انطلقت أعمال وفعاليات مؤتمر إستراتيجية تحويل الكويت مركزاً لتطوير الصناعات النفطية “الفرص الصناعية المترتبة على المشاريع النفطية”، أمس الأربعاء، في فندق شيراتون الكويت برعاية وزير النفط المهندس بخيت الرشيدي.
واستعرض المؤتمر واحدة من أهم الملفات التي تهم القطاع الخاص وهي الرؤية الإستراتيجية الجديدة التي تنتهجها مؤسسة البترول لا سيما مع بدء مرحلة إرساء الإستراتيجة الرابعة حتى العام 2040 التي تعكس عمق الاستعدادات من جانب المؤسسة للتحديات المستقبلية بكافة أبعادها.
وتناول المؤتمر الذي يطرح لأول مرة على طاولة النقاش بالتعاون بين القطاع الخاص ومؤسسة البترول خيار التوسع في مشاريع الصناعات النفطية والرؤية الطموحة الرامية لتعزيز مكانة الكويت إقليمياً ودولياً في مجال تطوير الصناعات النفطية لا سيما في مجال الصناعات البتروكيماوية، خصوصاً وأن هذا المنحى سيولد فرصاً ضخمة للقطاع الخاص المحلي بكافة قطاعاته سواء الشركات المتخصصة العاملة في المجال النفطي أو القطاع المصرفي وغيرها من الشركات في المجالات المساندة واللوجستية.
وشارك في المؤتمر الذي نظمته “إن إف إم” للاستشارات الدولية نخبة من رواد وخبراء القطاع الخاص، وحضور فاعل من مؤسسات أخرى كمعهد الأبحاث العلمية وحدة أبحاث النفط والهيئة العامة للصناعة وممثلين عن البنوك وشركات الصناعية الكبرى والاستثمارية والشركات النفطية وأساتذة متخصصين في هندسة النفط والبترول.
وتأتي مناقشة إستراتيجية تحويل الكويت مركزاً لتطوير الصناعات النفطية عموماً والبتروكيماوية استناداً للدور المهم لهذه المشاريع في دعم للاقتصاد الكويتي وتعزيز مكانته في ظل تذبذب أسعار النفط، ولمواجهة التحديات المستقبلية وسبل إنجاح الرؤية المشتركة، حيث إن تطوير هذا القطاع من خلال رؤية طويلة الأجل تستهدف أن تكون الكويت مركزاً رائداً للصناعات النفطية هي خطوة بناءة في ظل أزمة أسعار النفط التي تتعرض للتقلبات الشديدة، كما ستسلط العديد من أوراق العمل الضوء على أهمية الدخول في مجالات تطوير الصناعات النفطية ومشتقاتها لكونه الضمانة نحو استقرار واستدامة للنمو الاقتصادي الذي من شأنه أن يشكل قيمة مضافة للاقتصاد الكويتي حاضراً ومستقبلاً عبر التنويع الحقيقي لمصادر الدخل.
وتمثل تلك المنتديات فرصة لبناء جسور التواصل وتوحيد رؤية مشتركة تحديد الأدوار والأولويات وتشخيص العقبات وتحديد المطالب وتناقش الاستعدادات الفنية والتحديات الأخرى، وصولاً إلى وضع وثيقة مشتركة مع القطاع الخاص تحدد أسس وسبل التعاون والشراكات المستقبلية ومناقشة فرص ومشاريع تطوير الصناعات النفطية للاستعداد لها فنياً.
وتأكيداً للجدية في رؤية القطاع النفطي، يؤكد الرئيس التنفيذي لمؤسسة البترول نزار العدساني أن القطاع الخاص الكويتي شريك رئيس وموثوق في مشاريع المؤسسة وشركاتها.
وينتظر في ضوء النجاحات السابقة أن يكون للقطاع الخاص الكويتي نصيب وافر من المشاريع الحيوية والإستراتيجية، وقد ترجمت مؤسسة البترول ذلك التوجه عملياً من خلال الفرص التي تم إتاحتها للقطاع الخاص، كمشروع استرجاع غاز ثاني أكسيد الكربون من مصافي شركة البترول الوطنية، وإرساله إلى شركة نفط الكويت ليتم استخدامه في تعزيز استرجاع النفط، إضافة إلى مشروع إنشاء مصنع لاستخلاص المعادن كالفاناديوم والموليبدنوم من المواد الحافزة المستهلكة.
أيضاً إنشاء مصنع لإنتاج صفائح البولي بروبيلين لإنتاج منتجات متعلقة بالصحة والنظافة وإنشاء مصنع آخر لألياف البولي بروبيلين لإنتاج منتجات متعلقة بمجالات البناء وأكياس الأسمدة مثل أكياس الإسمنت وأكياس الرمل الضخمة وأكياس منتج اليوريا.
وتأتي تلك الجهود من جانب المؤسسة إيماناً منها بأهمية تعزيز التعاون مع القطاع الخاص، ومنحه فرصة أوسع وأكبر في مشاريع القطاع النفطي التي تعتبر أكبر وأهم محفز للاقتصاد المحلي وتطبيقاً لبنود إستراتيجيتها المتكاملة.
جدير بالذكر أن الشركاء الإستراتيجيين للمؤتمر من القطاع الخاص هم نخبة من الشركات أبرزهم شركة إيكويت للبتروكيماويات وشركة خدمات حقول النفط والغاز (جوفيسكو) بمشاركة المهندس حسام معرفي رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي وكذلك شركة برقان لحفر الآبار والتجارة، والمصنع الكويتي للصمامات الصناعية.