وقف الفرقاء في مصر في مربع واحد للمرة الأولى منذ فترة طويلة، بسبب رفض قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترمب إعلان الجولان “إسرائيلية” وعدم الاعتراف باحتلالها من الكيان الصهيوني.
السلطات الحالية التقت مع معارضيها ورافضيها في الداخل والخارج على التنديد بموقف الرئيس الأمريكي، وعبرت عن ذلك وزارة الخارجية المصرية في بيان رسمي أكدت فيه مصر موقفها الثابت، باعتبار الجولان السوري أرضاً عربية محتلة.
واستندت في ذلك إلى مقررات الشرعية الدولية، وعلى رأسها قرار مجلس الأمن الدولي رقم (497) لعام 1981 بشأن بطلان القرار الذي اتخذته “إسرائيل” بفرض قوانينها وولايتها القضائيّـة وإدارتها على الجولان السوري المحتل، وعلى اعتباره لاغياً وليست له أيّ شرعيّة دولية مشددة على ضرورة احترام المجتمع الدولي لمقررات الشرعية الدولية وميثاق الأمم المتحدة، من حيث عدم جواز الاستيلاء على الأرض بالقوة.
واعتبرت أحزاب الموالاة المصرية في بيان نشرته جريدة “الأهرام” المملوكة للدولة الثلاثاء 26 مارس أن هذه الخطوة الأمريكية مرفوضة عربياً ودولياً، ومستفزة للمشاعر العربية والإسلامية، وبأنها ستؤجج الصراع العربي الإسرائيلي.
وأكد الربان عمر المختار صميدة، رئيس حزب “المؤتمر”، أن أرض الجولان سورية طبقاً لقرارات الشرعية الدولية، وأن موقف الرئيس الأمريكي دونالد ترمب مستفز ومرفوض من العالم كله الذي يعي جيداً أن الجولان أرض سورية احتلها الكيان الإسرائيلي.
وشن الإعلاميان عمرو أديب، وأحمد موسى، المقربان من السلطة الحالية، هجوماً على ترمب، واعتبر أديب القرار خدمة للرئيسين الأمريكي والصهيوني في الانتخابات المقبلة، فيما وصف موسى ما حدث بأنه إنهاء لمشكلات ترمب، ونتنياهو على حساب أراضينا، غير أن موسى هاجم ثورات “الربيع العربي” واعتبرها السبب.
وفي المعسكر الرافض للسلطة، أعلن الإخوان المسلمون بمصر ذات الموقف، مؤكدين أن رفضهم الكامل لقرار ترمب الذي يضرب عرض الحائط بكل القوانين والمواثيق الدولية التي تقر بسورية الجولان وبأنها أرض محتلة، وفي مقدمتها قرار مجلس الأمن رقم (497) لسنة 1981.
وأكدت جماعة الإخوان المسلمين -التي تعتبرها السلطات الحالية محظورة وحركة إرهابية بينما هي تنفي ذلك جملة وتفصيلاً- أن كل الجهود التي تبذل في هذه المرحلة لتمكين الكيان الصهيوني في المنطقة من خلال إضعاف الدول المحيطة به والسيطرة على مقدرات شعوبها لن تجدي نفعاً ولن تحقق أثراً على أرض الواقع بفضل الله أولاً ثم بوعي شعوبنا العربية والإسلامية، ما دام فيها عرق ينبض وجسد يقوى على المقاومة.
وفي ذات السياق، أعلن حزب تيار الكرامة المعارض تنديده بالاعتراف الأمريكي بما يسمى “سيادة إسرائيل” على مرتفعات الجولان السورية المحتلة، مؤكداً أن وعد الرئيس الأمريكي بمنح الجولان لدولة العدوان الصهيوني يشبه “وعد بلفور” الذي منح هذا الكيان المغتصب المسمى بـ”إسرائيل” أرض فلسطين في مناخ عربي متواطئ، واصفاً ما حدث بأنه وعد أعطى فيه ترمب ما لا يملك لمن لا يستحق.
وطالب الحزب -الذي تلاحقه السلطات المصرية حالياً ولديه أعضاء رهن الحبس الاحتياطي- الأنظمة العربية والمجتمع الدولي بالتحرك الجاد لمواجهة نظام البلطجة الأمريكية التي تنافي قرارات الشرعية الدولية التي اعتبرت الجولان السورية أرضاً تحت الاحتلال، كما يطالب الجامعة العربية باتخاذ قرار بعودة سورية العروبة إلى أحضان الجامعة العربية فوراً ودون إبطاء.
من جانبه، طالب المرشح الرئاسي المصري الأسبق عمرو موسى القمة العربية المنعقدة الأسبوع القادم في تونس بأن تتخذ موقفاً واضحاً إزاء موقف الولايات المتحدة من الجولان السوري، واقترح التشاور مع سورية فورياً، وبصرف النظر عن وضع العلاقات الحالي، والتنسيق مع حكومتها بشأن الذهاب إلى مجلس الأمن لحفظ حقوق سورية العربية في أرضها المحتلة.
وأوضح أن الحكومة السورية في وضع قد لا يمكنها من حرية الحركة الدولية، وتحتاج إلى دعم عربي في هذا الإطار خاصة في موضوع الجولان، ومن هنا يمكن للدور العربي أن يستأنف نشاطه في المسألة السورية.