[ ١-٢ ]
يقول بعض الفلاسفة : اذا ارتقى العلم اصبح فناً ، واذا ارتقى الفن اصبح علما ..
الاعلام جمعها فنا وعلما ؛ سماعا ومشاهدة ، وكتابة وقراءة ومسرحا وغير ذلك ، نعم .. فاذا ارتقى كان المجتمع راقيا ، واذا انحدر كان المجتمع والاجيال المطايا الاسرع للشياطين والمجرمين واهل الزيغ والكذب والزور .
الاعلام كما هو معلوم يمثل مجموعة من وسائل الاتصال التي يستخدمها الانسان لنقل الاخبار والمعلومات والثقافة والمعرفة عموما ، والثقافة المسلية لاشك ، والتسلية التي تحمل الثقافة ، وايضا .. التسلية المطلقة حسب ثقافة المجتمع واخلاقياته . وهذه الوسائل الاعلامية بكل انواعها هي القنوات الاسرع التي تفتح طريق وسبل التواصل في ما بين المجتمعات والشعوب والقبائل للتعارف ، فان كان خيرا فلا يجني المجتمع الا الخير ، وان كان في السوء فهذا يعني ان المجتمع الذي تسوء فيه استعمالات وسائل الاعلام ؛ يكون في الدرك الاسفل في جميع النواحي المعرفية كمجتمع وخصوصا الاخلاقية منها .
ووسائل الاعلام كما هو معلوم بانواعها .. المسموع ، المقروء ، المرئي بصرا واشارة ، وايضا .. الملموس للضرير .
نعم بكل وسائله المذكورة والتي اسلفناها ؛ له – الاعلام – اهميته الكبرى اثرا على من يعرض عليه ، فلذلك دائما من اراد ان يخاصم مجتمعا او امة ، يحرص دائما بالسيطرة على وسائل الاعلام وصناعة الخدم اعلاميا !
تعلمنا من العمالقة في الاعلام ؛ تعلمنا منهم الاعلام واحترام المؤسسة ، وعدم التفريط فيها باي شكل من الاشكال ، حتى لا تتكون طحالب اعلامية ، ومن ثم ذوق جماهيري دون المستوى مع الزمن !!
نعم .. عدم التفريط برقي المؤسسة ومكانتها كمؤسسة هو الاصل لانها تصنع الثقافة والرأي العام ، فالمؤسسة لها نجوميتها بحد ذاتها . كان العمالقة كثيري الترديد علينا : لاتجعل المؤسسة / الاذاعة / حقل تجارب في تقديم هذا او ذاك من المتدربين ومن ثم تصنع منه نجما بعد فترة من الزمن ؛ ومن ثم الثمن تدفعه المؤسسة وذوق المتلقي وثقافته التي ستتاثر في المتدرب الجديد حتى ينضج ! يجب ان تقدم للمستمع او المشاهد ماهو في مستوى النجومية والتقدير للمتابع ، والمتدرب يدخل بالتدرج ليكون بعد ذلك نجما يرفع من المؤسسة ودعما لها ، لا تدفع المؤسسة من نجوميتها وسمعتها ليكون الجديد نجما متسلقا عليها ، وهناك فرق كبير بين المتسلق ثم يكون نجما ، وبين المتدرب بالتاني والصناعة المهنية ليكون نجما ! فالاول تدفع المؤسسة بسببه والذوق العام والمتلقي ثمن يسبب انخفاضا بالذوق العام ويهز المؤسسة ومستواها الراقي!!!
كان هذا يردد علينا دائما ، ونسمعه مع وجود دورات المذيعين الجدد وعدم المجازفة سرعةً في ادخالهم الميدان قبل النضوج او قبل وصولهم الى حمى النجومية في اقل الاحوال ، لان الاصل ؛ يجب ان يكون النجم داعما الوسيلة الاعلامية التي يظهر فيها ، لاتصنع منه الوسيلة نجما على حساب مستواها الفني وذوقها وذوق متابعيها او المتلقي ، ومن ثم يدفع الثمن المستمع او المشاهد . ولا شك المؤسسة او الوسيلة تدفع ثمن هفوات هذا المبتدئ حتى يصبح هذا المبتدئ نجما او ناضجا ، وهذا امر مهني خطير ، ويجب الحرص على تطبيقه حتى لانخسر نجومية المؤسسات ورقي الجماهير المتابعين والمتلقي .
وقد يفهم البعض ان الاعلام شيء بسيط وهين وذلك بسبب الكثيرين من المتسلقين والمتسلقات ، والذين تطفلوا على هذه المهنة الخطيرة اليوم واصبحوا محسوبين على الميدان الاعلامي ، وحينما تتم متابعتهم والتدقيق فيهم نجدهم عبارة عن مادة مصنعة من اخرين من اجل ادارتهم وتسييرهم وتسيير ذواتهم لرغبات صانعيهم واسيادهم ، وهذه النوعية لاشك ولا ريب هي لا تملك ذاتها ولا تعبر عن ذاتها لانها ملك لغير ذاتها !
نعم ايها القاريء الكريم .. فالاعلامي حينما يكون ماجورا هو ليس رجل اعلام ومن الخطأ الكبير نصنفه انه اعلامي ذكرا كان او انثى ! هو ليس من الاعلامين مهنيا ؛ بل هو ” مخلوق اعلان ! ” او لوحة اعلان ، نعم كاي لوحة اعلان تُعرض في الشارع يتم من خلالها الاعلان بما يطلبه ويريده صاحب اللوحة ، فصاحب اللوحة هو الاصل لا عين اللوح او اللوحة المصنعة للاعلان فقط ، فهي لوحة لافكر ولا رؤية لها ولا حتى ثقافة او ذات !