نقلت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية تصريحات لرئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو قال فيها، إن تل أبيب تستعد لحملة عسكرية واسعة ضد حماس، مؤكدًا: “لكن علينا أن نتذكر أنه كما سنحقق أهدافا هناك ثمن علينا دفعه”.
وقد أعرب نتنياهو عن استعداده للوصول إلى تفاهمات كاملة مع “حماس”.
تصريحات “نتنياهو” جاءت بعد تصاعد العمليات الفدائية ضد جنود الاحتلال والتي كان آخرها عملية “غوش عتصيون”، التي قتل فيها جندي “إسرائيلي” فيما لم تتمكن قوات الاحتلال من القبض على منفذ العملية حتى الآن.
تصريح أمني
وحول دلالة التصريحات من حيث التوقيت والرسائل التي يتضمنها، قال أحمد الحيلة؛ الباحث المتخصص في شؤون الشرق الأوسط في حديثه لـ “قدس برس”، إن نتنياهو كان معنيًا بهذا التصريح خاصة أنه بدا وكأنه تصريح أمني في لغة تصعيدية ضد الفلسطينيين وضد حركة حماس وقطاع غزة.
وأضاف الحيلة: “في تقديري أن ما دفعه لهذا التصريح مسألتان، الأولى متعلقة بارتفاع نسبي في وتيرة التصعيد الأمني في الضفة الغربية وإن كان يأتي في سياق عمليات فردية ولكنها نوعية كعملية أحمد جرار في يناير 2018 وأشرف نعالوة في سلفيت وعمر أبو ليلى في سلفيت أيضا ومؤخرًا عملية غوش عتصيون”.
ونوه إلى أن مقتل جندي عتصيون على بعد 50 مترًا من برج مراقبة للعدو “أدى إلى اهتزاز في صورة قبضة المؤسسة الأمنية في الضفة الغربية”.
وأكد أن تصريح نتنياهو يأتي في إطار التغطية على ما يجري في الضفة الغربية وفي محاولة لحرف الأنظار باتجاه غزة من خلال تصريحات تصعيدية.
توظيف إعلامي
وأوضح أن المسألة الثانية التي تعتبر دافعًا لهذ التصريح أن كيان الاحتلال مقبل على انتخابات برلمانية في سبتمبر القادم “وكلنا يعلم أن المجتمع الصهيوني مجتمع يذهب إلى التطرف”.
واستدرك: “وبالتالي كل المرشحين للانتخابات أحد أدواتهم والوسائل لإبراز صورة المرشح بمظهر الصقر من خلال إطلاق جملة من التصريحات النارية على صيغة تهديدات بالاجتياح أو إعلان حرب أو ضرب عدة مناطق في الضفة وغزة”.
وذكر أن تصريح نتنياهو يأتي في سياق توظيف إعلامي في حملة انتخابية.
واستبعد الحيلة اندلاع مواجهة بين حماس والاحتلال في المنظور القريب. معتبرًا أن أي خطأ في حسابات نتنياهو ستنعكس سلبًا على مستقبله وبالتالي قد ينهار ويسقط في الانتخابات ويتعرض لحملة قضائية شعواء وفتح ملف الفساد الذي يحاول أن يهرب منه من خلال الحصانة كرئيس وزراء.
وأردف: “وبالتالي إن سقط نتنياهو في الانتخابات فستكون الضربة القاضية التي ستوجه له كما حدث في تجارب سابقة لقادة الاحتلال، كما حدث مع ليبرمان”.
وتابع: “في تقديري هذا التصعيد، خطابي لا يرقى إلى مستوى التصعيد العسكري الميداني”.
وعن نية نتنياهو تشكيل حكومة من اليمين المتطرف، رأى “الحيلة” أن ذلك يعكس طبيعة نتنياهو المتطرفة وطبيعة التحالفات السياسية المتطرفة والمجتمع الذي يجنح بشكل عام لليمين.
وأضاف: “من السابق لأوانه الربط بين تشكيل الحكومة المتطرفة وتهديدات غزة، لأن تشكيل هكذا حكومة هو تحصيل حاصل لطبيعة المكونات السياسية”.
ووصف إقرار نتنياهو بأن على الاحتلال أن يدفع ثمنًا مقابل أي عدوان على غزة، بأنه اعتراف منطقي لأن كل التجارب التي خاضها مع حماس والمقاومة في غزة دلت على أن زمن الحروب والاجتياحات أو المواجهة دون دفع ثمن قد ولت.
واستطرد: “أعتقد أن هذه المسألة إضافة لكونها تعبر عن موضوعية القراءة فهي تخدم نتنياهو في مواجهة الرأي العام ومن هم أشد تطرفًا، والذين قد يتهمونه بالتردد والخشية من مواجهة حماس والمقاومة الفلسطينية”.
وأوضح “الحيلة” أن ما قصده نتنياهو بالتفاهمات الكاملة مع حماس “كان الهدف منه توجيه رسالة للرأي العام الصهيوني الداخلي في ظل وجود ملف أسرى جنود لدى المقاومة الفلسطينية”.
واستدرك: “لذلك فهو معني بين يدي الانتخابات أيضًا أن يقول للرأي العام الذي سينتخب الشهر القادم إنه مستعد للوصول لهذه التفاهمات مع حماس ويأتي في سياقها ملف تبادل الأسرى”.
وأشار إلى وجود مسألة ثانية لها علاقة في رسالة للمحيط الإقليمي والعالمي فحواها أن “إسرائيل دولة تنشد السلام وأن حصار غزة سببه المقاومة والصواريخ واستهداف المدن (الإسرائيلية) بحسب الرؤية الصهيونية”.
وأكد أن حماس جاهزة لصد أي عدوان وهذا قياسًا على التجربة والحروب التي خاضتها المقاومة “التي تمتعت بتطوير قدراتها الذاتية وتمتعت بحاضنة شعبية واسعة تلتف حولها في قطاع غزة والضفة الغربية”.
ورجح قدرة المقاومة الفلسطينية على إفشال أي عدوان قادم استنادًا إلى تطور وقدرات وإمكانات المقاومة والخبرات المتراكمة والرأي العام للجمهور الفلسطيني حول المقاومة.