أكد الرئيسان العراقي برهم صالح، والفرنسي إيمانويل ماكرون، اليوم السبت، ضرورة عدم تحويل العراق إلى ساحة صراع بين الأطراف المتنازعة في الأزمات الدولية.
جاء ذلك خلال مكالمة هاتفية تلقاها صالح من نظيره الفرنسي، وفق بيان صادر عن الرئاسة العراقية، اطلعت عليه “الأناضول”.
وقال البيان: إن الجانبين تبادلا وجهات النظر بشأن التطورات المتسارعة في البلاد والمنطقة.
وأعرب صالح عن تقدير العراق للمساندة التي يقدمها الأصدقاء كطرف أساسي يدعم ضرورات الاستقرار في المنطقة.
وأكد حرص بلاده على أن تكون عامل استقرار وتوافق في المنطقة والعالم، وعدم السماح بامتداد الصراع إلى أراضيها أو تحولها إلى ساحة للخلافات.
وشدد الرئيس العراقي على أن حماية سيادة بلاده واستكمال النصر ضد “الإرهاب”، وإعادة الإعمار تمثل أولوية للعراق والمجتمع الدولي.
بدوره، أكد الرئيس الفرنسي حرص بلاده على استقرار العراق وسيادته وسلامة أراضيه، مبينًا أن استقرار الشرق الأوسط يتطلب العمل من أجل تجنيب العراق تداعيات الأزمات الدولية والإقليمية.
وأضاف أن على الجميع العمل لمنع تحويل العراق إلى ساحة صراع بين الأطراف المتنازعة في الأزمات الدولية، ومواصلة الشركاء دعم الدولة العراقية ومؤسساتها لحفظ الأمن والسيادة، وفق ما ورد في البيان ذاته.
ويأتي الاتصال غداة مقتل قائد “فيلق القدس” الإيراني قاسم سليماني، والقيادي البارز في “الحشد الشعبي” العراقي أبو مهدي المهندس، إلى جانب 8 من قادة الحرس الثوري الإيراني والحشد العراقي في غارة أمريكية قرب مطار بغداد، الجمعة.
ويشكل هذا التطور تصعيداً كبيراً بين الولايات المتحدة وإيران، وهما حليفان وثيقان لبغداد، وسط مخاوف واسعة في العراق من تحول البلد إلى ساحة صراع بين واشنطن وطهران.
واعتبرت واشنطن أن قتل سليماني يأتي في إطار الدفاع عن النفس، وقالت: إن الأخير كان يخطط لشن هجمات وشيكة على مصالح أمريكية في المنطقة.
وجاءت الغارة الأمريكية إثر محاولة مئات من مقاتلي “الحشد الشعبي” وأنصارهم اقتحام سفارة واشنطن ببغداد الثلاثاء والأربعاء، خلال احتجاجات على القصف الأمريكي لكتائب “حزب الله” العراقي المقرب من إيران، الأحد، ما أدى إلى مقتل 28 مقاتلاً وإصابة 48 آخرين بجروح في محافظة الأنبار.
ويتهم مسؤولون أمريكيون إيران، عبر وكلائها من الفصائل الشيعية العراقية، بشن هجمات صاروخية ضد قواعد عسكرية تستضيف جنوداً ودبلوماسيين أمريكيين في العراق، وهو ما تنفيه طهران.