لم يكد يمضي 48 ساعة على اعلان الأجهزة الأمنية في ألمانيا القبض على مجموعة يمينية متطرفة كانت تخطط لتنفيذ هجمات واسعة النطاق ضد المساجد والمسلمين والأجانب في ألمانيا حتى تم تنفيذ عمليتين ارهابيتين على يد يميني ألماني متطرف بحق أجانب في ألمانيا أدت لسقوط 11 قتيلا.
المتطرف اليميني ويدعى توبياز (43 عاما) قام باقتحام مقهيين يرتادهما الأجانب في مدينة هاناو قرب مدينة فرانكفورت ليوقع في الهجوم المسلح المزدوج العديد من الضحايا قبل أن تجده الشرطة مقتولا في منزله في حي كيسيلشتات في هاناو، وبجواره جثة والدته والتي تعتقد الشرطة أنه قتلها أيضا قبل أن يقتل نفسه.
صحيفة بيلد الألمانية والتي نشرت تقارير مفصلة عن الحادث بينت أن منفذ العملية قام بالتوجه إلى مكان الجريمة الأول في وسط مدينة هاناو ليقتحم المقهى ويطلق النار على مرتاديه ويقع قتلى وجرحى ثم انطلق بسيارة إلى المقهى الآخر للمدخنين ويطلق النار في الداخل ليوقع المزيد من القتلى هناك قبل أن يهرب، وبينت الصحيفة أن غالبية الضحايا هم من الجاليتين الكردية والتركية داخل ألمانيا. صحيفة فيلت نشرت مستشهدة بأقوال شهود عيان أن الجاني أطلق النار أولاً على ثلاثة ضيوف أتراك كانوا يتناولون الوجبات السريعة، ثم النادل التركي.. ثم قتل بعدها شخصا يبلغ من العمر 20 عامًا، وهو بوسني يبلغ من العمر 20 عامًا ونادلة بولندية في حانة الشيشة “Arena”.
الشرطة الألمانية أعلنت عبر موقعها على مواقع التواصل الاجتماعي بينت أن مخبريها وبعض شهود العيان تمكنوا من تحديد موقع منزل الفاعل، حيث توجهت قوة كوماندوز خاصة واقتحمت المنزل، لتجد جثة منفذ الحادث الإرهابي مقتولا داخل المنزل وبجواره جثة والدته. وتبحث الشرطة عن مساعدين محتملين. الشرطة وجدت رسالة مكتوبة تحتوي على كلام معاديا للأجانب. فيما أكد وزير داخلية ولاية بافاريا الألمانية، يواخيم هيرمان، أن جريمتي هاناو اللتين وقعتا الأربعاء ذاتا خلفية يمينية متطرفة، وقال إن الألماني البالغ من العمر 43 عاما، “أطلق النار على أشخاص أغلبهم من خارج ألمانيا”. وشدد الوزير المحلي على ضرورة الاعتقاد بأن الجريمة “ذات دوافع أصولية يمينية معادية للأجانب”، كما دعا هيرمان إلى ضرورة حماية مواكب الكرنفال والاحتفالات التي تنطلق في العديد من الولايات الألمانية اليوم والتي تستمر لمدة ستة أيام خشية من تنفيذ عمليات مسلحة أيضا.
ووفقا لصحيفة بيلد الألمانية فقد ترك الجاني رسالة من 24 صفحة ومقاطع فيديو، حيث يوضح توبياز عن أهمية تخليص ألمانيا من الأجانب وعن الحاجة إلى تدمير بعض الجاليات التي لم يعد يتسنى طردها من ألمانيا، وتحدث الإرهابي الألماني عن الحاجة إلى منظمات سرية من أجل تحقيق هذه الأهداف ومن وجود نظريات مؤامرة بحق ألمانيا والشعب الألماني من قبل جهات خارجية، كما عبر عن شعوره بالاضطهاد والتمييز في بلده. الشرطة الألمانية قامت أيضا بمصادرة السيارة التي تعود للجاني والذي يعتقد أنه قادها أثناء تنفيذ الهجوم المسلح المزدوج، وذلك لخشية الأجهزة الأمنية من احتوائها على متفجرات.
من جهتها نددت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل في خطاب خاص من برلين ما وصفته “بالسم” المتمثل في العنصرية بعد عمليتي إطلاق النار في هاناو، وربطتها بمقتل السياسي الألمانية فالتر لوبكه والذي قتل على أيدي اليمين المتطرف لدعمه اللاجئين. وتوعدت ميركل اليمين المتطرف وقالت إن الأجهزة الألمانية لن تسمح بهذه الأمور في البلاد، وبأن المانيا لا تفرق في عرق أو دين مواطنيها. موضحة أنه يوم حزين جدا في ألمانيا، وأنا أفكر الآن بعائلات الضحايا وأنقل لهم تعازي الحارة.
كما أعربت وزيرة العدل الألمانية كريستيانه لامبرشت عن تعاطفها مع ذوي ضحايا حادثي إطلاق النار في مدينة هاناو غربي ألمانيا. وقال لامبرشت الخميس: “إنه لأمر مروع كم الأشخاص الذين قتلوا هناك بلا جدوى… يتعين علينا استيضاح خلفيات الحادث بشكل أساسي وفعل كل شيء من أجل منع مثل هذه الجرائم مستقبلا”.
الصدمة عمت ألمانيا، وأعرب العديد من المواطنين الألمان تضامنهم مع عائلات القتلى وتم اشعال الشموع على أرواح الضحايا في موقعي الجريمة. كما أعلنت بلدية ميونخ عن الغائها الاحتفالات الخاصة بالكرنفال الخميس حدادا على ضحايا الحادث الإرهابي، فيما قررت أندية كل من اينتراخت فرانكفورت وباير ليفركوزن وفولفسبورغ أن يضع لاعبو مباريات أنديتهم ضمن مباريات دوري أوروبا الخميس شريطا أسودا على يدهم دلالة على الحداد.