نقف اليوم مــع ســيرة مربٍ فاضل فاتني أن أورد سيرته الكــريمة في كتــاب “موسوعة مربون من بلدي” لعدم وقوفي على سيرته الكريمة وقت إعداد الموسوعة منذ عقدين من الزمان، وقد استفدت في هذه السيرة من المعلومات التي زودنا بها قريبه الباحث في التراث الكويتي الأخ الفاضل د. يعقوب يوسف جاسم الحجي مشكوراً .
ولد المربي الفاضل الأستاذ حجي بن جاسم بن محمد الحجي في منزل جده لأمه – المرحوم أحمد الرشيد – بالقرب من مسجد النبهان بمنطقة الوسط بالكويت في الثامن من ذي العقدة عام 1320هـ (30/ 1/ 1903م).
تلقى تعليمه بمدرسة الملا زكريا الأنصاري، ثم في المدرسة المباركية، ثم في مدرسة العامر (العامرية).
وكان من بين أساتذته المربون الأفاضل: الملا زكريا الأنصاري والسيد عمر عاصم، وعبدالملك الصالح المبيض، وحافظ وهبة.
كما كان من بين زملائه خلال الدراسة بالمباركية الأساتذة رجب الرفاعي، وعبدالله السدحان، وعبدالرزاق رزوقي، وحمد العتيبي .
عمل المربي الفاضل بعد تخرجه مدرساً بالمدرسة المباركية، وكان من زملائه آنذاك: الشيخ عبدالعزيز الرشيد، وعبدالملك الصالح المبيض، وحافظ وهبة، والسيد عمر عاصم .
ومن اللطيف هنا أنه من العادي آنذاك أن يتخرج التلميذ النجيب من دراسته ثم يختاره مدرسوه لينضم إليهم زميلاً في الهيئة التدريسية في المدرسة نفسها .
ثم انتقل إلى المدرسة الأحمدية، فالعامرية حيث كان من بين زملائه المربون الأفاضل: الشيخ عبدالعزيز الرشيد، وأحمد الخميس، وعبدالملك الصالح المبيض .
وقد تتلمذ على يديه كثيرون، منهم الأساتذة والسادة الأفاضل: الشيخ صباح السالم الصباح، وبدر خالد البدر القناعي، وعبدالعزيز العلي العبدالوهاب المطوع.
كان المربي الفاضل طموحاً، محباً للعلم، يسعى إليه ويبذل في سبيله من ماله ووقته، ولذا التحق عام 1341هـ (1922م) بمدرسة المستشفى الأمريكاني ليتعلم اللغة الإنجليزية .
وقد استطاع بفضل الله تعالى ثم بعزمه وإصراره أن يجيدها قراءة وكتابة وتحدثاً؛ مما هيأ له أن يعمل مترجماً فترة من حياته.
وكان له إلى جانب ذلك إبداع أدبي وثقافي، وقد تحدث عنه الشيخ عبدالعزيز الرشيد في كتابه الرائد “تاريخ الكويت”؛ حيث أورد بعض أشعاره ثم أتبعها بقوله: “وقد كان لهذا الشاب الناهض أيضاً نثر رقيق وخيال واسع في ميدانه، فهو يستحق الإعجاب بنثره وشعره”.
يتبع في المقال القادم.