سلطنة عمان تحذر من كثرة السفن العسكرية في مضيق “هرمز”
تصريح لوزير الخارجية العماني يوسف بن علوي على هامش مؤتمر ميونيخ للأمن
إسطنبول/ الأناضول
حذر وزير الخارجية العماني، يوسف بن علوي، الأحد، من أن تواجد السفن العسكرية بكثرة في مضيق هرمز ربما يؤدي إلى “زيادة في حدة التوتر بالمنطقة”.
جاء ذلك خلال جلسة خُصصت لبحث التوتر في منطقة الخليج العربي، على هامش مؤتمر ميونيخ للأمن، الذي يختتم أعماله الأحد، بعد 3 أيام من عقده بمشاركة 30 رئيس دولة وحكومة، و70 من وزراء الداخلية والخارجية، وفق وكالة العمانية الرسمية للأنباء.
وقال بن علوي إن “تواجد السفن العسكرية بكثرة في مضيق هرمز ربما يؤدي إلى حدوث أخطاء وزيادة في حدة التوتر بالمنطقة”.
وتشهد منطقة الشرق الأوسط، منذ أشهر، توترات بين إيران من جهة، والولايات المتحدة الأمريكية ودول إقليمية حليفها لها، في مقدمتها السعودية، من جهة أخرى، على خلفية ملفات عديدة.
ومن هذه الملفات حرية الملاحة في مضيق هرمز، وأمن منشآت الطاقة في الخليج، والبرنامج النووي الإيراني، فضلًا عن اغتيال قائد “فيلق القدس” الإيراني، قاسم سليمان، في غارة جوية أمريكية بالعراق، في 3 يناير/كانون الثاني الماضي.
وأضاف بن علوي: “لدى البعض الحق في الشعور بالقلق من تصعيد التوتر في المنطقة”.
لكنه استبعد حدوث أية مواجهة عسكرية حاليًا، مشددًا على أن بلاده تعمل على خفض حدة التوتر في منطقة الخليج العربي.
وتابع: “نتواصل مع الولايات المتحدة وإيران في إطار علاقاتنا مع البلدين، لدينا شعور بأن هناك إمكانية للحوار بينهما”.
ووصف إيران بأنها “دولة كبيرة وجارة”، و”إذا عملنا على تنظيم مصالحنا لربما أعطانا ذلك شعورًا بالسلم”.
واتهمت واشنطن وعواصم خليجية، وخاصة الرياض، مرارًا، طهران باستهداف سفن ومنشآت نفطية خليجية، وبتهديد الملاحة البحرية في مضيق هرمز، وهو ما نفته إيران، وعرضت توقيع اتفاقية “عدم اعتداء” مع دول الخليج.
ومضيق هرمز من أهم الممرات المائية الاستراتيجية في العالم لتجارة النفط، وتأمين الملاحة فيه من أكثر المسائل حساسية؛ بسبب مرور خمس شحنات النفط المتداولة في العالم عبر هذا المضيق، في ظل توترات بين الدول المطلة عليه.
وأعلنت وزارة الدفاع الكورية الجنوبية، نهاية يناير/ كانون الثاني الماضي، عزمها إرسال قوات ومدمرة إلى مضيق هرمز؛ بهدف حماية سفنها التجارية، التي تمر عبر هذا المضيق.
كما أعلنت بريطانيا، في أغسطس/ آب الماضي، الانضمام إلى مهمة بحرية أمنية دولية، بقيادة الولايات المتحدة، لحماية السفن التجارية التي تعبر مضيق هرمز.
قال الوزير العماني المسؤول عن الشؤون الخارجية يوسف بن علوي بن عبد الله إن خطر اندلاع مواجهة عسكرية في مضيق هرمز أكبر مقارنة بأي مكان آخر بمنطقة الخليج وهو ما يرجع جزئيا إلى العدد المتزايد من السفن الحربية الآتية من دول مختلفة والتي تؤمنه.
ويعبر بالممر المائي الواقع بين إيران وسلطنة عمان، والذي يبلغ عرضه عند أضيق نقطة 33 كيلومترا، نحو 30 بالمئة من جميع شحنات النفط الخام وغيره من المشتقات النفطية السائلة التي يتم الإتجار بها بحرا.
ودفع الخلاف بين إيران والغرب عدة دول لإرسال مجموعات عمل حربية لحماية الشحن هناك، وألقت واشنطن بالمسؤولية على طهران في هجمات على سفن تجارية دولية في المنطقة أو بالقرب منها، وهو ما تنفيه الجمهورية الإسلامية.
وقال الوزير العماني في وقت متأخر من مساء يوم السبت خلال مؤتمر ميونيخ للأمن ”هناك الكثير من السفن الحربية في (منطقة) هرمز ومبعث قلقنا هو أن خطأ قد يحدث“.
وأضاف أن هذا يجعل المنطقة نقطة الاشتعال الأخطر في الخليج في الشهور المقبلة.
ولا تستطيع إيران من الناحية القانونية إغلاق الممر المائي بشكل أحادي لأن جزءا منه يقع بالمياه الإقليمية العمانية. لكن السفن التي تمر فيه تبحر في المياه الإيرانية التي تتبع مسؤولية بحرية الحرس الثوري الإيراني.
وهددت طهران أيضا بأعمال انتقامية على مقتل القائد العسكري البارز قاسم سليماني في ضربة أمريكية بطائرة مسيرة، إلا أن محللين في المنطقة قالوا إن ذلك لن يشمل تدخلا في المضيق على الأرجح.
وتقود واشنطن، التي قررت في 2018 الانسحاب من الاتفاق النووي الدولي مع إيران وعاودت فرض عقوبات عليها، مهمة بحرية لحماية ناقلات النفط وسفن الشحن تشمل بريطانيا.
وتقود فرنسا مهمة أوروبية منفصلة، وأرسلت اليابان وروسيا وكوريا الجنوبية والصين أيضا قطعا بحرية إلى المنطقة.
وتكرر وقوع مواجهات بين الحرس الثوري الإيراني والجيش الأمريكي في الخليج خلال السنوات القليلة الماضية. وقال مسؤولون أمريكيون إن إغلاق المضيق سيكون بمثابة تجاوز ”خط أحمر“ وإن الولايات المتحدة ستتحرك عندها لإعادة فتحه.
وقال وزير الخارجية الكويتي الشيخ أحمد ناصر المحمد الصباح في نفس المؤتمر إن المنفذ الوحيد ”للكويت والبحرين وقطر هو مضيق هرمز وإذا أُغلق فسنكون جميعا في مشكلة ولذلك فإن من المهم مواصلة تأمين الملاحة البحرية“.