قال المستعرب الصيني البروفيسور لي جن جونغ: إن التجار المسلمين هم من أسباب دخول الإسلام إلى الصين، مشيراً إلى أنه طبقاً للتاريخ الصيني، فإن أول تواصل مع الإسلام كان في عهد الخليفة عثمان بن عفان الذي أرسل هدايا لإمبراطور الصين في تلك الفترة.
وأضاف جونغ لبرنامج في برنامج “بلا حدود” على قناة “الجزيرة”، أن كثيراً من علماء الصين يعتبرون عام 651م هو عام دخول الإسلام للصين.
وقال: إن المسلمين انتصروا في العصر العباسي على الصينيين في موقعة تالاس قرب طشقند، وساهم أسرى الموقعة من الصينيين في نقل مهاراتهم للعرب، كما كتب أحد الأسرى كتاباً مفصلاً باللغة الصينية عن حياة المسلمين.
وأوضح جونغ أن العائلات المسلمة في الصين جاءت إليها مع المغول منذ القرن الثالث عشر الميلادي، مشيراً إلى أن المسلمين انتشروا في جميع أنحاء الصين ولكن في تجمعات صغيرة، وأنهم أكثر انتشاراً في شمال غرب الصين في غانسو وشينجيانغ وتشينغهاي عن بقية مناطق البلاد.
وقال: إنه يرمز للمسلمين في الصين بثلاث “ميمات”، مساجد ومطاعم ومقابر.
ووصف جونغ الثقافتين العربية والصينية بأنهما ثقافتان عريقتان وساهمتا بدور عظيم في ثقافة العالم وهما تدعوان للسلام، وقال: إن الصينيين سعوا منذ القدم لعدم الدخول في صراعات مع العرب.
وأوضح أن الصادرات الصينية للعرب قديماً تمثلت في الحرير فقط، بينما شملت صادرات العرب للصين العطور والبخور والعقاقير والعاج.
وحول سياسة الصين، قال جونغ: إن الصين تنتهج سياسة سلمية منذ القدم ولا تقدم على غزو الآخرين، مؤكداً أن عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول سياسة صينية قديمة.
وأوضح أن سور الصين العظيم رمز لثقافة الصين السلمية وهدفه الدفاع عن البلاد ضد الغزو الخارجي، وهو عبارة عن عدة أسوار بنيت على فترات مختلفة.
وأكد أن الاكتفاء الذاتي في المجال الزراعي يعد من عوامل استقرار الصين على مرّ العصور، موضحاً أن إمكانيات الصين الهائلة ساهمت في استقرارها على مدار التاريخ.