– المرأة الأسترالية المُسلمة أثبتت نجاحاتٍ كثيرة في عدة مجالات في المجتمع الأسترالي
– المرأة المُسلمة تعاني من التمييز بسبب حجابها الذي يُشكل خطاً أحمر بالنسبة لبعض أماكن العمل والشركات والجامعات أحياناً
– كامرأة مُسلمة تعيش في المجتمع الأسترالي واجهتني تحديات كثيرة كان أصعبها سماع انتقادات عن الإسلام خاصة في المجال الأكاديمي
– رغبتي بالرد العلمي على الشبهات ضد الإسلام دفعتني لدراسة الماجستير وتحضير الدكتوراه في مجال الدراسات الإسلامية
– أهلّتني الدراسات الإسلامية والنشاطات الدعوية والمجتمعية للمساهمة في النقاش الدائر حول قضايا الأقليات المسلمة في الغرب وخاصة في أستراليا
– علينا أن نفهم الآخر ونعذرهم ونُقدِم على الحوار معهم وبناء جسور من العيش المشترك كمواطنين أستراليين
– قضية الانتماء كأستراليين مسلمين نناقشها عبر محاضرات ونعالجها عبر أبحاث لتطبيق نظم مُستمدة من شريعتنا
“من أهم أولوياتي المساهمة في النقاش الدائر حول قضايا الأقليات المسلمة في الغرب وخاصة في أستراليا”.. بهذه الكلمات، شددت الناشطة الأسترالية المسلمة د. روعة الأيوبي، والفاعلة في مجال حوار الأديان على أهمية المشاركة بالمحاضرات والأبحاث في القضايا التي تطرح بشأن الوجود الإسلامي بشكل عام في الغرب وبشكل خاص في أستراليا.
هذه الأولوية دفعت بالدكتورة روعة، وهى باحثة في مركز البحوث الإستراتيجية للأديان في كانبرا بأستراليا، إلى تخصيص ثاني أولوية لها في العمل المجتمعي بأستراليا في “المساعدة لإثبات وجودنا كمسلمين في الغرب عبر تقديم ديننا الإسلامي كمنهج يصلح للتطبيق في كل زمان ومكان وخصوصا في بلاد الغرب التي أصبحت بلادنا الآن”، جاء ذلك في حوار مع “المجتمع”.
المحور الأول: التعريف والتجربة الشخصية:
- في بداية حوارنا، نرجو التكرم بتعريف أنفسكم تعريفاً إنسانياً واجتماعياً مهنياً؟
– روعة الأيوبي، ولدت في لبنان، وانتقلت إلى أستراليا للعيش مع زوجي منذ ٢٦ عاماً، ورزقني الله أربعة من الأولاد، اثنتين من الإناث، واثنين من الذكور.
حصلت على درجة الدكتوراه في الفلسفة من كلية اللاهوت المتحدة في جامعة تشارلز ستارت – أستراليا، وكانت أطروحتي عن “الاجتهاد وأهميته بالنسبة للمسلمين في أستراليا”.
أتممت شهادة الماجستير في الآداب من قسم الدراسات الإسلامية – جامعة سيدني، وقد قدّمت رسالتي تحت عنوان “مفهوم الشريعة وأهمية الفقه الإسلامي للمسلمين في الدول الغربية”، وحصلت بها على تقدير جيد جداً.
كما أنني أنهيت درجة الماجستير في الإدارة، وناقشت أطروحتي عن “العلاقة بين المستشفيات الخاصة والضمان الاجتماعي في لبنان”، وحصلت بها على تقدير امتياز مع مرتبة الشرف من جامعة الروح القدس الكسليك، كما حصلت على دبلوم “ممارسة الإدارة الصحية” من جامعة نيو إنكلند، أستراليا.
أعمل حالياً في الأبحاث، وأنا عضو باحثة في مركز البحوث الإستراتيجية للأديان في كانبرا، كما أنني عضو مجلس الأمناء في الإغاثة الإسلامية – أستراليا.
