أكدت مصادر محلية من بنغازي بحسب “الجزيرة نت” أن الرائد محمود الورفلي، القيادي بقوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر، عاد “بمحض إرادته” ليقيم “إجبارياً” في أحد البيوت الواقعة في محيط مقر القيادة العامة لقوات حفتر في بلدة الرجمة بضواحي بنغازي.
وقالت المصادر: إن الورفلي عاد إلى معتقله الجديد بعد الإفراج عنه فجر الخميس، وبعد أن زارته عقب الإفراج مجموعة أوفدها إليه اللواء عون الفرجاني قائد هيئة السيطرة بقوات حفتر ووعدته “بتوفير الحماية والإقامة الآمنة والمرفهة” إن قبل العودة معها، بحسب المصادر.
وذكرت المصادر أن الإفراج عن الورفلي كان بقصد تهدئة الأوضاع في بنغازي بعد قيام عسكريين ومسلحين مدنيين موالين له بإغلاق الطرق والشوارع الرئيسة في المدينة وإضرام النيران فيها احتجاجاً على تسليم الورفلي نفسه للشرطة العسكرية التابعة لحفتر.
وأكدت المصادر أن الورفلي موجود حالياً في مقر إقامته بصحبة موالين له.
ونشر شريط مصور على موقع “فيسبوك” يظهر المكان الذي يفترض أن الورفلي سيقيم فيه، وهو غرفة واسعة تضم سريرين، وفي الفيديو يُرى شخصان يرتديان لباساً عسكرياً يُخرجان شاشة تلفزيون جديدة من صندوقها لتعليقها -فيما يبدو- في هذه الغرفة.
وسمع في الفيديو صوت أحد الأشخاص وهو يقول: إن هذه هي “دار الأفندي محمود” التي يجري تأثيثها لاستقباله للإقامة فيها.
وكان الورفلي -الذي صدرت ضده مذكرة توقيف دولية- قد سلم نفسه بعد تعليمات من حفتر للتحقيق معه حول اتهامه بإعدامات ميدانية دون محاكمة في مدينة بنغازي شرقي ليبيا لأشخاص وجّهت إليهم اتهامات بانتمائهم لـ”تنظيم الدولة الإسلامية”.
وكان آخرُ المذكرات العديدة التي صدرت ضد الورفلي طلباً من المدعية العامة للمحكمة الدولية في يناير الماضي إلى السلطات الليبية؛ بتسليم الورفلي للمحكمة بعد آخر فيديو ظهر فيه وهو يعدم تسعة أشخاص أمام مسجد في مدينة بنغازي.
غير أن الشرطة العسكرية التابعة لقوات حفتر أطلقت الخميس سراح الورفلي بعد ساعات من تسليمه نفسه إليها للتحقيق معه في اتهامات بارتكاب جرائم حرب تمثلت في إعدام عشرات المعتقلين والأسرى بذريعة ضلوعهم في الإرهاب.
وقيل: إن إطلاق سراح الورفلي كان على خلفية تهديدات أطلقها موالون له بالهجوم على مقرات تابعة لقوات حفتر داخل مدينة بنغازي ونقاط أمنية عسكرية تابعة للكتيبة (106) التي يقودها الرائد خالد نجل خليفة حفتر.