بدأ عضو المجلس الثوري في حركة “فتح”، وعضو المجلس الوطني الفلسطيني، البروفيسور أوري ديفيس، جولة أفريقية تشمل 10 دول، يلتقي خلالها مسؤولي الأحزاب الحاكمة والمعارضة.
وقال ديفيس: إن جولته الأفريقية تهدف إلى إجراء حوارات معمقة، مع الأحزاب السياسية الأفريقية الحاكمة والمعارضة، للحيلولة دون إقامة القمة الأفريقية “الإسرائيلية”.
وأضاف ديفيس في حوار خاص مع وكالة “الأناضول”: أحمل رسالة إلى أمناء الأحزاب السياسية الأفريقية الحاكمة، من أجل الضغط على الحكومات الأفريقية لمقاطعة القمة الأفريقية “الإسرائيلية”.
وأوري ديفيس هو باحث، مناهض للصهيونية، من أصل يهودي، من مواليد القدس عام 1943، سخّر حياته الأكاديمية لفضح “سياسات إسرائيل العنصرية”، وألّف عدة مؤلفات وألقى عشرات المحاضرات في المحافل الدولية.
وأوضح ديفيس أن جولته ستشمل 10 دولة أفريقية، بدأها بإثيوبيا، باعتبارها مقراً للاتحاد الأفريقي.
وقال: إنه يعوّل في لقاءاته مع مسؤولي الأحزاب السياسية الأفريقية على العلاقات التاريخية بين حركة “فتح” وهذه الأحزاب.
وأضاف أنه التقى مع قيادات من ائتلاف “الجبهة الديمقراطية الثورية”، الحاكمة في إثيوبيا، وتطرق الاجتماع معها حول المهمة التي جاء من أجلها، وقال: إن اللقاء سادته “روح طيبة من التفاهم والاهتمام”.
واعتبر ديفيس أن هدف “إسرائيل” من وراء القمة الأفريقية “الإسرائيلية”، هو إقامة علاقات تطبيع مع جميع دول الاتحاد الأفريقي، وكسب تأييدها في المحافل الدولية.
وانتقد ديفيس “الممارسات الإسرائيلية العنصرية”، ضد الشعب الفلسطيني، وقال: إنها تؤكد سعيها لتأسيس “نظام فصل عنصري”.
وأشار ديفيس إلى ما أسماه “المفارقات بين نظام الفصل العنصري السابق في دولة جنوب أفريقيا و”إسرائيل”، وقال: إن الحالة “الإسرائيلية” خاصة، حيث دخل فيها التهجير.
ويرى ديفيس أن العقوبات الأممية التي فُرضت على جنوب أفريقيا أدت إلى انهيار نظام الفصل العنصري، ونشوء نظام ديمقراطي.
وقال: إذا تمكنا من الوصول إلى هذه الحالة مع “إسرائيل”؛ فستجد نفسها عرضة للعقوبات الأممية ما يؤدي إلى انهيار نظامها العنصري أيضاً.
في السياق ذاته، طالب نصري أبو جيش، سفير فلسطين لدى إثيوبيا والاتحاد الأفريقي، الدول الأفريقية بمقاطعة القمة الأفريقية “الإسرائيلية”.
وقال أبو جيش لوكالة “الأناضول”: إن تأجيل انعقاد قمة توجو، التي كان من المزمع تنظيمها الشهر المقبل، جاء نتيجة لجهود تراكمية فلسطينية وعربية وإسلامية بدعم من دول أفريقية.
وأضاف أن عقد قمة “إسرائيلية” – أفريقية يتنافى مع مواقف المنظومة الأفريقية التي ترفض احتلال “إسرائيل” للأراضي الفلسطينية.
وشدد على أن السلوك “الإسرائيلي” لا يمكن أن ينسجم مع مواقف الدول الأفريقية التي عانت من نظام التمييز العنصري والاستعمار.
وأكد أبو جيش مواصلة الجهود الفلسطينية في كافة الساحات لإجهاض المحاولات “الإسرائيلية” لتطبيع العلاقات مع الدول الأفريقية، ومقاطعة القمة انسجاماً مع المواقف التاريخية لدول القارة السمراء.
وقال: إن جولة البروفيسور أوري ديفيس تأتي ضمن جهود رسمية وشعبية وحزبية تصب في منع محاولات “إسرائيل” للتغلغل في القارة الأفريقية، واستمرار استقلال أصوات أفريقيا في الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي.
وأشار إلى أن لقاءهم مع مسؤولي الائتلاف الحاكم في إثيوبيا كان إيجابياً، أكد خلاله الحزب الحاكم أنه سيبذل الجهد للطلب من الحكومة الإثيوبية بأن تستمر في دعم القضية الفلسطينية.
وختم أبو جيش حديثه بمناشدته للدول الأفريقية والاتحاد الأفريقي، اعتبار “إسرائيل” دولة احتلال، لا يمكن أن تتوافق مع مواقف الدول الأفريقية الداعمة لحرية واستقلال الشعب الفلسطيني.
وأعلنت دولة توجو في 11 سبتمبر الحالي إرجاء قمة أفريقية “إسرائيلية” كانت مقررة في العاصمة لومي الشهر المقبل، متعللة بعدم توافر وقت كاف للتحضير لها، وذلك بعد أيام من تظاهرات معارضة تطالب باستقالة الرئيس فور غناسينغبي.
وبحسب خبراء، فإن “إسرائيل” تسعى لإقامة علاقات وثيقة مع الدول الأفريقية بغرض كسب أصواتها في المحافل الدولية، ووقف تأييدها للقضية الفلسطينية.