منذ 22 مارس 1928م، وجماعة الإخوان المسلمين تحتفل سنوياً، بعام جديد من عمرها لا يخلو من العمل الدؤوب من أجل نشر الفكر الوسطي وإثراء ساحات العملين الخيري والديني، ولكنها تواجه أيضاً، عاماً بعد آخر، تحديات جمة جعلت المزيد من أنصارها يقبعون في أقبية السجون، خاصة عقب دورها في “الربيع العربي”، الذي قوبل بضربات داخلية وضربات خارجية.
وتأتي ذكرى تأسيس جماعة الإخوان الـ91 (22 مارس الجاري 2019م) والجماعة تواجه تحديات وجودية في ظل الضربات التي وجهت لها خاصة من قبل السلطة في مصر، والدول العربية التي وصمتها بـ”الإرهاب” وطاردت قادتها واعتقلتهم وحكمت عليهم بالإعدام والمؤبد وصادرت شركات ومدارس ومستشفيات وجمعيات يديرها أنصار الجماعة، ما أثار تساؤلات حول مستقبل الجماعة، وأسرار صمودها حتى الآن.
ونشأت جماعة الإخوان المسلمين عام 1928م على يد الشيخ حسن البنا في مدينة الإسماعيلية، ومنذ ذلك الحين انتشرت دعوة الإخوان في أكثر من 80 دولة حول العالم وذلك نظرا لمنهجها الوسطي في فهم الإسلام والدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة، وهو نفس السبب الذي منع الغرب من تصنيفها “جماعة إرهابية” كما فعلت دول عربية، لأن الجماعة ليست مصرية ولكنها منتشرة في دول عديدة، وأعضاؤها يتولون مناصب رسمية.
وقد أصبحت الإخوان المسلمين مدرسة إسلامية كبرى ضمت العديد من المفكرين والعلماء والمصلحين في مختلف التخصصات في العديد من دول العالم، ما ساعد على تنوعها واختلاف وممارسات تجارب كل “إخوان” بحسب البلد الذين ينتمون إليه والأوضاع السياسية المرتبطة به.
قدرة مدهشة على البقاء رغم محاولات اقتلاعها
رغم هذه التحديات المصيرية التي تواجهها الجماعة في ذكرى تأسيسها الـ91، أكدت دراسة لـ”معهد كارنيجي لدراسات السلام”(1) أن جماعة الإخوان المسلمين استطاعت الصمود والاستمرار، وأظهرت قدرة مدهشة على مواصلة العمل، على رغم جهود نظام السيسي لقطع دابرها عبر القتل والتعذيب والتصفية.
الدراسة وصفت صمود الجماعة أمام آلة القمع بـ”المدهش”، وعزت سبب هذا “إلى الدور الشبابي المتنامي بعد الانقلاب وثبات القيادة داخل السجون وخارجها”، مؤكدةً أن “الإخوان تمتلك قدرة كبيرة على الصمود والتكيّف، وهو ما قد يؤدّي إلى تآكل شرعية النظام المصري وتهديد استقراره”.
وتؤكد دراسة كارنيجي التي أعدتها الباحثة باربرا زولنر أن السيسي لم يفشل فقط في تحقيق النصر على الإخوان، لا بل العكس هو الصحيح؛ “إذ أثبتت الجماعة أنها تمتلك قدرة كبيرة على الصمود والتكيّف، كما برزت مؤشرات على حدوث تجدّد داخلي فيها، ما يشي بأن سياسات النظام ربما تكون عقيمة وذات نتائج عكسية”.
وأكدت الدراسة أنه “إذا ما استمر الحال على هذا المنوال، يمكن أن يؤدّي ذلك إلى تآكل شرعية السيسي ويُهدّد حتى استقرار النظام”، وذلك رغم سعي السيسي لاستئصال الإخوان باستهداف: خطوط القيادة داخل الإخوان لتدمير سيطرتها على المنظمة، وعزل الجماعة، والسعي لربطها بالعنف والإرهاب، وفصل أعضاء الجماعة من الوظائف المختلفة واعتقالهم حتى باتت السجون المصرية ممتلئة وفوق طاقتها على الاستيعاب، وملاحقتهم بالمحاكمات.
