دعا مدير المركز الإسلامي بالعاصمة السويسرية جنيف، هاني رمضان، الرئيس الفرنسي الجديد إيمانويل ماكرون، إلى إقرار حوار “واضح ومفتوح” مع الإسلام.
وقال رمضان، وهو مفكر إسلامي سويسري الجنسية مصري الأصل، في رسالة مفتوحة توجه بها إلى ماكرون، ونشرها عبر مدوّنته على الإنترنت: إن تطبيق الإسلام لا يشكّل خطراً على الجمهورية.
وأضاف: لكم أن تذهبوا باتجاه علمانية شاملة تسمح لليهود والمسيحيين والمسلمين وللناس من جميع الأديان والمفكرين الأحرار، أن يعيشوا بكرامة في الجمهورية.
ومتوجهاً إلى ماكرون أن جزءاً كبيراً من نجاحكم راجع إلى اليمين المتطرف؛ لأن الكثير من الناخبين صوّتوا ضد مارين لوبان بشكل أكبر مما فعلوا لصالحك، وهذه هي الحال بالنسبة لجزء من مسلمي فرنسا ممن خاضوا عبر مواقع التواصل الاجتماعي وفي تجمّعاتهم، نقاشات مستفيضة لتحديد موقفهم بين العزوف أو التصويت لصالحكم.
وتابع أن المسلمين يدركون أن الأحزاب لا تمتلك السلطة المفترضة، وإنما هي التمويلات واللوبيات، السياسية منها والإعلامية، التي تمتلك الوسائل التي تجعل شاباً لامعاً في الـ39 من عمره يصل إلى أعلى سلطة في البلاد، مع أن هذا لا يطعن في مهاراتكم الواسعة.
وفي سياق متصل، أشاد رمضان بأداء ماكرون في آخر مناظرة تلفزيونية خاضها مطلع الشهر الجاري في مواجهة لوبان.
واعتبر أن ماكرون تمكّن بمهارة من النجاة من الفخ المنصوب له، لأنه وإن كان البعض يتّخذ من شيطنة الإسلام حصان طروادة للحصول على أصوات الناخبين، تعاملتم أنتم كرجل مسؤول يريد إدارة دولة القانون وليس أمة تجتاحها “الإسلاموفوبيا”، على حدّ تعبيره.
ومضى يقول: إن ممثّلة عن حزب “الجبهة الوطنية” (لم يسمّها) لزعيمته مارين لوبان قالت علناً في نشرة الأخبار الأكثر متابعة في غرب سويسرا: إن فوزكم كان بفضل الإخوان المسلمين!
وعن السياسة الفرنسية الخارجية، تساءل هاني: إن كان ماكرون سيصطف إلى جانب الحكومة “الإسرائيلية” بقيادة بنيامين نتنياهو، والتي لفت أنها تواصل، على حساب الفلسطينيين، سياسة استيطان مخالفة للقانون الدولي.