إن عملية ربط التعليم بالحياة الواقعية التي يعيشها التلاميذ، من خلال الأمثلة الحية مثلاً، تساعدهم على عملية الإبداع وذلك بتدريبهم على حل مشكلات الواقع، وهذا يعطيهم الثقة اللازمة بأنفسهم، ويساعدهم على الإعداد للمستقبل الذي ينتظرهم [1].
فالطريقة التعليمية في ظل الفكر التربوي الحديث ليست عملاً احتكارياً أو طريق موحدة تفرض أو تلقن، يتبعها المعلمون وينفذها آلياً، بل هي وسيلة تعتمد على حسن التصرف وفقاً للظروف القائمة، ومعيار نجاحها يتوقف على مدى أثرها في نفوس التلاميذ، وبالإضافة إلى ما تقدم فلكل موقف تعليمي ظروف معينة، وكذلك لكل مجموعة من التلاميذ قدرات خاصة، وبالتالي لكل مدرس خبرته ومهارته وكفايته، مما يؤكد ضرورة العناية باختيار طرق التدريس الملائمة، فالطريقة التدريسية الناجحة في موقف ليس معناه نجاحها في موقف آخر؛ لأن هناك عوامل مختلفة تؤثر في المواقف التعليمية العديدة [2].
يستطيع قادة التربية والتعليم أن يهدوا الطريق إلى برنامج اقتصادي أكثر مثالية للمجتمع ككل كما ينبغي للجان الإشراف ألا تسترشد في تخطيطها باعتبارات الميزانية وحدها [3].
في أثناء التدريس بالمدارس، يجب أن تُشجع المناقشة الحرة بشأن القضايا الاقتصادية، ويجب أن يطالب التلاميذ بتحليل الأفكار والأساليب الاقتصادية المعاصرة والماضية تحليلاً ناقداً، وذلك حتى لا يقتصر أمرهم على أن يعكسوا بلا تفكير أوضاع أسرهم الخاصة، وإن الشباب ليفسد إعدادهم لمواجهة التحديات الجسيمة في العالم المعاصر إذا منع الحقوق مدرسيهم من إثارة الأسئلة حول مسوغات المعتقدات والأساليب الاقتصادية المختلفة [4].
يُوصى بتوضيح القيم كإجراء تعليمي، وبتطوير القيم كإستراتيجية إشرافية، إن الأنماط السلوكية للمعلم يجب أن تكون كلاً متسقاً حتى يكون لها أكبر الأثر على التلاميذ، فعندما يفحص المعلمون قيمهم ويوضحونها، فإنهم سيختارون أنواع السلوك التعليمي المناسب، وسيستخدمون الإستراتيجيات الأكثر فعالية، فالموقف القيمي يجلب الاتساق لسلوك المعلم ويضفي عليه الالتزام.
ويجب أن تكون العناصر الأساسية في التربية مدار الإشراف لتطوير القيم مثل التلاميذ والمنهاج والتعليم والتعلُّم كما يجب القيام بنشاطات توضيح القيم في اللقاءات الإشرافية الفردية والجماعية [5]، يجب أن يكون الهدف الأسمى لكل تعلم أو تعليم فهم الحقائق والمفاهيم وليس مجرد الحفظ في الذاكرة، فالفهم يعني أن الأمر قد اجتاز مرحلة الأسلوب الحسي الحركي ومرحلة التفكير وتأثيره في تقدم المجتمعات وتطور الحضارة، وهذا يعني أن الناس في المجتمع يصبحون من سلالة الإنسان الماهر وبذلك يستحق هؤلاء الناس تسميتهم بهذا الاسم العلمي (homo sapins) أي: الإنسان الماهر.
والمعلم الناجح هو الذي يستعمل أسلوباً يفيد من الطلاب في موضوع معين ثم يغير الأسلوب ليفيد فئة أخرى من الطلاب، كما أنه يغير أساليب التعليم حسب متطلبات فهم الموضع والمواضع في المواد المختلفة تختلف في الأساليب الناجحة لفهمها [6].
والمعلم الناجح يستطيع ضرب أمثلة من الواقع لإيصال المعلومة الاقتصادية إلى الطلاب بشكل يماثل حياته الاجتماعية والاقتصادية، فلا يقتصر على الأمثلة الموجودة في الكتاب ويستخدم من قصص الصحابة والتابعين أو القصص الهادفة مدخلاً للدرس، ومن المسائل والتدريبات طرقاً للتنفيذ والتجربة، فيمكن للمعلم أن يُعطي التلاميذ بين أسئلة إضافية عن واجبات الكتاب بين الفينة والأخرى وفي الدروس التي تحمل طابع اقتصادي.
الهوامش
[1] عامر، طارق عبد الرؤوف ومحمد ربيع، الصف المتمايز،29.
[2] الخطيب، رداح، وأحمد الخطيب ووجيه الفرح، الإدارة والإشراف التربوي، عمان، دار الندوة للنشر ، 1404هـ/ 1984م، 215.
[3] فينكس، فيليب هـ، التربية والصّالح العام، ترجمة السيد محمد العزاوي ويوسف خليل، مراجعة محمد سليمان شعلان، القاهرة، مركز كتب الشرق الأوسط، 1384هـ/ 1965م، 256.
[4] فيفر، إيزابيل وجين دنلاب، الإشراف على المعلمين دليل لتحسين التدريس، ترجمة محمد عيد ديراني، مراجعة عمر الشيخ، عمان، الجامعة الأردنية، ط3، 1421هـ/ 2001م، 257.
[5] المرجع السابق، 166.
[6] الكرمي، زهير محمود، الإنسان والتعلم، 141.
المصدر: “الألوكة”.