وتؤكد دراسة كارنيجي أن التركيز على الخلافات بين الأعضاء الشبان والقادة المُسنّين، ومزاعم أن الإخوان تعرّضوا إلى الشلل بفعل الصدع الأيديولوجي الذي برز حول مسألة استخدام العنف والعمل الثوري، كله “تقديرات تخطئ في الحُكم على مدى وأسباب وديناميكيات هذه الخلافات”.
كيف صمد الإخوان في المحنة الأخيرة؟
ورصدت دراسة “كارنيجي” كيف تغلب الإخوان المسلمون على كل محاولات سلطة السيسي استئصالهم وإبادتهم، مشيره لأن المرشد العام وأعضاء مكتب الإرشاد، سواء في السجن أو المنفى، ظلوا مسؤولين عن إدارة التنظيم، على رغم أنه حلّت مكان البنية القيادية العمودية للجماعة شبكات وخطوط اتصالات غير هرمية، وهذا خلق فضاءات للشبان الأصغر سناً نسبياً كي يمارسوا دوراً حاسماً في إبقاء الجماعة على قيد الحياة، وبذلك، كشفت الجماعة عن قدرة مدهشة على مواصلة العمل، على رغم جهود النظام لقطع دابرها.
وشرحت “آليات” بقاء الإخوان مؤكده: أن “قدرة جماعة الإخوان على الحفاظ على البقاء طيلة آماد مديدة من القمع تكمن في طبيعة سمات وخصائص هيكليتها التنظيمية”، ومن تبنيها “رؤية اجتماعية وسياسية متّسقة”، و”التحمّل الشخصي والجماعي للمؤمنين المخلصين في خضم صراعهم مع النظام”.
4 أسباب لبقاء الجماعة نشطة:
وتحدد دراسة “كارنيجي” أربعة أسباب بنيوية تفسّر ظاهرة بقاء جماعة الإخوان على قيد الحياة، هي:
السبب الأول: هيكليتها التنظيمية الهرمية: فما اعتبره النظام نقطة الضعف الرئيسة للجماعة، وهو هيكلها الذي سعى لضربه، ضمن في الواقع استمراريتها، حيث بقيت ودامت، لأن مكتب المرشد العام ومكتب الإرشاد بقيا مراكز رمزية للقيادة، وتأقلم التنظيم مع الظروف الصعبة التي عاشتها الجماعة على مدار السنوات الست الأخيرة منذ انقلاب 3 يوليو 2013م.
حيث نُقلت إدارة الأزمة واتخاذ القرارات التنفيذية إلى قادة موثوقين في المنفى بعد اعتقال المرشد العام وأعضاء مكتب الإرشاد، وبقيت الهيكلية المركزية الهرمية للجماعة صامدة، وأُلحق بها مكتب خارجي يتكوّن من أعضاء في المنفى أعلى رتبة، بينهم شخصيات مركزية في مكتب الإرشاد كمحمود عزت، وأحمد عبدالرحمن، أو أعضاء بارزين مثل عمرو دراج، ويحيى حامد، وعبدالله الحداد.
وساهم في بقائها أن تركيا وقطر ولندن التي باتت مراكز إدارة الجماعة، لا تستطيع قبضة السلطات المصرية الإطباق على القيادات المنفية فيها لذا “لا تزال جماعة الإخوان قوة مُعارضة يُعتد بها ضد نظام السيسي، بمساعدة التكنولوجيا الحديثة”، بحسب كارنيجي.
السبب الثاني: الذي يضمن ديمومة الهيكلية التنظيمية للجماعة هو أن كادرها الأعلى كبير ومتنوّع، ما يجعل من المستحيل تقريباً على النظام أن يُخضع القيادة برمتها إلى سيطرته، حتى لو استخدم وسائل إخضاع كثيفة.
أيضاً عداء النظام للجماعة أدى إلى ردود فعل معاكسة، وأثبتت قيادة التنظيم أن النظام غير قادر على كسر وحدة الجماعة، بل إن المشاهد العامة لمحاكمات القادة المسجونين “ساعدت على استعادة الاحترام لهذه الشخصيات في أوساط قواعد الجماعة الأكثر ثورية، وهذا يعني أنه على رغم جهود السيسي لتدمير الهيكلية التراتبية للتنظيم، فإنها بقيت متماسكة إلى حد كبير”.