- كيف بدأتم بالتفكير في المشاركة المجتمعية؟ وما الأدوار التي قمتم بها خلال مسيرتكم في المشاركة المجتمعية، وفي أي مجالات كانت؟
– عندما انتقلت إلى أستراليا، عملت في بادئ الأمر في عيادة زوجي الطبية لفحص النظر كمديرة للمركز، وكنت ألتقي ممثلين لشركات أجنبية لبيع النظارات الطبية والشمسية، وفي أثناء عملي كنت كثيراً ما أسْأل عن عدة قضايا تتعلق بالدين الإسلامي، منها على سبيل المثال: حجاب المرأة، كيفية تعامل الرجل مع المرأة، وأيضا رأي الشريعة الإسلامية في كثير من القضايا التي تخص المسلمين وغير المسلمين.
قطعاً كنت أعمل جاهدة أن أمثل ديني بشكل لائق وأجيب عن كل هذه التساؤلات على قدر استطاعتي وما أنعم الله به عليّ من العلم والمعرفة في هذا الجانب، ولكني في بعض الأحيان كنت أشعر أنني لست مُهيأة بالشكل الكافي وخاصةً فيما يتعلق بالرد على الشبهات التي تٌثار ضد الإسلام، حينها قررت أن أدرس الماجستير والدكتوراه في مجال الدراسات الإسلامية، وأثناء فترة دراساتي منحني الله فرصة للمشاركة في الأنشطة الدعوية وإلقاء الدروس والمحاضرات من خلال العديد من الهيئات والمؤسسات التي تٌعنى بالعمل الدعوي والمجتمعي في أستراليا. وقد أهلّتني هذه الدراسات والتدريبات والنشاطات في الجالية الإسلامية للمساهمة في النقاش الدائر حول قضايا الأقليات المسلمة في الغرب وخاصة في أستراليا.
- على المستوى الشخصي، ماذا كانت أهم أولوياتكم في العمل المجتمعي. هل يمكن تحديدها في نقاط محددة، مع ضرب مثال من الواقع بكل نقطة؟
– من أهم أولوياتي:
أولاً: المساهمة في النقاش الدائر حول قضايا الأقليات المسلمة في الغرب وخاصة في أستراليا، من خلال المشاركة في محاضرات عن الخوف من الإسلام وتطبيق الشريعة الإسلامية والمساهمة في حوار الأديان، مثلاً، وُجه إلي دعوة لأقدم ورقة عن “المشاكل التي تواجه المرأة المُسلمة في أستراليا”، وكان ذلك في أواخر السنة الماضية ٢٠١٦ في مقر الكنيسة المُتحدة، والدعوة كانت بنية الحوار بين الأديان.
وثانياً: المساعدة لإثبات وجودنا كمسلمين في الغرب وذلك من خلال تقديم مبادئ ديننا الإسلامي على أنه منهج مُساعد ويصلح للتطبيق في كل زمان ومكان وخصوصا في بلاد الغرب، التي أصبحت بلادنا الآن. فقضية الانتماء −ولكن من غير الذوبان− كأستراليين مسلمين هي قضية مهمة نعالجها أو نناقشها تارة عبر محاضرات توعية وتارة أخرى عبر أبحاث لتطبيق نظم مُستمدة من شريعتنا الإسلامية الحنيفة.
- ماذا كانت أبرز العقبات والتحديات التي واجهتكم أثناء دوركم المجتمعي؟ وكيف تغلبتم عليها؟ وهل ما زالت هناك عقبات لم تستطيعوا التغلب عليها؟ وما أسباب ذلك؟
– على الصعيد الشخصي، وكامرأة مُسلمة تعيش في المجتمع الأسترالي، واجهتني تحديات كثيرة، كان أهمها وأصعبها أنني كنت أسمع انتقادات عن دين الإسلام أو عن نبينا محمد عليه الصلاة والسلام، خاصة في المجال الأكاديمي، وكان يجب أن أرد بشكل لائق ومُقنع بينما كنت أحاول أن أضبط أعصابي ولا أفقدها.
