اعتبر محللان سياسيان أن اجتماع قيادة حركة المقاومة الإسلامية “حماس” في مصر يعتبر نقطة تحول مهمة في علاقة الحركة مع القاهرة.
وأكد الكاتب والمحلل السياسي وأستاذ العلوم السياسي في جامعة الأزهر بغزة، ناجي شراب لـ “قدس برس” على أهمية زيارة وفد حركة “حماس” إلى القاهرة تأتي كونها برئاسة رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية وعضوية عدد من قادة الحركة في الداخل والخارج، حيث لأول مرة تجتمع قيادة حركة “حماس” في مصر وهذا يعتبر نقطة تحول مهمة في علاقة “حماس” في مصر.
وأشار شراب إلى أن هناك عوامل كثيرة تحكم علاقة “حماس” مع مصر لا سيما وان الحركة تعتبر القوة الرئيسية المسيطرة في قطاع غزة، إضافة إلى الوضع الأمني في سيناء وعلى الحدود المصرية الفلسطينية.
وأوضح أن هناك أبعاد أخرى التي تربط مصر في غزة كالبعد الاقتصادي والبعد الإنساني والقومي والوطني.
وأكد شراب أن الزيارة تأتي في ظل منعطف سياسي خطير تمر فيه القضية الفلسطينية وهي تهدف إلى تحديد مقومات وأسس العلاقة بين غزة ومصر وخصوصا في أعقاب التفاهمات التي تم الإعلان عنها، ولبلورة هذه التفاهمات إلى واقع وبرنامج عمل ملموس على الأرض.
واعتبر أن مستوى العلاقة بين الجانبين ثابت وهو من ثوابت السياسية المصرية في القضية الفلسطينية.
واستبعد استاذ العلوم السياسية أن تكون هذه الزيارة إحلال للسلطة، إلا أنه اعتبرها أنها أقرب إلى تقنين العلاقة بين مصر والسلطة في هذه المرحلة.
وأشار إلى أن الزيارة لم ترقى إلى مستوى العلاقات السياسية بين “حماس” ومصر وأنها تبقى على مستوى العلاقة على مستوى المخابرات المصرية.
وقال: “عندما يلتقي هنية مع القيادة السياسية في مصر فهذا تحول في الموقف السياسي المصري لكنها حاليا تبقى على مستوى العلاقة مع المخابرات المصرية التي تتابع الملف الفلسطيني”.
وأضاف: “يمكن أن ينظر إلى هذه الزيارة من منظور بعيد المدى حيث أن هناك حديث عن ترتيبات إقليمية للقضية الفلسطينية منها ترتيبات كونفدرالية ربط الضفة بالأردن”.
وتابع: “كما قد تأتي هذه الزيارة في اطار الرؤية المصرية بعيدة المدى وعلاقة غزة بمصر وبالوضع الإقليمي غزة التي قد تكون نواه للكينونة الفلسطينية المستقلة”.
ولم يستبعد شراب أن تأتي هذه الزيارة في سياق مرحلة ما بعد رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس حيث هناك ترتيبات لهذه المرحلة.
من جهته قال الكاتب والمحلل السياسي شرحبيل الغريب، إن مصر تعتبر أن هناك تقدم في موقف حركة “حماس” منذ الإعلان عن وثيقته السياسية الأخيرة قبل أربعة شهور والخطوات التي اتبعتها في تفاهمات القاهرة كانت رسالة مهمة للقاهرة مما عزز العلاقة بين الطرفين.
وأكد الغريب في حديثه لـ “قدس برس” أن خروج وفد بهذا المستوى لقيادة حركة “حماس” يعطي دلالة واضحة أن هذا الوفد يحمل على أجندته العديد من الملفات.
وقال: “هناك رسالة واضحة أن حضور الخارج والداخل في وفد حماس يؤكد أن هناك اجتماع مهم للقيادة السياسية للحركة وهو أول اجتماع يعقد بعد تولي هنية رئاسة المكتب السياسي”.
وأضاف: “حماس حركة واحدة موحدة في قيادتها في مواقفها في قراراتها لا سيما في الملفات الأخيرة بشكل عام والتفاهمات المصرية الحمساوية بشكل خاص”.
واعتبر الغريب أن هذه الزيارة تؤكد أن حركة “حماس” تشكل لاعبا قويا مهما في المنطقة ويصعب تجاوزها في أي حل في الملف الفلسطيني.
وتوقع أن لا تخلو هذه الزيارة من لقاءات مصرية فلسطينية، مع التأكيد على ضرورة أن تواصل مصر دعمها للقضية الفلسطينية بكل عام وللملف الفلسطيني في قطاع غزة بشكل خاص.
وقال: “هذه الزيارة لن تخلو أيضا من مناقشة فرص تحقيق المصالحة والملفات الأمنية خاصة أن هناك أمور نفذت على أرض الواقع وهذا يعطي مؤشر ودلالة أن حماس جدية في خطواتها مع الجانب المصري وأنها معنية بإحراز تقدم وتطوير العلاقة بما يخدم الشعب الفلسطيني وقضيته والتخفيف عن المواطن الفلسطيني في غزة”.
وأضاف: “هذه الزيارة تؤكد أن مصر هي العنوان والدولة الكبرى التي لا يمكن الاستغناء عنها واي حل يتعلق بالملف الفلسطيني فمصر هي البوابة الوحيدة والرئيسية لهذه القضية”.
وأشار الغريب إلى أن الجانب المصري مطالب بمزيد من الخطوات لتعزيز الخطوات التي تمت في القاهرة مؤخرا وحشد الدعم العربي والإسلامي لخدمة القضية الفلسطينية والعمل على الاستفادة من هذه المرحلة بشكل أو بأخر بما يخدم القضية الفلسطينية.
وكان وفد رفيع من حركة “حماس” برئاسة إسماعيل هنية وصل أمس السبت مصر لعقد عدة اجتماعات في القاهرة، فيما وصل مساء اليوم ذاته، وفد ثان برئاسة موسى أبو مرزوق، عضو المكتب السياسي للحركة.
وبحسب بيان صحفي وزعه مكتب هنية أمس، فإن الوفد سوف يبحث العديد من القضايا المهمة وخاصة العلاقات الثنائية مع مصر وسبل تطويرها وتعزيز التفاهمات مع القاهرة التي تمت خلال زيارة وفود الحركة السابقة وآليات تخفيف الحصار عن غزة وغيرها من الموضوعات التي تهم الطرفين.
يشار إلى أن هذه هي الجولة الأولى لاسماعيل هنية، منذ انتخابه في منصبه كرئيس لحركة “حماس” في أيار/مايو الماضي.