قال رئيس حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في قطاع غزة، يحيى السنوار: إنه بعد أن وصل مسار المصالحة لطريق مسدود كان يُخطط لإحداث انفجار داخلي في قطاع غزة من عدة أطراف، جاءت مسيرات العودة وأفشلت هذا المخطط.
وصرّح: كنا ندرك بأن تفجير اللواء توفيق أبو نعيم (مدير قوى الأمن الداخلي في غزة) كان يهدف لتفجير المصالحة، واجتزنا ذلك، وأكدنا خيار المصالحة رغم العقبات والصعوبات.
وشدد السنوار خلال لقاء له مع الشباب، اليوم الثلاثاء، على أن “غزة هي عنوان للتحدي ورفض مؤامرة تصفية القضية الفلسطينية”، منوهًا إلى أن “جهد الشباب في مواجهة الاحتلال ساهم في إنجاح واستمرار الزخم في مسيرات العودة”.
وجدد التأكيد على أن “مسيرات العودة خيار حركة حماس والفصائل والشعب الفلسطيني”، مبينًا أنها “مثلت حالة تحدٍ للاحتلال ومؤامرات تصفية القضية”.
وأضاف: “رغم البيئة الاستراتيجية الصعبة التي تحيط بالقضية الفلسطينية، إلا أن شعبنا أثبت قدرته على مواجهة الصعاب، لأنه متمسك بحقوقه وثوابته”.
تعبيرات خجولة
وأردف قائد “حماس”: “قطاع غزة لم يرد أن يكتب له أنه وقف صامتًا أمام نقل ترمب السفارة للقدس المحتلة في مايو الماضي، بينما كانت هناك تعبيرات خجولة للتعبير عن هذا الرفض”.
وأوضح: “عقب مسيرة العودة بات العالم يجري مدعيًا أنه يريد أن يحل مشكلة قطاع غزة، وهو الذي يريد أن يحل مشكلة الاحتلال جراء حالة الضغط التي تمثلها غزة”.
وأشار إلى أن “الوسطاء” كانوا يأتون عدة مرات في اليوم “عندما كان الضغط الشعبي على الاحتلال قويًا، والآن الضغط تراجع بإرادتنا لإتاحة الفرصة للأطراف لكسر الحصار”.
ولفت النظر إلى أن “الاحتلال لا يتحرك نحو كسر الحصار عن قطاع غزة (بدأه في منتصف يونيو 2007)، إلا تحت الضغط”، مؤكدًا: “اتخذنا قرارًا بأن الحصار يجب أن يكسر”.
وأردف: “قطاع غزة ومشروع المقاومة كان يخطط له أن يسقط في الشتاء الماضي، وتحدث بذلك ليبرمان (وزير جيش الاحتلال) بشكل واضح”.
وبيّن يحيى السنوار في حديثه: “حوصرنا على مدار 12 عامًا وحرم أطفالنا من دواء السرطان أشهر وسنوات والعالم الظالم لم يعرنا أي اهتمام بينما تحرك لإيجاد حلول لأزمة الاحتلال”.
وأفاد: “عندما عرض علينا حل مشكلة موظفي غزة فقط، رفضنا وقلنا إن المطلوب كسر الحصار عن غزة بالكامل”، مشددًا: “لن نبيع أحد موقف سياسي، وسنبقى متمسكين بكسر الحصار ومتمسكين بالثوابت”.
مستعدون لأي سيناريو
وفي سياق متصل، اعتبر رئيس حماس في غزة أن تثبيت وقف إطلاق النار مع الاحتلال “يعني أننا لن نعود لمربع الحصار مطلقًا”. متابعًا: “نحن لا نريد الحرب ومعنيون بتثبيت وقف إطلاق النار عام 2014”.
ولفت النظر إلى أن فصائل المقاومة مستعدة لأي سيناريو، “رغم أننا لا نريد الحرب، لكننا مستعدون لصد أي عدوان، وإننا قادرون على أن نجعل من يفكرون بذلك يندموا ندمًا شديدًا”.
واستطرد: “من يظن أن هناك حديثا عن مطار في إيلات وغيرها هو جاهل ولا يعلم شيئًا، الحديث الآن يدور حول ممر مائي بين قطاع غزة وقبرص وحل مشكلة أونروا حلًا جذريًا”.
ونفى رئيس حماس وجود أي اتفاق سياسي مع الاحتلال، مبينًا: “لا أحد يتحدث عن أي اتفاقات سياسية مع الاحتلال، ولو وافقنا على شروط الرباعية وتسليم الأنفاق والصواريخ لحُلت أمورنا، لكننا لا نزال متمسكين بالعودة وحقوق شعبنا”.
وطالب يحيى السنوار، بعقد مجلس وطني يشمل الفصائل كافة دون استثناء، مضيفًا: “نحن نريد منظمة تحرير تمثل الجميع”.