بينما على الصعيد العام، فالتحديّات التي تواجهنا كثيرة؛ أبرزها:
الخوف من الإسلام (الإسلاموفوبيا) الذي يسيطر على المجتمع الأسترالي، وهذه الظاهرة تعمل على تنميتها الفئات اليمينية الحاكمة والإعلام الحاقد، وبالتالي فهي تؤثر بشكل سلبي على علاقة المسلمين مع غير المسلمين وعلى العيش المشترك في المجتمع الأسترالي.
ظاهرة التعصب التي نشأت ضد المسلمين وخصوصاً بعد أحداث ١١ سبتمبر 2001 التي أدّت إلى وضع كافة المُسلمين بتعدد شرائحهم في بوتقة واحدة مُتهَمة وفي حالة إدانة مُستمرة مُطالبة دائماً أن تُثبت براءتها. الأمر الذي أدّى إلى تفشي روح الخوف والذعر بالإضافة إلى انتشار بعض الصور النمطية التي أصبح مألوفاً أن تُمثِّل الإسلام.
مشكلة الهوية التي يختلف حولها الشباب المسلم، فمنهم من يُفضّل الذوبان في المجتمع الأسترالي والبعض الآخر من يتمرد على المجتمع حتى أنه يرفض الإدلاء بصوته في العملية الانتخابية.
الأشياء المُشينة والإجرامية التي تتبناها بعض الفئات المسلمة المُتطرفة، تُلصق تلقائياً بالإسلام وتعمل بالتالي على تأخير جهودنا بالتعريف عن الإسلام الحقيقي السَمح وتدفعنا إلى الوراء خُطوات كثيرة وتجعل من مهمتنا مهمة صعبة للغاية.
مما لا شك فيه أنّه سيكون هناك تحديات مستقبلية ما دام هناك أناس مُتعصبون ضد الإسلام أولا يفهمون شيئاً عن الإسلام؛ لذا علينا كمسلمين أن نواجه هذه الصعوبات عبر قناتين مهمتين:
أولاً: أن نُهيئ أنفسنا بالتعلم والقراءة والتفوق الدراسي والعلمي في شتى المجالات، وعلينا أيضاً أن نفهم ديننا ونمثله بشكل أخلاقي راقٍ يليق بعظمة هذا الدين وسماحته.
وثانياً: أن نفهم الآخر ونعذرهم ونُقدِم على الحوار معهم وهذا ما ينفعنا في بناء جسور بيننا وبينهم في العيش المشترك كمواطنين أستراليين.
- هل يمكنكم إلقاء الضوء على أبرز الإنجازات والنجاحات التي حققتموها بلغة الأرقام والتحليل وضرب أمثلة عملية؟
– في مجال العمل الاجتماعي: ابتدأتُ هذا العمل منذ حوالي عشر سنوات، عندما كنت أقدّم برنامجاً عبر أثير “إذاعة القرآن الكريم”، التي تبث برامجها من مدينة سيدني في أستراليا، هذا البرنامج كان يستهدف المرأة بشكل خاص، والأسرة بشكل عام، وكان هدفه التوعية والإرشاد، وأيضاً الإلمام بمستجدات المجتمع الأسترالي من الناحية الثقافية والعلمية والاجتماعية والتربوية.
في مجال العمل والإرشاد الدعوي: في سنة ٢٠٠٩م، وعندما كنت عضوة في مجلس إدارة “أكاديمية البحث والعلوم الإسلامية”، وعلى مدار ست سنوات، ساهمت بتنظيم ندوات وحلقات دراسية للمسلمات الأستراليات تتمحور محتوياتها حول عدة موضوعات؛ هي: المرأة ودورها في المجتمع، والصلاة، والصيام، والحج، لتوعيتهن في هذا المجال، علاوةً على ذلك كنا نقوم بزيارة بعض المدارس الأسترالية بناء على دعوة منهم ونحاضر بهذه الموضوعات.
في مجال التعريف بالإسلام: أساهم بمحاضرات ودراسات نقاشية في العديد من المؤتمرات الإقليمية والدولية حول وضع الأقليات المسلمة في الغرب وفي أستراليا فضلاً عن الاشتراك في حوار الأديان.
