توفيت صباح اليوم الثلاثاء الداعية السعودية د.فاطمة عمر ناصيف عن عمر يناهز الـ80 عاماً، بعد أن قضت 50 عاماً في الدعوة إلى الله، وقد صلي على جثمانها الطاهر عصر اليوم في المدينة المنورة.
ونعت جمعية “خيركم” لتحفيظ القرآن بجدة الراحلة قائلة “يتقدم رئيس (خيركم) وجميع منسوبيها بخالص العزاء والمواساة لأسرة آل نصيف في وفاة د. فاطمة نصيف رئيسة القسم النسائي بخيركم سابقًا وعضوة الجمعية العمومية، عن عمر يناهز الـ80 عامًا قضت معظمها في خدمة القرآن. تغمدها المولى بواسع رحمته وأسكنها فسيح جناته.. وإنّا لله وإنّا إليه راجعون”.
ويتقدم رئيس مجلس إدارة جمعية الإصلاح الاجتماعي د. خالد المذكور ومنتسبي الجمعية بخالص العزاء وصادق المواساة لأسرة الفقيدة، سائلين المولى عز وجل أن يتغمدها بواسع الرحمة والمغفرة، ويلهم أهلها وذويها الصبر والسلوان، وإنا لله وإنا إليه راجعون.
كما يتقدم رئيس تحرير مجلة “المجتمع” سالم القحطاني والعاملين بالمجلة بخالص العزاء وصادق المواساة لأسرة الفقيدة، سائلين المولى عز وجل أن يتغمدها بواسع الرحمة والمغفرة، ويلهم أهلها وذويها الصبر والسلوان، وإنا لله وإنا إليه راجعون.
هذا وقد دشن رواد مواقع التواصل الاجتماعي، وسمًا يحمل اسم (فاطمة نصيف) لتقديم التعازي في وفاة الداعية، داعين المولى أن يتغمدها بواسع رحمته ويسكنها فسيح جنانه.
وأشاروا إلى جهودها المضنية في الدعوة، وأنها كانت منارة إسلامية عالمية وشخصية جامعية ومجتمعية نادرة، ودرّة النساء العاملات لخدمة الإسلام العظيم ونصرته في أنحاء المعمورة.
وذكروا أن مؤلفها النفيس “حقوق المرأة وواجباتها في ضوء الكتاب والسنة ” لا يزال يطوف العالم منذ عقود ويترجم إلى لغات كثيرة وتنهل من معينه الأجيال المتنورة بأنوار الوحي الإلهي في زمن الفتن الكبرى والغفلة العظمى.
وكتبت د. حنان القطان عبر حسابها على “تويتر”: نعزي الأمة الإسلامية برحيل الداعية المربية الدكتورة فاطمة بنت عمر نصيف التي أنارت أعمالها جدّة والمملكة السعودية وطارت آثارها الجليلة حتى بلغت الآفاق، فقد كانت من أهل السبق في خدمة العلم والدعوة أسست الكليات وربت العقول وبنت الجسور الإيمانية والعلمية لطالباتها.
وقالت د. حنان القطان، إن الراحلة “استثمرت خمسين عاماً في خدمة القرآن والسنة والعلوم. التقيت معها في عام ٢٠٠٧م في الكويت فرأيت وجها سمحاً وابتسامة مشرقة وهمّة متفجرة لا تنضب في بذل الخير.
وقال أستاذ مقاصد الشريعة الإسلامية الكاتب بمجلة المجتمع د. وصفي أبو زيد عبر صفحته على “فيسبوك”: انتقلت صباح اليوم الداعية المربية الكبيرة د. فاطمة نصيف عن 80 عاماً، قضتها في تربية الأجيال وتعليمهم العلوم الشرعية والأخلاق الإسلامية والقيم الإيمانية، والعمل المؤسسي النافع للأمة والخادم لأجيالها.
وأشار أبو زيد إلى أن الراحلة لعبت دورًا في المشاركة في المؤتمرات المحلية والإقليمية والدولية حول المرأة أو قضايا الأسرة أو الإعجاز العلمي.
وذكر أن الراحلة أنشأت قسم الدراسات الإسلامية، ودفعت عجلة الدراسات العليا ابتداء من كلية العلوم، وساهمت في إعداد وإنجازات الخطة الخمسية للتنمية لجامعة الملك عبد العزيز في جدة، وشاركت في تأسيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، وأنشأت مصلى للطالبات يتسع لـ (500) طالبة.
من هي د. فاطمة نصيف؟
ولدت د. فاطمة نصيف عام 1944م في مدينة جدة، وهي حاصلة على شهادة الدكتوراة في الكتاب والسنة من كلية الشريعة بجامعة أم القرى، ساهمت في إنشاء قسم الدراسات الإسلامية وكلية الاقتصاد المنزلي بجامعة الملك عبدالعزيز عام 1980م، وأشرفت على العديد من الرسائل والبحوث العلمية، كما عملت رئيسة جمعية “خيركم” لتحفيظ القرآن الكريم وشغلت منصب الرئيس للجنة النسائية بهيئة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة، وكانت عضو في العديد من اللجان والهيئات العالمية والاستشارية.
وتعد الداعية الراحلة، من أبرز الشخصيات الدعوية النسائية في المملكة وقضت معظم حياتها في خدمة القرآن، وهي أول سعودية تنال جائزة رائدة العمل النسوي والثقافي والخيري في المملكة من اثنينية عبدالمقصود خوجة، وأول سعودية تنال جائزة الشباب العالمية لخدمة العمل الإسلامي عام 2010م.
وقد حصلت على جائزة الشخصية المميزة في العمل التطوعي من كلية دار الحكمة بجدة عام 1428هـ، كما حصلت على جائزة الدعوة والتعليم والشباب في مجال العمل الدعوي عام 1430هـ.
وكانت من أعيان الحجاز وهي حفيدة مفتيها سماحة الشيخ محمد نصيف رحمه الله وشقيقة نائب رئيس مجلس الشورى السعودي سابقا والأمين العام للمجلس الإسلامي العالمي للدعوة والإغاثة الداعية د. عبد الله عمر نصيف.