سيطر “حزب الله”، الإثنين، على نقاط إستراتيجية في محيط بلدة عرسال اللبنانية المحاذية للحدود السورية، وذلك في اليوم الرابع على التوالي، لتواصل المعارك بين “حزب الله” ومسلحين في محيط البلدة.
وذكرت “وكالة الأنباء اللبنانية” الرسمية أن مقاتلي الحزب سيطروا على منطقتي “وادي الخيل” و”وادي العويني”، والمنطقة الأخيرة تُعتبر إحدى أهم النقاط الاستراتيجية للمسلحين، وأحد خطوط الإمداد بين الأراضي السورية وجرود (محيط) عرسال.
وأوضحت أن مقاتلي “حزب الله” أحكموا سيطرتهم “بشكل كامل” على مناطق “وادي المعيصرة” و”ادي دقايق”، و”وادي معروف” و”وادي زعرور”، و”وادي الدم”، ومعظم جرود عرسال.
ولفتت إلى أن معظم المسلحين “أصبحوا محاصرين من جميع الاتجاهات بعد تضييق المساحات ومنافذ الهرب”.
وفي السياق، ذكرت الوكالة أن “حزب الله” شيّع اليوم، في بلدة كفردان غربي بعلبك (شرق) جعفر علي مشيك، أحد قادته العسكريين والميدانيين، الذي قضى في “وادي الخيل” في عرسال، كما شيع العنصر حسن عباس المصري في بلدة طليا وقرى شرقي بعلبك.
والسبت، قال “حزب الله” إن عدد قتلاه منذ بدء معركة عرسال وصل إلى 19 مقاتلاً، دون أن يُصدر في وقت لاحق أية محصلة محدثة.
من جانبه، أعلن “حزب الله”، اليوم، أنّ “المعركة مع جبهة النصرة أصبحت على مشارف نهايتها بعد مرور 4 أيام على اندلاعها”.
وحسب الإعلام الحربي المركزي الناطق باسم “حزب الله”، دعا الحزب “جميع المسلحين في ما تبقى من جرود عرسال لحقن دمائهم وإلقاء السلاح وتسليم أنفسهم مع ضمان سلامتهم”.
من جهة أخرى، قالت وسائل إعلام لبنانية موالية لـ”حزب الله” إن جيش النظام السوري “أعلن تقدّمه من الجهة الشرقية القريبة من جرود عرسال وقد سيطر على قرية السلام عليكم (داخل سوريا)”.
ومنذ الأربعاء الماضي، بدأ سلاح الجو التابع للنظام السوري حليف “حزب الله”، والذي يقاتل الأخير إلى جانب قواته في سوريا منذ 4 أعوام، باستهداف مواقع للمسلحين في جرود عرسال؛ حيث يتحصن ما يقارب الألفي مسلح ينتمي غالبيتهم إلى جبهة “النصرة” وتنظيم “داعش”، وفق إحصائيات لبنانية.
وبالتوازي مع ذلك اندلعت معارك بين “حزب الله” و”سرايا أهل الشام ـ الجيش الحر” في المنطقة نفسها، قبل أن يعلن الطرف الأخير وقف إطلاق النار، تمهيداً للمفاوضات، حسب ما ذكر بيان سابق لـ”حزب الله”.
ومع استمرار المعارك، يقوم الجيش اللبناني بتأمين بلدة عرسال، واستهداف المسلحين الذين يحاولون التسلل من الجرود إلى داخل البلدة.
وتضم بلدة عرسال مخيمات يقطنها عشرات الآلاف من اللاجئين السوريين الهاربين من الحرب في بلادهم.