يصادف الـ20 من نوفمبر من كل عام اليوم العالمي للطفل، ويحتفل العالم بهذا اليوم بمزيد من الإبداعات المقدمة للطفل في كافة مجالات الحياة التعليمة والصحية والاجتماعية، فيما الطفولة الفلسطينية مستهدفة من الاحتلال الإسرائيلي بالقتل أو الاعتقال والمطاردة، وترتكب بحقهم الجرائم من قبل هذا الاحتلال، الذي يواصل انتهاك كافة الأعراف والقيم الدولية الخاصة بالطفولة الفلسطينية، فأصبح الطفل الفلسطيني إما شهيداً أو أسيراً أو جريحاً أو مشرداً بدون مأوى نتيجة عمليات الهدم من قبل الاحتلال لمنازلهم.
انتهاك فاضح
ويقول الباحث في مركز الميزان لحقوق الإنسان في غزة حسين حماد لـ”المجتمع”: إن الاحتلال قتل 33 طفلاً فلسطينياً بدم بارد خلال مشاركتهم في مسيرات العودة التي انطلقت على طول المناطق الشرقية لقطاع غزة، كما أصيب نحو 2400 آخرين بجروح بعضهم يعانون من حالة البتر للأطراف في انتهاك فاضح لحقوق الطفل.
وأكد حماد أن الطفولة الفلسطينية مستهدفة، وأن الاحتلال ينتهك كافة المواثيق القانونية الدولية الخاصة بالطفل منها حقه في الحياة والتعليم والصحة، كما جعلتهم هدفاً لعمليات القتل والإصابة.
وأشار حماد إلى أن العدوان المتكرر من قبل الاحتلال على قطاع غزة والاقتحامات المستمرة للبلدات والمدن الفلسطينية في الضفة المحتلة تسبب في انعكاسات خطيرة على الأوضاع النفسية للأطفال، الذين باتوا يعانون من العديد من الأمراض التي تحتاج لتضافر الجهود لعلاجها.
وتشير الإحصائيات الفلسطينية إلى أن قوات الاحتلال قتلت منذ عام 2000 وحتى الآن نحو 2079 طفلاً معظمهم قتلوا في عمليات قصف مباشرة لمنازل عائلاتهم خاصة في قطاع غزة، كما تسبب العدوان الإسرائيلي على القطاع المحاصر في فقدان نحو 19 ألف طفل في قطاع غزة لوالديهم، في انتهاك واضح للطفولة البريئة.
محاكم عسكرية
من جانبه، قال الناطق باسم منظمة أنصار الأسرى مجدي سالم لـ”المجتمع”: إن قوات الاحتلال تعتقل سنوياً نحو 700 طفل فلسطيني، يتعرضون لعمليات تنكيل شديدة من قبل مصلحة السجون الإسرائيلية في انتهاك فاضح لحق الطفل في الحياة.
وأشار سالم إلى أن دولة الاحتلال هي الدولة الوحيدة في العالم التي تحاكم الأطفال أمام محاكم عسكرية، بل وأن الاحتلال يحرم الأسرى الأطفال من الزيارات والمأكل والمشرب، لا لجرم اقترفوه سوى رشق الاحتلال بالحجارة.
بدوره، كشف الباحث والمختص في ملف الأسرى عبدالناصر فروانة لـ”المجتمع” أن الاحتلال اعتقال نحو 8500 فلسطيني منذ عام 2000 بينهم نحو 3500 اعتقلوا خلال هبة القدس التي اندلعت في أكتوبر عام 2015 .
وأكد فروانة أن هناك انتهاكات صارخة بحق الأطفال الفلسطينيين حيث يتعرضون للتنكيل من قبل قوات الاحتلال، التي تعتقل حالياً داخل سجونها 350 طفلاً دون 18 عاماً، بينهم 140 في سجن مجدو يعانون من ظروف اعتقال قاسية.
وتقدر نسبة الأطفال من عدد السكان الفلسطينيين في الأراضي الفلسطينية المحتلة بنحو 46% من عدد السكان، وأن عدداً كبيراً من الأطفال في قطاع غزة يعانون من ظروف صحية صعبة للغاية بسبب ارتفاع نسب الفقر والبطالة التي انعكست بالسلب على حياة الأطفال الصحية بسبب عدم توافر الغذاء والدواء المناسبين.
وأشارت تقارير حقوقية فلسطينية إلى أن واقع الطفولة الفلسطينية صعب للغاية، فهناك شريحة واسعة من الأطفال الفلسطينيين تركوا مدراسهم لانخراطهم في سوق العمل لإعالة والديهم إما بسبب الفقر أو المرض.
كما أن الاحتلال في الضفة المحتلة يحرم آلاف الأطفال الفلسطينيين من حقهم في التعليم من خلال منع إقامة مدارس لهم خاصة في تلك المناطق الريفية باعتبارها مناطق ممنوعة البناء فيها.