أعلن البيت الأبيض عن استقالة مستشار الأمن القومي الأمريكي مايكل فلين الليلة الماضية بعد الكشف عن اتصالات أجراها مع مسؤولين روس قبل تنصيب الرئيس دونالد ترمب.
وبحسب “الأناضول”، تأتي استقالة فلين بعد أقل من شهر من تعينه في منصبه؛ ليصبح الرجل أقصر من شغل هذا المنصب من حيث المدة في تاريخ الولايات المتحدة.
وقالت شبكة “سي إن إن”، نقلا عن مصدرين مطلعين لم تكشف عن هويتهما، إن فلين استقال من منصبه على خلفية فضيحة اتصالاته مع مسؤولين من روسيا قبل تنصيب الرئيس دونالد ترمب.
ولفتت الشبكة الإخبارية الأمريكية إلى أن استقالة فلين تأتي بعد تقارير عن قيام وزارة العدل بتحذير إدارة ترمب، الشهر الماضي، من أن فلين ضلل مسؤولي الإدارة بخصوص اتصالاته مع السفير الروسي لدى الولايات المتحدة، سيرجى كيسلياك، وكان عرضة للإبتزاز من جانب الروس.
وأشارت هذه التقارير إلى أن اتصالات فلين مع الروس تناولت العقوبات التي تفرضها الولايات المتحدة على روسيا، موضحة أن اتصالاته هذه تمثل انتهاكا لقانون أمريكي يحظر على المواطنين العاديين التفاوض مع حكومات أجنبية.
في السياق ذاته، ذكرت شبكة “بلومبرغ” الأمريكية، نقلا عن مصدر مطلع لم تكشف عن هويته، إن ترامب قام بتعيين الجنرال المتقاعد كيث كيلوج، الذي كان كبير الموظفين في مجلس الأمن القومي، قائما بأعمال مستشار الأمن القومي لعين اختيار بديل لفلين.
وأشارت “الجزيرة” إلى أن معلومات نشرتها صحيفتا “واشنطن بوست” و”نيويورك تايمز” نقلاً عن مسؤولين حاليين وسابقين بارزين في الإدارة الأمريكية أنه من خلال تنصت أجهزة الاستخبارات على محادثات فلين مع السفير الروسي سيرغي كيسلياك في ديسمبر الماضي تبين أن فلين نصح السفير الروسي بعدم إبداء أي رد فعل على العقوبات التي كانت إدارة الرئيس السابق باراك أوباما تنوي اتخاذها ضد موسكو بسبب تدخلها في الانتخابات الرئاسية، وأن إدارة ترمب ستتمكن من مراجعتها.
وفاقم من الأزمة تغيير فلين لرواياته بشأن محادثات مع السفير الروسي، حيث كان نفى أن يكون قد ناقش مع السفير مسألة العقوبات، ثم عاد للقول إنه لا يتذكر تماما ما إن كان فعل ذلك.
وفي 15 يناير الماضي صرح مايك بنس نائب الرئيس في مقابلات تلفزيونية بأن فلين أبلغه أنه لم يناقش العقوبات أثناء حديثه مع السفير الروسي. ويحظر القانون الأميركي على المواطنين الأميركيين التدخل في قضايا السياسة الخارجية.
ودفعت هذه القضية العديد من البرلمانيين الديمقراطيين إلى المطالبة بإقالة فلين بعد أقل من شهر على تولي إدارة ترمب دفة السلطة.