السبب الثالث: لبقاء جماعة الإخوان، أن الجماعة احتفظت بهيكلية قيادية هرمية، دُعِّمت بشبكات الاتصال الموسّعة، وظلت خطوط الاتصالات التنظيمية الداخلية، بواسطة تقنيات متعددة سمحت للقيادة بمواصلة بث ودفق المعلومات بشكل متواصل نسبياً.
أيضاً “العلاقات الشخصية مهمة في جماعة الإخوان، وهناك عدد لا يحصى من الأمثلة عن روابط عائلية تلم شمل الأعضاء معاً، هذه الروابط تخلق شبكات مُغلقة نسبياً وتضمن أن تبقى الوسائل الموثوقة للتبادل قائمة، في الوقت نفسه الذي تشكّل فيه ضمانة ضد التسلل المحتمل والانكشاف”.
وهذه العلاقات الشخصية تُستكمل بنوع جديد من الإعلام الذي يسمح نسبياً بتأمين نشاط الشبكات، وتسمح الرسائل النصية المشفّرة وتطبيقات الصوت على غرار “واتس آب” و”فايبر” للمستخدمين بتمرير المعلومات، كما أن مواقع التواصل الاجتماعي كـ”فيسبوك”، ومنصات على الإنترنت مثل” إخوان ويب” وفضائيات مثل تلفزيون “وطن”، هي منابر تُبث عبرها الجماعة الأفكار.
السبب الرابع: أن القياديين من ذوي الرتب العالية يمكنهم أن يعملوا بشكل مستقل لأنهم لُقّنوا أيديولوجيا التنظيم، وأهدافه، ودعوته، فضلاً عن البيعة، وهي إعلان الولاء والطاعة للمرشد العام بصفته رأس الجماعة.
ويساعد على هذا “تفاني الأعضاء كثيفي التدريب للمُثل العليا التي وضعها مؤسس الجماعة حسن البنا”، ما يضمن وجود قواعد تتميّز بالولاء والوفاء، ولا تعتمد في الوقت نفسه على التوجيه من فوق إلى تحت إبان الأزمات، كما ساهم “برنامج الدراسة والامتحان”، الذي ساعد في دراسة كفاءة الأعضاء في مفاصل الجهاز التنظيمي، في تشبيك أعضاء القاعدة مع بقية هيئات التنظيم.
وتخلص الدراسة للقول: “لا يمكن إلحاق الهزيمة بالجماعة حتى لو جرى إعدام قادتها”.
مستقبل الإخوان بحسب دراسات أجنبية:
اختلف تناول مراكز الأبحاث الأجنبية لمستقبل الجماعة، بين من يؤكد تعافيها من الضربات التي وجهت لها منذ عام 2013م، واستمرارها في ممارسة دورها، خاصة أنها مرت بتجارب قمعية سابقة لم يتوقع أحد أن تظل موجودة خلالها على الساحة.
ومن يرى أن الجماعة باتت ضعيفة نسبياً ولا يمكن أن تعود مرة أخرى لدورها السابق، بعد انقساماتها، والضربات التي وجهت لها، وتشويه صورتها بواسطة لوبي مصري وعربي وأجنبي وتجفيف ينابيعها المالية، وغياب قادتها الكبار موتاً أو قتلاً أو وراء المعتقلات أو الهرب خارج مصر.
ويمكن استعراض بعض هذه الدراسات على النحو التالي:
أولاً: الآراء التي تري استمرار وعودة الإخوان:
في سبتمبر 2015م بحث “معهد الشرق الأوسط” في واشنطن(2)، في مؤتمره السنوي الثالث عن مصر، مستقبل مصر بعد التغيرات التي حدثت منذ انقلاب 2013م، وتوقع مشاركون في المؤتمر عودة جماعة الإخوان المسلمين للمشهد السياسي في مصر مستقبلاً.
وقالت كونداس بوتنام، المسؤولة عن الملف المصري في وزارة الخارجية الأمريكية، في كلمتها: إن عودة جماعة الإخوان المسلمين إلى المشهد والساحة السياسية المصرية “أمر متوقع مستقبلاً”.
