتياح تجاه عقيدتها الإسلامية.
وأوضحت نصرت غني (49 عامًا) التي فقدت منصبها وزيرة دولة للنقل في فبراير 2020 للصحيفة، أن مسؤولًا عن الانضباط الحزبي في البرلمان أبلغها بأن ديانتها الإسلامية طُرحت للمناقشة خلال إقالتها.
“إسلاموفوبيا” منهجية
وقالت مستشارة التوظيف (سونيا) للمجلة، وفق موقع “الجزيرة مباشر”: إن علاقتها جيدة بزملائها في الشركة، إلا أنها تجد صعوبة في التواصل معهم خارج العمل بسبب أن كل تجمعاتهم تكون في حانات أو مطاعم لتناول المشروبات الكحولية.
وقالت زارا محمد، الأمينة العامة للمجلس الإسلامي البريطاني للمجلة: بينما كانت تجارب نصرت غني مروعة، إلا أنها للأسف لم تكن مفاجئة للعديد من المسلمين البريطانيين.
معتبرة أنه لا ينبغي أن تعيق ممارسة الدين التقدم الوظيفي، مشددة على وجود أدلة كثيرة على انتشار “الإسلاموفوبيا” الهيكلية والمنهجية على نطاق واسع.
وأفادت الأمينة العامة بأن الإسلام أو ارتداء الحجاب -على سبيل المثال- يقلل بشكل كبير من احتمالات الإقصاء في العمل والترقية الوظيفية.
التقت “ستايلست” أفسانا أحمد، التي حكت تجربتها مع الرفض في عدد من الوظائف لمجرد أنها محجبة، وإن كانت تجربتها وكفاءتها تؤهلانها لها.
كان صعود السلم الوظيفي أيضًا بمثابة صراع لأفسانا، على حد تعبيرها.
التمييز بسبب الدين
وتقول الكاتبة أفشين شيخ للمجلة: إنها تعرضت أيضًا للتمييز عندما حاولت اقتحام مجال الإعلام، وأوضحت: عندما كنت أصغر سنًا، عملت كمساعد تحرير أو نشر، ولكن عندما أصبح منصب أعلى شاغرًا، بدلاً من تقديم الوظيفة لي أو على الأقل دعوتي للتقدم بطلب للحصول عليه، قاموا بإعطائها لأشخاص آخرين -من النساء البيض- وهذا مؤلم.
وتشرح سيفيرا سارجو، وهي مديرة في مجال الترويج على وسائل التواصل الاجتماعي، كيف تعرضت للتحيز ضدها، قائلة: ستضطر المرأة المسلمة دائمًا إلى العمل بجدية أكثر بعشر مرات.
أمضت د. سورية بي، المحاضِرة في جامعة الدراسات الشرقية والأفريقية في لندن، 18 شهرًا في البحث بخصوص النساء المسلمات وتحدياتهن في أماكن العمل، وخلصت إلى أن ما يقرب من نصف المستجوبات تعرضن لشكل من أشكال “الإسلاموفوبيا” أو التمييز في العمل.
وقالت نازمين أكثار، رئيسة شبكة “نساء مسلمات”: إن القدرة على السفر إلى مدينة أخرى فجأة والمكوث هناك بسبب العمل، أو حضور اجتماع على الأكل في شهر رمضان أو حفل تقدَّم فيه المشروبات الكحولية، كلها أمور يمكن أن يخسرن فرص الترقية الوظيفية والتواصل بسببها.
دعم أقوى
ورصد التقرير تجارب أخرى إيجابية، إذ تمتعت حليمة خاتون، مستشارة العلاقات العامة والمؤلفة والمدونة، بمسيرة مهنية متنوعة، إذ عملت في “بي بي سي”، و”ITV” قبل أن تشق طريقها إلى مناصب عليا.
وبعد أن شعَرت بخيبة الأمل من قلة الفرص في وسائل الإعلام، قررت أفشين العمل في وظيفة مختلفة، قائلة: أنا الآن أعمل في شركة تفخر بقواها العاملة المتنوعة، لدينا حتى غرفة للصلاة في المبنى، أنا المسلمة الوحيدة في فريقي ولكني أعامل بإنصاف واحترام لعملي.
وبعد تصريحات النائبة السابقة نصرت غني عن “الإسلاموفوبيا” والتمييز، وفتح تحقيق فيها، تأمل المسلمات في بريطانيا أن تأخذ المنظمات ادعاءات مماثلة بجدية أكبر، مع رصد جهد جماعي لذلك.
وقالت رئيسة شبكة “نساء مسلمات”: نحتاج دعمًا أقوى للمرأة المسلمة، مضيفة أن رؤية الموقف الذي تعرضت له النائبة السابقة قد يمنع النساء المسلمات من رفع أصواتهن ويبعدهن عن ممارسة مهن معينة.