الثلاثة في “مؤتة” الأولى: زيد، وجعفر، وابن رواحة، رضي الله عنهم، التي سميت غزوة لعظمتها، ولم يكن فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم لكنها غزوة.. وكانت مع الروم والعربان.
استشهد القادة الثلاثة، وأخذ الراية بعدهم خالد بن الوليد، سيف الله المسلول، فاندحر مائتا ألف أمام ثلاثة آلاف مجاهد، وكانوا كراراً فِعْلاً فَكَرُّوا بعد نحو ست سنين وفتحوا بلاد الروم وكانت “اليرموك”.
وفي معركة غزة، استشهد القادة الثلاثة محمد أبو شمالة، ورائد العطار، محمد برهوم، في رفح، في معركة أقْسَى من “مؤتة” على عظمتها وأخطر، وتحدث الضيف بعد استشهادهم يواصل حمل الراية وإن كانت قطعت بيد خالد تسعة أسياف وكَلَّت فرسه، فقد قطعت أطراف الضيف وما زال يضم الراية بعضديه، ثم هزم الجمع واضطر الصهاينة لجر أذيال الخيبة، فسبحان الله الذي أخرج الذين كفروا من أهل الكتاب من ديارهم لأول الحشر ما ظننتم أن يخرجوا وظنوا أنهم مانعتهم حصونهم من الله.
الثلاثة ركب أسسوا لفتح بلاد الروم، والثلاثة صدقوا ما عاهدوا الله عليه في مؤتة فارتقوا للجنة، وثلاثة الجبل الذين أغلقت الصخرة غارهم نجاهم الله بصدقهم، وثلاثة رفح ثلاثة القسام ارتقوا شهداء، وفي الكتاب تاب الله على الثلاثة (وَعَلَى الثَّلاَثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُواْ حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنفُسُهُمْ وَظَنُّواْ أَن لاَّ مَلْجَأَ مِنَ اللّهِ إِلاَّ) (التوبة:118)؛ كعب، ومرارة، وهلال بن أمية.
والسَّلام على الثلاثة..