وعدناكم في المقال السابق أننا سنبدأ في المقال القادم بعرض أسماء بعض من دون السنة أو أشهر من دونها قبل البخاري بمائة سنة أو أكثر، وها نحن نفي بما وعدناكم بفضل الله تعالى، وها هي أسماؤهم أو أسماء أشهرهم يرحمهم الله جميعاً:
1- ابن جريج المتوفى سنة 150هـ/ مكة.
2- ابن إسحاق المتوفى سنة 151هـ/ المدينة.
3- هشيم المتوفى سنة 154هـ/ العراق.
4- معمر المتوفى سنة 154هـ/ اليمن.
5- سعيد بن أبي عروبة المتوفى سنة 156هـ/ المدينة.
6- الأوزاعي المتوفى سنة 157هـ/ الشام.
7- ابن صبيح المتوفى سنة 160هـ/ المدينة.
8- شعبة المتوفى سنة 160هـ/ الكوفة.
9- الثوري المتوفى سنة 161هـ/ الكوفة.
10- حماد بن سلمة المتوفى سنة 167هـ/ البصرة.
11- ابن سعد المتوفى سنة 175هـ/ مصر.
12- الإمام مالك المتوفى سنة 179هـ/ المدينة.
13- ابن المبارك المتوفى سنة 181هـ/ خراسان.
14- جرير بن عبدالحميد المتوفى سنة 188هـ/ الري.
15- عبدالله بن وهب المتوفى سنة 197هـ/ مصر.
هؤلاء بعض ممن كتب السُّنة ودونها مسندة مبكراً بعد جيل الصحابة، وهؤلاء جميعهم في القرون التي أشار إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم: “خير القرون قرني ثم الذين يلونهم.. الحديث”.
أما الإمام البخاري فولد عام 194هـ في بخارى، ومن أهم مشايخه أحمد بن حنبل، ويحيى بن معين، وإسحاق بن معين، وتوفي البخاري يرحمه الله تعالى سنة 256هـ.
للعلم، تدوين السُّنة حتى أطفال المدارس الصغار يدركون أن السُّنة النبوية كتابتها بدأت مبكرة، وإنما نهي رسول الله صلى الله عليه وسلم من الكتابة في فترة وعدم إطلاق الكتابة خوفاً منه على القرآن الكريم، وهذا أمر نعتبره داخلاً في معنى قوله تعالى: (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) (الحجر: 9).
ومن المؤكد أن السُّنة دونت حتى في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وبشكل عفوي، وبشكل رسمي أيضاً، أما نهيه بداية لخوفه من الخلط بينها وبين كتاب الله تعالى، ولعدم أخذ الكتابة رسمياً كما اتخذت كتابة المصحف رسمياً، ولا يمنع مع وجود النهي الرسمي، أن هناك من يكتب لنفسه، وهناك أيضاً الكتب الرسمية بأمره صلى الله عليه وسلم مثل رسائله للناس وللملوك، وكتابة دستور المدينة، ولا شك هناك من التدوين الرسمي ما يخص دستور المدينة، وكتابه عليه الصلاة والسلام لأهل حضرموت وإلى أهل اليمن، وكتبه إلى الملوك والعظماء، وكتاب مواد صلح الحديبية وكتابه لمسيلمة الكذاب، وكتب الصدقات والمراسلات والكتب الرسمية.
ولا شك كان بعض الصحابة يدونها لشخصه مثل سعد بن عبادة وغيره، والأحداث كثيرة التي تدل على التدوين في عهده صلى الله عليه وسلم.
أقول لهؤلاء الذين يشككون بصحة التدوين: وُجدت الكتابة التي تبين حياة الفراعنة والروم والإغريق والبابليين والفينيقيين وغيرهم، والحضارات السابقة قبل الإسلام بآلاف السنين، واعترف بصحتها وصحة المعلومات التي فيها العالم المتحضر، واعتمد ما تحمله هذه الكتابات والمخطوطات، إنها تروي حقيقة وأحداث حقب تاريخية يعتمد عليها بالتاريخ وتدوين الحدث وتأكيد إثباته من خلالها، وما وجدنا منكم ناعقاً يشكك في صحتها ويدعي أنها مزورة؛ بل نعلم أنكم تعتقدون أن من يكذبها ناقص عقل وعلم! والكل منكم يتشرف ويتباهى في فرعون وتاريخه، وصدق المكتوب عنه في تلك الآثار والمخطوطات! وتجعلونها مرجعاً لكم تلك الكتابات والمدونات لتأكيد علومكم ورفعة ثقافتكم، ولكن في الإسلام والكتاب والسُّنة بالذات نجد الأمور تختلف، وكأن التزوير والخطأ والنسيان والانقلاب على العقب ما خلق إلا لأمة الإسلام، وبالأخص عهد الصحابة والتابعين، فهنيئاً لكم بفرعون ونمرود وهامان وأمثالهم من طواغيت الأكاسرة والقياصرة والتبع.
أما النهي الذي تتشدق وتتحجج به هذه المجموعة التي لا تخدّم إلا على العلمانية وبقايا الشيوعية المتدثرين في عباءة الليبرالية بعد سقوط صنمهم الأحمر، فنرد عليهم بقول د. السباعي يرحمه الله تعالى حيث يقول: “واعتقد أنه ليس هناك تعارض حقيقي بين أحاديث النهي وأحاديث الإذن، إذا فهمنا النهي على أنه نهي عن التدوين الرسمي كما يدون القرآن، وأما الإذن فهو سماح بتدوين النصوص من السُّنة لظروف وملابسات خاصة، أو سماح لبعض الصحابة الذين كانوا يكتبون السُّنة لأنفسهم”.
[اجمعها مع البقية ففيها معلومة متكاملة بإذن الله تعالى]
_____________________
(*) إعلامي كويتي.