انتقد كتَّاب صهاينة أداء جيش الاحتلال خلال موجة العمليات التي وقعت في الآونة الأخيرة بشوارع الضفة الغربية وأسفرت عن 7 قتلى من الجيش والمستوطنين إضافة إلى الجرحى، ونجاحهم في الانسحاب الآمن من مكان العملية.
نشر رئيس وزراء حكومة الاحتلال بنيامين نتانياهو صورة له مع قادة وجنود لواء “نيتسح يهودا” وجميعهم من التيار الديني الحريدي، وينتقد أداءهم في مواجهة عمليات “حماس” الأخيرة في الضفة ويحذر من تآكل متطلبات الجندية في الجيش الصهيوني.
أما الكاتب الصهيوني كوبي نيف يكتب في “هاآرتس اليوم”: من المشروع والطبيعي أن يتم إطلاق النار على جنود جيش يمارس الاحتلال.
ويرى الكاتب أودي ديكل في مجلة “نظرة عليا” أن قوة الردع تجاه “حماس” قد تآكلت ولا مفر من تغيير الإستراتيجية معها وتجاه السكان من خلال حزمة من التسهيلات حتى يشعر الفلسطيني أنه في حالة استقرار، فحركة “حماس” ترفع رأسها من جديد بعمليات نوعية أربكت الجيش وقادته، وأظهرت نقاط الضعف لديهم.
ويقول المعلق العسكري ألون بن دافيد: إن الفلسطينيين استعادوا القدرة على تنظيم العمل المقاوم، حيث اعتقل جهاز المخابرات الإسرائيلي (الشاباك) 2700 فلسطيني خلال العام الحالي ينتمون إلى 700 خلية منها منظمة تتبع لـ”حماس” و”الجهاد” وأخرى تشكلت من خلال التأثير لما هو راهن من أوضاع قاسية وإجراءات عنصرية تطال الكرامة الوطنية.
بدوره، يقول رئيس شعبة الاستخبارات (أمان) تامير هايمان: يجب تقديم الدعم للسلطة الفلسطينية والأجهزة الأمنية حتى يتم ضبط الأوضاع الأمنية، فالسلطة الفلسطينية لها دور رئيس في ضبط الأوضاع وإشاعة الهدوء، مشيراً إلى أن السلطة الفلسطينية توفر تكاليف أمنية على دولة “إسرائيل” بقيمة 12 مليار شيقل (4 مليارات دولار) سنوياً، وهذا يتطلب دعماً متواصلاً وعدم تجاهل لها.
ويقول المحلل السياسي إبراهيم أبو جابر من الداخل الفلسطيني: “إسرائيل” وجيشها في الآونة الأخيرة يعيشون حالة من التراجع، الجيش الذي لا يقهر تعرض إلى عمليات نوعية شكلت له إهانة منها ما جرى قرب رام الله عندما نزل أحد المنفذين وأطلق النار على الجنود من مسافة الصفر وانسحب ومعه قطعة سلاح للجنود القتلى، وما فعله شاب صغير من دك رأس جندي بحجر، وإطلاق النار على سيارة للمستوطنين بالرغم من وجود الجنود وهربهم من الموقع، وقبلها في غزة عندما وبخت لجنة التحقيق جنود الحافلة التي كانت في مرمى نيران الكورنيت وتم إطلاق الصاروخ بعد فراغ الحافلة، حيث كانت رسالة من مقاومة غزة إلى حكومة الاحتلال، بأن يد المقاومة قادرة على توجيه ضربات مؤلمة.
ويضيف أبو جابر: بعد العمليات النوعية أصبح الاحتلال في مأزق؛ ما تطلب تدخل دول المحيط لضبط الأوضاع وعدم انفلاتها وخروجها عن السيطرة، فالاحتلال كعادته يستعين بدول المحيط في كل مأزق أمني يقع فيه.
المستوطنون، بدورهم، فقدوا الأمن، وأظهرت استطلاعات رأي عدم رضا على أداء نتنياهو كوزير للجيش وأنه فشل فشلاً ذريعاً.
وضجت محطات التلفزة الإسرائيلية والإذاعية والمكتوبة ومنصات التواصل الاجتماعي بالآراء التي تصف حكومة الاحتلال بالحكومة المهزومة أمام “حماس” والمقاومة، وأن ما يجري ثمار ضعف عام في دولة الاحتلال.