في مجال العمل الخيري: من خلال دوري كعضو في مجلس أمناء “الإغاثة الإسلامية الأسترالية”، أساهم في بناء أسس وقواعد علمية للتخطيط والإدارة الفعالة للعمل الخيري في أستراليا، بجانب الرسالة الخيرية التي نحملها على أكتافنا، وهي الاهتمام بتوصيل المساعدات الإنسانية على الصعيد المحلي والعالمي، لكل ذي حاجة بغض النظر عن جنسيته أو دينه أو اعتقاده.
في المجال الأكاديمي: ومن خلال أبحاثي أحاول أن أدرس وأُبيِّن منهج الإسلام بطريقة علمية وأكاديمية من منطلق تحقيق مقاصد الشريعة الإسلامية. على سبيل المثال أحد أبحاثي الذي ناقشت من خلاله ضرورة تطبيق الحكم الإسلامي، المستمد من الشريعة، في نطاق النزاعات الأسرية والزوجية أثبتُ فيه كيف أن الشريعة تلتقي مع القانون الأسترالي في كثير من الأمور كما توفر الوقت والمجهود على القاضي الأسترالي إذا ما اعتمدها كدعم ومساندة في المحكمة أثناء الحُكم النهائي في المحاكم الأسترالية.
المحور الثاني: رفع واقع المشاركة المجتمعية للمرأة المسلمة:
- قبل بدء الحديث عن المرأة المسلمة في المجتمع الأسترالي، نود التطرق أولاً لواقع المرأة الأسترالية (المسلمة وغير المسلمة) فيما يتعلق بالمشاركة المجتمعية، وأبرز التحديات التي تواجهها.
– تمارس المرأة الأسترالية (المسلمة وغير المسلمة) دوراً مهماً في المجتمع، فهي تُشارك في مجالات كثيرة منها العِلمية والأكاديمية والتربوية والعَملية والاجتماعية والسياسية أيضاً، والمرأة الأسترالية بشكل عام امرأة قادرة على المسؤولية في كافة المجالات.
ولكن من أبرز التحديات التي تواجهها هي:
أولاً: إلى يومنا هذا ما زالت المرأة تتقاضى مُرتباً في عملها أقل من الرجل الذي يساويها تجربة وعِلماً.
ثانياً: العنف الأسري وأيضاً العنف والتحرش في أماكن العمل ضد المرأة عِبارة عن عنف ظاهر وخطير في المجتمع الأسترالي. فحسب إحصائيات سنة ٢٠١٧، نجد أن امرأة واحدة من بين خمس نساء يتعرضن للتحرش والعنف في مكان عملهن، كما أن هناك إحصائية أخرى تؤكد أنه في كل أسبوع تُقتل امرأة من قِبل زوجها أو عشيقها سنوياً، والعنُف ضد المرأة على أنواعه يُكلِّف الاقتصاد الأسترالي حوالي ٢١.٧ بليون دولار أسترالي في السنة.
- ماذا عن المرأة المسلمة الأسترالية ودورها في المشاركة المجتمعية؟ ما تقييمكم لحجم ومستوى هذه المشاركة؟
– الحقيقة أن لدينا في أستراليا في الوقت الراهن صحوة إسلامية والحمد لله.
وعلى الصعيد الاجتماعي، يوجد العديد من الجمعيات الإسلامية النسائية، التي تعمل على مُساندة المرأة المسلمة، من خلال بث العلم والثقافة وتدريبهن على المسؤولية، كما أن هناك جمعيات إسلامية لمُساعدة اللاجئات، واللاتي يعانين العنف الأسري أيضاً.
أما على الجانب الفردي، فيوجد نساء مُسلمات أكاديميات وطبيبات ومحاميات وباحثات وناشطات في المجال الدعوي والاجتماعي والسياسي أيضاً.
- ما التحديات التي تواجه المرأة المسلمة خلال مشاركتها المجتمعية؟
– المرأة المُسلمة تعاني من التمييز بسبب حجابها، الذي يُشكل خطاً أحمر بالنسبة لبعض أماكن العمل والشركات والجامعات أحياناً، فهي تُحاول في نفس الوقت أن تُثبت نفسها من خلال تعليمها وسعيها الدؤوب في المجتمع، ولكن في نفس الوقت يجب أن تُدافع عن حقها في المشاركة العادلة في المجتمع الأسترالي. وأن تُدافع عن نفسها بأنها ليست مُضطهدة من الرجل كأب أو زوج أو أخ. وتُثبت بأن الحجاب هو اختيارها الشخصي وليس فرضاً منهم كما يعتقد أغلب الأستراليين غير المسلمين.
