ثار نزاع طويل بين اثنين من كبار مساعدي البيت الأبيض في معركة عامة حول سياسة الرئيس دونالد ترمب الخارجية مع وجود مجموعة من الجماعات المحافظة تضغط للإطاحة بمستشار الأمن القومي ماكماستر.
ففي الأيام الأخيرة، استهدفت مجموعات المحافظين ومواقع على شبكة الإنترنت مستشار ترمب، ستيف بانون ماكماستر، لكونه غير داعم بشكل كافٍ لـ”إسرائيل” وغير مناوئ بما فيه الكفاية لإيران، وقد أعربوا عن سخطهم إزاء إطلاق العديد من المساعدين الذين اعتبروا متعاطفين مع وجهات نظرهم حملة عبر الإنترنت لهاشتاج #FireMcMaster؛ مما دفع ترمب للإعلان عن دعمه لمستشاره.
ويعكس هذا النزاع التوترات في قلب تحالف ترمب للسياسة الخارجية، فماكماستر هو واحد من العديد من الجنرالات الأقوياء في المحيطين بترمب الذين ينحدرون من مؤسسة السياسة الخارجية للحزب الجمهوري، ولكن ترمب متعاطف أيضاً مع وجهات نظر سياسيين آخرين مثل بانون، الذين يحاولون دفع الحزب في اتجاه جديد، وعزلة تجسدها عقيدة “أمريكا الأولى”.
وقد اشتبك ماكمستر، وبانون بصوت عالٍ ومتكرر خلال مناقشات البيت الأبيض الأخيرة حول إستراتيجية الحرب في أفغانستان، وفقاً لما ذكره أربعة مسؤولين إداريين ومستشارين خارجيين، وتحدث المسؤولون عن شرط عدم الكشف عن هويتهم لأنهم غير مخولين بمناقشة المحادثات الخاصة.
ومع ذلك، لا تمثل أفغانستان سوى النزاع الأخير بين ماكماستر، وبانون، الذي يحدث بين موظفي البيت الأبيض.
وقد قام ماكماستر، وهو جنرال بالجيش، مؤخراً بتطهير ثلاثة من مسؤولي مجلس الأمن القومي الذين اعتبروا قريبين من بانون، أو مايكل فلين، مستشار ترمب السابق للأمن القومي، وقد دافعت مؤسسة “بريتبارت” الإعلامية بشدة عن مزيد من التشابك الأمريكي في الصراعات العالمية، وتعتقد أن ماكماستر يلتزم بسياسة إدارة أوباما.
وقامت “بريتبارت”، التي لها تأثير كبير على ترمب، بترويج سلسلة من عناوين مكافحة ماكماستر على موقعها على الإنترنت، وأعلنت المنظمة الصهيونية الأمريكية، يوم الإثنين، أنها قامت باستعراض آراء ماكماستر حول “إسرائيل”، وقام مئات من نجوم وسائل الإعلام الاجتماعية المحافظين واليمين المتطرفين بمهاجمة مستشار الأمن القومي على “تويتر”.
وقال ترمب: إنه والجنرال ماكماستر يعملان بشكل جيد جداً، وإنه رجل طيب ومؤيد لـ”إسرائيل”، وإنه ممتن للعمل المتواصل لمصلحة أمريكا.
لكن ترمب أعرب في بعض الأحيان عن عدم ارتياحه لماكماستر وخسارته لفلين، بحسب أشخاص تحدثوا مع الرئيس، وقال البيت الأبيض: إنه تم رفض فلين لأنه لم يخبر مسؤولي البيت الأبيض بمن فيهم نائب الرئيس مايك بينس عن مدى اتصالاته مع المسؤولين الروس.