أحيا نشطاء فلسطينيون ومتضامنون عرب وأجانب، مساء الأحد، على منصات التواصل الاجتماعي، الذكرى السنوية الـ69 للنكبة، في خطوة استباقية للذكرى التي تصادف اليوم الإثنين 15 مايو، بهدف التأكيد على حق عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم التي هجّروا منها قبل 69 عاماً.
وانطلقت الحملة إلكترونية التي دعا لها “المؤتمر الشعبي” لفلسطينيي الخارج، عبر التغريد على وسم “راجعين” من الساعة 8 حتى 10 من مساء أمس الأحد بتوقيت فلسطين المحتلة (من 5 وحتى 7 بتوقيت جرينتش)، في عدة دول عربية وأوروبية، وبشكل موحد وباللغتين؛ العربية والإنجليزية.
وتفاعل رواد منصات التواصل الاجتماعي مع وسم “راجعين” الذي طغى على صفحات النشطاء والمواقع الفلسطينية، وتجاوز عدد المتفاعلين معه حاجز الـ80 مليون متفاعل، وأكثر من 16 ألف تغريدة خلال ساعتين.
وأُرفق النشطاء وسم الحملة بصور وتسجيلات وعبارات تؤكد تمسكهم بحق العودة، وتروي قصص صمود الشعب الفلسطيني كل في أماكن تواجده.
ومن الثوابت التي جدّد النشطاء التأكيد عليها؛ أن “العودة حق لا يسقط بالتقادم”، وأنه “مهما طال الزمن أو قصر سيرجع الفلسطينيون لأراضيهم التي هجّروا منها”.
وقد لاقت الحملة مشاركة واسعة من كافة الفئات العمرية الذين أكدوا مبدأ أن الجيل الثالث بعد النكبة يغرد راجعين، مؤكداً 69 عاماً على النكبة لن تنسينا فلسطين، بالإضافة إلى نشطاء الفصائل الفلسطينيين، وفلسطينيي الداخل المحتل.
ويحيي الفلسطينيون هذه الأيام الذكرى السنوية الـ69 للنكبة الفلسطينية التي شكّلت عملية تحوّل مأساوي في خط سير حياة الشعب الفلسطيني بعد سلب أرضه ومقدراته وممتلكاته وثرواته، وما تعرّض له من عمليات قتل ممنهج وتهجير على أيدي العصابات الصهيونية عام 1948م.
وعلى الرغم من أن السياسيين اختاروا الـ15 من مايو 1948م لتأريخ بداية النكبة الفلسطينية؛ فإن المأساة الإنسانية بدأت قبل ذلك عندما هاجمت عصابات صهيونية إرهابية قرى وبلدات فلسطينية بهدف إبادتها أو دب الذعر في سكان المناطق المجاورة بهدف تسهيل تهجير سكانها لاحقًا.
تضاعف عدد الفلسطينيين
وقال تقرير إحصائي فلسطيني، صدر الخميس الماضي، بمناسبة ذكرى النكبة: إن عدد الفلسطينيين تضاعف 9 مرات منذ أحداث “النكبة”.
وأضاف التقرير الصادر عن الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني: بعد 69 عامًا على النكبة، تتضاعف عدد الفلسطينيين 9.1 مرة.
وأشار إلى أن “إسرائيل” تسيطر في الوقت الراهن على أكثر من 85% من أراضي “فلسطين التاريخية”، والبالغة مساحتها حوالي 27 ألف كيلومتر مربع.
وتسببت النكبة في تشريد حوالي نحو 800 ألف فلسطيني من قراهم ومدنهم، من أصل 1.4 مليون فلسطيني كانوا يقيمون في 1.300 قرية ومدينة في فلسطين التاريخية، وفق التقرير.
وأشار التقرير إلى أن عدد الفلسطينيين في كافة مناطق تواجدهم، بلغ حتى نهاية العام الماضي، 12.70 مليون نسمة.
وقال: بلغت نسبة السكان الفلسطينيين في فلسطين التاريخية 48% من إجمالي الفلسطينيين، ويبلغ عددهم 6.41 مليون نسمة، ومن المتوقع أن يبلغ عددهم 7.12 مليون نسمة بحلول عام 2020م فيما لو بقيت معدلات النمو السائدة حالياً.
ولفت التقرير إلى أن نسبة اللاجئين داخل فلسطين تبلغ 42%، من مجمل السكان المقيمين فيها حتى نهاية العام الماضي.
وتابع التقرير: سيطر “الإسرائيليون” خلال النكبة على 774 قرية ومدينة، وقاموا بتدمير 531 قرية ومدينة.
وأشارت إلى أن القوات “الإسرائيلية” ارتكبت أكثر من 70 مذبحة ومجزرة بحق الفلسطينيين، أدت إلى مقتل 15 ألف فلسطيني.
وقال التقرير: إن النكبة الفلسطينية حولت قطاع غزة إلى أكثر بقاع العالم اكتظاظاً بالسكان.
وأضاف: بلغت الكثافة السكانية في فلسطين حتى نهاية عام 2016م، 811 فردًا لكل كيلومتر مربع، بواقع 526 فرداً لكل كيلومتر مربع في الضفة، و5239 فرداً لكل كيلومتر مربع في قطاع غزة.
وأوضح أن 48% من مساحة المستوطنات “الإسرائيلية” في الضفة الغربية، مقامة على أراضي ذات ملكية خاصة للفلسطينيين.
وفي سياق آخر، قال التقرير: إن “إسرائيل” تسيطر على أكثر 85% من المياه الجوفية للفلسطينيين؛ مما يجبرهم على شراء المياه من “إسرائيل”.