النفاق صفة ذميمة تخص الإنسان المنافق سواء كان هذا الإنسان من العوام أو من المسؤولين أو ممن يشار إليهم دعاة وعلماء أو ما شابه؛ فلذلك.. أقول بالعنوان أعلاه “المنافق هو الأخطر”.
لا شك دائماً نتساءل لماذا القرآن العظيم حذر من المنافقين بشكل مضطرد وكثير، وتوعدهم الله في كتابه أنهم في الدرك الأسفل من النار.
نعم أيها القارئ الكريم؛ النفاق من أسوأ الأخلاق ومن أكبر الذنوب والكبائر؛ بل هو أكبر من الشرك؛ فهو يجمع بين الشرك والكذب، وتدمير الثقة في صفوف المسلمين، وهدم مبادئهم دون أن يشعر الشارع المسلم بذلك، فلذلك.. كان المنافق في الدرك الأسفل من النار، قال تعالى في كتابه العظيم: ” إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار ولن تجد لهم نصيراً “.
نعم أيها القارئ الكريم؛ في الدرك الأسفل من النار هم والمشركين معا إلا أن المنافق في الدرك الأسفل؛ أي.. أكثر جرماً فيستحق العذاب الأكبر؛ وكلاهما جمعهما الله تعالى في النار ” المنافق والمشرك ” قال تعالى: ” إن الله جامع المنافقين والكافرين في جهنم جميعاً “.
والمنافق إذا كان يحمل المعلومة أو العلم لا شك هو الأخطر على الأمة وهو الأكثر هدماً ودماراً لها.
والنفاق أنواع؛ هناك ” النفاق العملي ” كما وصفه أهل العلم والاختصاص، وهو من أكبر الذنوب إلا أنه ليس مخلداً في النار، وهو المنافق الذي يخالف قوله فعله والكذب هو محور حياته. وهناك “النفاق الاعتقادي” وهو الذي يخلد صاحبه في النار وفي الدرك الأسفل منها.. نعم.. في الدرك الأسفل؛ فهو الأعظم خطراً على الأمة، ولدينا شواهد كثيرة على ذلك وأثرها السلبي والخطير على الأمة على مر التاريخ وحتى اليوم ندفع ثمن أفعالهم رغم مرور الزمن عليهم، وذلك مثل ابن سبأ والديصاني وأمثالهم في التاريخ، ومن أمثال أتاتورك أيضاً؛ وما فعله في الأمة، وعمله الخبيث من أجل إسقاط الخلافة العثمانية، وما خلّفه بعد أن استتب له الأمر، وكشر عن أنيابه وحقيقته فلذلك.. المنافق هو في الدرك الأسفل من النار لأنه هو الأخطر، وأفعاله تتغلغل في الأمة دون أن تشعر الأمة بخطورتها حتى تكون أمراً واقعاً!
أتاتورك خادع الأمة؛ بل خدع حتى مثقفيها كما خدع أمير الشعراء شوقي فمدحه ثم ندم على هذا المديح يرحمه الله تعالى.
وهذا النفاق أخطر الناس فيه هم أهل الاختصاص، وخصوصاً أهل الاختصاص الشرعي حينما يجامل هذا المتخصص ويتنازل من أجل كرسي، أو من أجل منصب، ساع لمصلحة من أجلها يتنازل عن حقيقة لأجل المصالح أو لأي سبب من الأسباب، وهؤلاء وبخهم الله تعالى بألفاظ شديدة؛ قال الله تعالى فيهم وهم من اليهود أول من بدأ بهذا الخُلق؛ فقال الله تعالى فيهم: ” مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفاراً بئس مثل القوم الذين كذبوا بآيات الله والله لا يهدي القوم الظالمين ” وهو مثل ضربه الله تعالى لعدم العمل في ما بين أيدي اليهود من علم في التوراة.
وأيضاً يقول الله تعالى في نفس النوعية: ” ولو شئنا لرفعناه بها ولكنه أخلد إلى الأرض واتبع هواه فمثله كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث ذلك مثل القوم الذين كذبوا بآياتنا فاقصص القصص لعلهم يتفكرون “.
وهؤلاء هم الأخطر على الأمة كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” أخْوَفُ ما أخافُ على أُمَّتِي كلُّ مُنافِقٍ علِيمِ اللسانِ”.
ــــــــــــــ
(*) إعلامي كويتي.