قالت مجموعة الأزمات الدولية، إن الحكومة الميانمارية فشلت في مكافحة المجموعات البوذية الراديكالية المتطرفة التي تغذي العنف والكراهية ضد المسلمين في إقليم أراكان.
جاء ذلك في تقرير نشرته المجموعة الدولية (غير حكومية مقرها ببروكسل) اليوم الأربعاء، تحت اسم “البوذية في ميانمار وسلطة الدولة”، تتطرقت فيه إلى دور المجموعات البوذية المتطرفة في تصاعد العنف في البلاد.
ورأى التقرير أن الحكومة فشلت في مكافحة المجموعات البوذية الراديكالية، ولم تنفع القوانين التي طبقتها في البلاد، بل على العكس عززت هذه المجموعات من قوتها داخل المجتمع.
وأكد على دفع إقليم أراكان نحو أزمة جديدة، وأن المجموعات البوذية المتطرفة استغلت التوتر في أراكان لتزيد من خطابتها المحرضة على العنف والكراهية ضد المسلمين.
وشدد التقرير أن العنف المتزايد في أراكان يغذي مشاعر العداء للإسلام، وأن الأزمة الحالية مهد الطريق للعنف وانقسام بين مجتمعات ميانمار، محذرا من انتشار الوضع الحالي في أراكان إلى عموم البلاد.
وأشار إلى أن المجموعات البوذية الراديكالية زادت من خطاباتها المحرضة على العنف والكراهية ضد المسلمين مع الانفتاح والتحرر السياسي الذي بدأ في ميانمار عام 2011.
وأوضح التقرير أن البوذيين المطرفين الذين ينتمون لمنظمة حماية العرق والدين المتطرفة المعروفة اخصارا بـ (ماباثا) لعبوا دورا فعالا في تغذية العنف والكراهية ضد المسلمين.
وأضاف أن هذه المجموعة لديها تأثير كبير في المسائل الدينية لدى المجتمع في ميانمار.
وأردف أن هذه المجموعة تعمل على خلق جو يظهر بأن الحكومة لا تولي أهمية للقيم البوذية، وتفسر الاجراءات التي تتخذها الحكومة ضد المجموعات البوذية المتطرفة بأنها جهود لالحاق الضرر بالقيم الدينية للمجتمع البوذي.
وأفاد أن الرهبان البارزين في مجموعة ماباثا يتبنون أفكارا متطرفة إزاء المسلمين، ويغذون العنف ضد المسلمين أو يغضون الطرف عنه، تحت ذريعة حماية العرق والدين.
وأضاف التقرير “بالنظر إلى توتر العلاقات بين المجتمعات، فإن هذا الوضع يجلب معه خطر نمو العنف أكثر وانتشاره على نطاق أوسع في البلاد.
وخلص التقرير إلى أن المجموعات البوذية المتطرفة تشكل تهديدا على السلم الاجتماعي في ميانمار ذات المناطق متعددة الأعراق والأديان.
ودعا الحكومة الميانمارية للتحرك أثناء مكافحتها لهذه المجموعات البوذية المتطرفة، بعد الأخذ بعين الاعتبار مدى تأثيرها في السياسة والمجتمع.
يشار إلى أن مجموعة الأزمات الدولية، هي منظمة دولية غير ربحية وغير حكومية تتمثل مهمتها في منع حدوث وتسوية النزاعات الدموية حول العالم من خلال تحليلات ميدانية ومن خلال إسداء المشورة.
وتأسست المجموعة عام 1995 وتعد من المصادر العالمية الأولى للتحليلات والمشورة التي تقدمها للحكومات، والمنظمات الدولية مثل الأمم المتحدة، والاتحاد الأوروبي، والبنك الدولي.
ومنذ 25 أغسطس/ آب المنصرم، يرتكب جيش ميانمار إبادة جماعية ضد مسلمي الروهنغيا في أراكان.
ولا تتوفر إحصائية واضحة بشأن ضحايا تلك الإبادة، لكن المجلس الأوروبي للروهنغيا أعلن، في 28 أغسطس/آب الماضي، مقتل ما بين ألفين إلى 3 آلاف مسلم في هجمات جيش ميانمار بأراكان خلال 3 أيام فقط.
فيما أعلنت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، الثلاثاء، فرار أكثر من 123 ألفا من الروهنغيا من أراكان إلى بنغلاديش بسبب الانتهاكات الأخيرة بحقهم.