– موسى: سنخرج من بين ركام منازلنا لمقاومة الاحتلال
– دياب: هدم المنازل يندرج ضمن سياسة العقوبات الجماعية
– بربخ: المقاومة هي الطريق الوحيد لتحرير فلسطين
تعد سياسة هدم المنازل الفلسطينية من قبل الاحتلال الصهيوني سياسة تستهدف بالأساس الانتقام من الفلسطينيين أولاً ومحاولة إرهابهم لمنع تنفيذ أي أعمال مقاومة ضد الاحتلال، وذلك ضمن الحرب النفسية على الفلسطينيين التي يحاول فيها كسر إرادة الصمود الفلسطينية في وجه هذا الاحتلال، الذي أربكته المقاومة بعملياتها النوعية التي هزته بكافة مستوياته.
واستهدف الاحتلال آلاف المنازل الفلسطينية منذ انطلاق الثورة الفلسطينية وحتى الآن، إما بالتفجير أو التجريف أو القصف بالطائرات كما حدث في قطاع غزة، وكان آخر فصول عمليات الاستهداف لمنازل الفلسطينيين قرار حكومة الاحتلال بهدم منزل أي فلسطيني ينفذ أي عملية فدائية ضد الاحتلال وعصابات المستوطنين بعد 48 ساعة من تنفيذها، وكذلك قرار بهدم عشرات المنازل الفلسطينية في الضفة المحتلة، التي منها منزل عائلة الشهيد أشرف نعالوة في طولكرم الذي يعد أسطورة في مقارعة الاحتلال، والشهيد صالح البرغوثي في رام الله الذي تتهمه “إسرائيل” بتنفيذ عملية إطلاق النار ضد جنودها قرب مستوطنة عوفرا، وقد أعلن أهالي قرية كوبر برام الله أنهم سيشكلون درعاً بشرية لمنع عملية الهدم والتفجير لمنزل البرغوثي.
عزيمة المقاومة
ويقول القيادي في حركة “حماس” يحيى موسى لـ”المجتمع”: إن الاحتلال يعتقد أنه بسياسة هدم المنازل والتشريد يستطيع قتل روح المقاومة والصمود عند الشعب الفلسطيني، لكن نقول للاحتلال: إن كل سياساته العدوانية لن تنال من عزيمة الشعب الفلسطيني في مواصلة درب التحرير والخلاص من الاحتلال.
وأكد موسى أن الاحتلال قصف مئات المنازل لمقاومين في حروبه على غزة، لكن ذلك لم ينل من عزيمتهم بل ومنهم من خرج من تحت ركام منزله واستمر في حمل البندقية يقاوم هذا الاحتلال.
ولفت موسى إلى أن ثمن تحرير فلسطين غال ولا يقدر بثمن، وفلسطين والقدس نقدم لها كل ما نملك، مؤكداً في الوقت ذاته أن قرارات الاحتلال الأخيرة بهدم منازل منفذي العمليات الفدائية هو قرار في مجمله بهدف الضغط النفسي على المقاومة، ولكن هم سيهدمون ونحن سنعيد البناء والصمود في وجه هذا الاحتلال.
عقاب جماعي
من جانبه، قال القيادي في المبادرة الوطنية الفلسطينية نبيل دياب لـ”المجتمع”: إن هدم المنازل سياسة قديمة جديدة يحاول من خلالها الاحتلال النيل من إرادة شعبنا ومحاولة فاشلة لإسكات صوت المقاومة، فضلاً عن أنها تمثل جرائم نكراء في إطار العقاب الجماعي المخالف للأعراف والمواثيق الدولية، وهي تستدعي وقفة صارمة في وجهها ومطالبة المؤسسات والهيئات الدولية للتدخل من أجل الضغط على حكومة الاحتلال لمنعها من الاستمرار بهذه السياسة العدوانية.
في السياق، قال المحلل والكاتب أشرف القصاص: إن قيام الاحتلال الإسرائيلي بهدم منازل المقاومين الفلسطينيين يندرج ضمن سياسة تضييق الخناق على المقاومة في الضفة والحاضنة الشعبية لها عبر سلسلة من الإجراءات العسكرية العقابية مثل اعتقال عائلة المنفذ وهدم منزله، ومنع ذويه من العمل داخل المستوطنات والخط الأخضر، وكل ذلك يأتي في إطار إستراتيجية الحد من تصاعد عمليات المقاومة في الضفة المحتلة.
زرع الإحباط لن ينجح
في غضون ذلك، قال الناشط السياسي الفلسطيني نضال بربخ لـ”المجتمع”: بكل تأكيد يسعى الاحتلال الإسرائيلي بكل الوسائل لكسر إرادة الشعب الفلسطيني المقاوم، وزرع الإحباط واليأس في نفوسهم، لذا يلجأ للعقاب الجماعي سواء الشعب بشكل كامل أو المناطق أو الأسرة التي ينتمي لها المقاوم، ظناً منه أنه يستطيع لجم المقاومين وثنيهم عن أعمال المقاومة.
وأضاف أن رسالة الشعب الفلسطيني للمقاومة في هذه الظروف العصيبة التي يصعد فيها الاحتلال من عمليات القتل والهدم والتهجير أن يستمروا في العمل المقاوم لأن المقاومة هي الطريق الوحيد لتحرير فلسطين.