- ماذا عن نجاحات المرأة المسلمة بشكل عام في المجتمع الأسترالي؟
– كما ذكرتُ سابقاً، أثبتت المرأة الأسترالية المُسلمة نجاحاتٍ كثيرة في عدة مجالات في المجتمع الأسترالي، وهي تتواجد في كثير من المجالات الثقافية والاجتماعية والتطوعية، فهناك نماذج ناجحة في المدارس والجامعات والشركات ويُعتبرن من أصحاب التخصصات المُهمة.
فمثلاً، لدينا طبيبات ومُحاميات وصيدلانيات ومُحاضِرات مُسلمات في الجامعات الأسترالية وأغلبهن مُحجبات. كما أن لدينا قاضية مُسلمة من أصل سوري.
ومن حوالي ثلاثة أشهر فقط وفي شهر سبتمبر ٢٠١٧، تمَّ انتخاب أسترالية مُسلمة مُحجبة من أصل لبناني هي “ناديا صالح” لعضوية مجلس الحكومة البلدية المحلية في نيو ساوث ويلز، وهذا النجاح حققته ناديا وسط حملات تخوضها أحزاب أسترالية يمينية وبعض المتعصبين ضد الإسلام فكانت بذلك مصدر إلهام لكثير من الشباب المسلم في أستراليا.
المحور الثالث: التوصيات المستقبلية:
- ما أبرز توصياتكم المستقبلية التي تنصحون بها الناشطات المسلمات والمؤسسات المعنية للأخذ بها لتحقيق أداء أفضل للمرأة المسلمة في دورها المجتمعي سواء في أستراليا أو حول العالم؟
– المرأة لها دور كبير في بناء المجتمع كأم وزوجة ومُربية ومُدرسة وطبيبة وناشطة.. وهي تُمثِّل بذلك القدوة والمثل الأعلى لأولادها أولاً ولأبناء المجتمع ثانياً، وعليه فإن المسؤولية كبيرة جداً على عاتقها.
فيجب عليها أن ترفع مُستواها العلمي والثقافي من الناحية المعرفية العامّة.
أمّا من الناحية الدينية؛ فيجب أن يكون لديها إلمام بدينها الإسلامي لكي تكون مُستعدة دائماً أن ترد على أي تساؤل يواجهها من قِبل الآخرين الذين يبحثون في الإسلام.
أما من الناحية الأخلاقية فيجب عليها أن تكون على مستوى من الالتزام الأخلاقي والأدبي مع الآخرين كما علّمنا نبينا المُصطفى محمد عليه الصلاة والسلام، فمن صميم الإيمان أن تتعامل المرأة المُسلمة بإحسان مع غيرها من المُسلمات وغير المُسلمات وهذا لا يتحقق إلا بالصبر والتواضع والكرم ولين الجانب وبسط الوجه وسخاء النفس والمُشاركة والاندماج في المجتمع الأسترالي مع الحفاظ على الهوية الإسلامية.
أخيراً أُشَدِد على عملية الحوار مع الآخرين التي تُشكّل ركناً أساسياً من أركان العيش المُشترك وفي نفس الوقت للتعريف بالإسلام، فيكون الحوار عبر الأسلوب الحَسَن البعيد عن العُنف أو السُخرية من ديانات الآخرين ويكون أيضاً بالمنطق وبالموعظة الحسنة.
يقول الله تعالى في كتابه الكريم (ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ {125}) (النحل).
(*) شكر وتقدير للناشط والإعلامي فواز شوك، مدير “شبكة الوسط الإعلامية”، ورئيس تحرير صحيفة “الوسط” الأسترالية، التي تصدر عن “شبكة الوسط”؛ لدوره في التواصل والتنسيق مع ضيفة الحوار.