ذكرت مصادر عسكرية عراقية، اليوم الإثنين، أن قوات عراقية بدأت التحرك صوب مدينة تلعفر لاستعادتها من “تنظيم الدولة الإسلامية”، في حين قتل 20 مدنياً في غارات للطيران العراقي على مواقع للتنظيم في القائم غربي الأنبار، بحسب “الجزيرة نت”.
وقال قائد الشرطة الاتحادية الفريق رائد جودت: إن وحدات مقاتلة من قواته مجهزة بآليات عسكرية ثقيلة بدأت بالتحرك باتجاه مدينة تلعفر الواقعة غرب مدينة الموصل، استعداداً لمعركة استعادة المدينة من سيطرة “تنظيم الدولة”.
وأضاف جودت أن وحدات من الفرقة الآلية المدرعة وقوات النخبة تحركت صوب تلعفر وباشرت عمليات التمركز بمواقعها القتالية المحددة لها استعداداً لما وصفها معركة التحرير القادمة.
من جهة أخرى، أوضح الملازم في قوات الحشد الشعبي فرج حامد المسعودي لوكالة “الأناضول” أن الفصائل المشاركة هي فرقة العباس القتالية، لواء علي الأكبر، بدرـ الجناح العسكري، كتائب الإمام علي، لواء الإمام الحسين، وكتائب حزب الله.
وفي وقت سابق، أعلن رئيس أركان الجيش العراقي الفريق أول ركن عثمان الغانمي، في تصريحات صحفية، أن “القوات العراقية مستعدة لبدء عملية تحرير قضاء تلعفر، وتنتظر الضوء الأخضر من رئيس الوزراء حيدر العبادي”.
وكان العبادي قال مؤخراً: إن قوات من الجيش العراقي والشرطة والحشد الشعبي “سيشاركون في معركة تحرير قضاء تلعفر من “تنظيم الدولة” الذي سيطر عليه منذ يونيو 2014.
تأهب عسكري
وبدأت فصائل مسلحة من الحشد الشعبي الخميس الماضي بتنفيذ عمليات عسكرية بالمحيط الشرقي لقضاء تلعفر، ضمن خطط لتعزيز الوجود العسكري قبيل انطلاق المعركة.
وبحسب الغانمي، فإن القوات العراقية المشتركة تموضعت في المواقع المرسومة لها تمهيداً للشروع في استعادة تلعفر التي تبعد نحو 65 كيلومتراً غرب مدينة الموصل، مشيراً إلى أن جميع المستلزمات والخطط العسكرية للعملية المقبلة جاهزة.
والمنطقة المستهدفة هي جبهة بطول نحو 60 كيلومتراً، وعرض نحو 40 كيلومتراً، وتتألف من مدينة تلعفر (مركز قضاء تلعفر) وبلدتي العياضية والمحلبية، فضلاً عن 47 قرية.
ويواجه الحشد الشعبي اتهامات بارتكاب انتهاكات بحق المدنيين السُّنة من قبيل عمليات الإعدام الميداني واحتجاز مدنيين وتعذيبهم على مدى العامين الماضيين في المناطق التي استعيدت من “تنظيم الدولة”، وينفي قادة الحشد ارتكاب أي انتهاكات ممنهجة.
من جهة أخرى، ذكرت المصادر لـ”الجزيرة” أن قصفاً للطيران العراقي على مواقع لـ”تنظيم الدولة” بمنطقة القائم الواقعة غربي محافظة الأنبار أدى إلى مقتل 20 شخصاً على الأقل، أغلبهم من المدنيين.
ولا يزال “تنظيم الدولة” يسيطر على مناطق في القسم الغربي من محافظة الأنبار، بينها بلدات القائم ورواه وعانة، وقالت القوات العراقية: إنها تشن عمليات عسكرية هناك لطرد التنظيم من هذه المناطق.
وكان “تنظيم الدولة” قد أعلن مسؤوليته عن هجوم استهدف القوات الأمريكية غربي الموصل وأسفر عن مقتل اثنين من جنوده وإصابة خمسة آخرين بجروح.
وذكرت “وكالة أنباء أعماق” التابعة للتنظيم أن قذائف أطلقها التنظيم أدت إلى سقوط عدد غير محدد من الضحايا بين القوات الأمريكية في شمال العراق، مضيفة أن الهجوم استهدف قرية تقع شرقي مدينة تلعفر التي يسيطر عليها التنظيم .
وكان بيان للجيش الأمريكي قد ذكر أمس الأحد أن اثنين من جنوده قتلوا وأصيب خمسة آخرون، مؤكداً أن التقارير الأولية تشير إلى أن الحادث ليس نتيجة اشتباك مع “العدو” وأنه بدأ التحقيق في ملابساته.