إلا أن جريجورى أفنديليان، الباحث بمركز الشرق الأوسط في جامعة ماساتشوستس، استبعد رجوع الإخوان مجدداً، فيما قال د. عبدالمنعم سعيد، رئيس مركز دراسات الأهرام السابق، المقرب من سلطة السيسي، حول مستقبل الإخوان المسلمين وإمكانية دخولهم العملية السياسية مجدداً: إنه “لا يمكن القبول بالجماعة ودخولها العملية السياسية ما داموا يعملون بشكل سري”.
وفي ديسمبر 2016م، نشر “معهد كارنيجي للسلام الدولي” – برنامج الشرق الأوسط، دراسة بعنوان «آفاق مجهولة: الأحزاب الإسلامية ما بعد جماعة الإخوان»(3)، للباحث مارك لينش، حاول فيها استشراف مستقبل جماعة الإخوان في العالم العربي.
في هذه الدراسة استبعد لينش أن تختفي جماعة الإخوان المسلمين في مصر من المشهد، لأنه “لا تزال هناك شبكات وحركات حيوية ومهمة مرتبطة بالجماعة موجودة على الأرض، رغم أن آلافًا عدة من الجماعة مسجونون، أو منفيون، أو قتلى”، بحسب قوله.
وأوضحت الدراسة أن “التجربة التاريخية تدلل على أن تلك الجماعة المنظمة الضخمة والمُتجذرة قادرة على التأقلم مع الصعوبات وتجديد نفسها، وأن الفشل المُحتمل لمنافسيها في تحقيق هيمنة سياسية أو في إيجاد أنظمة سياسية مستقرة، سيخلق لها منافذ واستهلالات جديدة”.
ولكن كان من توقعات لينش أن ينتهي تصنيف الجماعة كجماعة وسطية وفي خطر، بسبب عمليات القتل والقمع لأعضائها من جانب نظام السيسي، والشعور العميق بالظلم من جانب أعضاء الجماعة ورغبة بعضهم في الانتقام.
وكان تقييم استخباري قديم لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية “سي آي إيه” نشر في ديسمبر 2011م، على موقع الوكالة(4)، بعد رفع السرية عنه لمرور 30 عاماً، رصد جوانب قوة الجماعة ومكامن ضعفها، مؤكداً أن قوة جماعة الإخوان المسلمين تكمن في وحدتهم، وقوة تنظيمهم، وقوتهم المالية، وتغلغلهم في مؤسسات المجتمع المدني المصري والتعليم، أما مكمن ضعفهم فيمكن أن يأتي من خلافاتهم الداخلية، لا الضغوط الخارجية التي لم تفلح في إضعافهم.
ثانياً: الآراء التي تتوقع انتهاء دور الإخوان:
تشير تقديرات إسرائيلية لـ”معهد أبحاث الأمن القومي” الصهيوني في يناير 2017م إلى أن الإخوان المسلمين لن يعودوا إلى الحكم في مصر مُجدداً(5)، ويمكن تفهم تحذير هذه الدراسات الصهيونية لسلطة الانقلاب في مصر بالنظر للمكاسب التي تحصل عليها الدولة العبرية.
لهذا أظهر التقرير “الإسرائيلي” القلق على العلاقات مع مصر بسبب جماعة الإخوان المسلمين، وتساءل حول إمكانية عودتهم للحكم مرة أخرى أم لا وتأكيد تلبية السيسي مطالبهم الأمنية.
وفي تقرير حول مستقبل جماعة الإخوان والإسلام السياسي بحلول عام 2020(6)، ذكر مركز «ستراتفور» الأمريكي الاستخباراتي عدة احتمالات حول مستقبل الجماعة أبرزها:
احتمال تخلي جماعة الإخوان المسلمين عن موقفها الرسمي، والثانية هي احتمالية تولي جماعة إسلامية حكم دولة عربية بحلول عام 2020م، والثالثة احتمالية حدوث انقسام كبير داخل جماعة الإخوان في مصر بحلول عام 2020م، والرابعة تتعلق بعودة مشاركة الجماعات الإسلامية في الانتخابات في الشرق الأوسط كما حدث في السنوات الماضية.
سيناريوهات مستقبل الجماعة:
يرى خبراء ومفكرون سياسيون أن سيناريوهات مستقبل جماعة الإخوان المسلمين في مصر، تتحدد بالنظر إلى حجمهم في الساحة، وقوة مشروعهم الفكري الوسطي لا التنظيم ذاته، ويحددون ثلاثة سيناريوهات، هي: الاستمرار والعودة والتوسع كما حدث عقب ثورة يناير 2011م، أو العودة وتحجيم الأنظمة التي جاءت بموجب “الثورة المضادة” لنشاطها على غرار ما كان في عهد مبارك، أو حل الجماعة والتحلل والاندثار، والمقصود هنا تحلل “التنظيم” الحالي لا “المشروع” الفكري.
وبعيداً عن سيناريوهات حل الجماعة واختفائها، والتحلل والاندثار، بسبب حجم قوة الجماعة، وانتشار مشروعها الفكري في العالم، وعودتها بعد تجارب استئصالية سابقة، يمكن استعراض أبرز سيناريوهات مستقبل الجماعة على النحو التالي:
أولاً: عودة الجماعة لسابق قوتها، بسبب عوامل عدة تتعلق بقدرتها على الثبات وتلقي الضربات السابقة ثم النهوض وبقاء جاذبية الفكر والتنظيم، وهو أكدته الدارسة الأخيرة لـ”معهد كارنيجي لدراسات السلام”(7) التي أكدت أن جماعة الإخوان المسلمين استطاعت الصمود والاستمرار، وأظهرت قدرة مدهشة على مواصلة العمل، على رغم جهود نظام السيسي لقطع دابرها عبر القتل والتعذيب والتصفية.
ثانياً: سعي الجماعة للاصطفاف والتوحد مع باقي القوى المعارضة من أطياف سياسية مختلفة في ظل قناعة الجميع أنهم أمام نظام قمعي أشد بطشاً من نظام مبارك مدعوم من الجيش والدولة العميقة والغرب و”إسرائيل” لحمايته مصالح كل هذه الأطراف، ومن ثم السعي لقيادة موجة ثانية من الربيع العربي، وهو ما يقلق النظام وقد يدفعه في نهاية المطاف للبحث عن حلول وسط.
ثالثاً: قبول الجماعة بأحد العروض الكثيرة التي عرضها نظام السيسي عليها كحل وسط لاستعادة نشاطها الدعوي والسياسي والبدء من جديد على الساحة المصرية بدل العمل من الخارج، وقيادة المعارضة من الداخل مرة أخرى، خاصة أن السلطة الحالية تسعى لبناء دولة عسكرية شاملة محكمة، لا تقتصر على المظاهر العسكرية، ولكنها تؤسس لوضع عسكري وأمني وجغرافي وسياسي واجتماعي واقتصادي ودستوري جديد على المجتمع المصري، يصعب تغييره لاحقاً في سنوات قليلة.
رابعاً: سعي الجماعة للتواصل مع دول العالم للتأثير على السلطة المصرية ومحاولة تفكيك علاقات التعاون بين الطرفين وفضحها أمام الشعوب الأجنبية، ويحتاج هذا إلى دراسة مفاهيم العلاقات الدولية، والمصالح، وجماعات النفوذ في العالم، للوقوف بدقة على محددات حالة الانفصام السياسي التي تميز أنظمة دولية عديدة وتدفعها للتعامل مع سلطة الانقلاب ومدها بالسلاح وأدوات التعذيب والتجسس على المصريين، بعيداً عن المُثل الأخلاقية، والمبادئ الديمقراطية التي تؤمن بها هذه الدولة الأجنبية.
__________
الهوامش
(1) كيف استطاعت جماعة الإخوان المسلمين المصرية الصمود والاستمرار؟
(2) Egypt: Reducing Risks, Unlocking Potential
(3) آفاق مجهولة: الأحزاب الإسلامية ما بعد جماعة الإخوان.
(4) THE EGYPTIAN MUSLIM BROTHERHOOD: BUILDING BASES OF SUPPORT
(5) تقديرات إسرائيلية: الإخوان المسلمون لن يعودوا إلى الحكم في مصر مُجدداً.
(6) The Pulse Of Political Islam
(7) كيف استطاعت جماعة الإخوان المسلمين المصرية الصمود والاستمرار؟