الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، تحية إجلال واحترام أبرقها حباً ووفاءً وامتناناً لدولة الكويت حكومةً، ومجلس أمة، وشعباً، من مقيم على أرضها جاءها من أردن الكرامة والنشامى تلبية لنداء التربية والتعليم، ليساهم في بناء جيل عربي مسلم متسلح بسلاح العلم، والأخلاق، والأدب، في كويت العدالة، والحرية، والإنسانية.
أقول وبالله التوفيق، نحيي بداية كل الإجراءات الصحية والحكومية التي اتخذتها دولة الكويت الحبيبة حرصاً على سلامة ساكنيها مواطنين ووافدين، وحفاظاً على أرواحهم وصحتهم، وقد كنا سكان منطقة المهبولة في محافظة الأحمدي تحديداً من أكثر الناس وأولهم التزاماً، وترحيباً بكل القرارات التي تم اتخاذها من حظر جزئي، وعزل مناطقي، وحظر كلي، ومنع للتجول، والتزام بارتداء الكمامات والقفازات وغيرها، والالتزام بالتباعد الاجتماعي بين أهلها، وكنا من أكثر المناطق هدوءاً، ولم تسجل علينا مخالفة تذكر، أو احتجاج، أو اضطراب، أو أي مشكلات أخرى إيماناً منا بوجوب الالتزام والانسجام مع كل القرارات الرشيدة التي اتخذتها الحكومة الكويتية لحماية الجميع، وتجنب مخاطر الوباء وانتشاره مشكورة مأجورة.
لكن من حقنا في الوقت ذاته ونحن نخاطب المسؤولين في هذا البلد الطيب بأخوة الإسلام، والعروبة، والإنسانية، التي تجمعنا بهم، وبأبناء الشعب الكويتي المسلم العربي الأصيل، أن نتساءل عن مبررات استمرار عزل منطقتنا بعد 80 يوماً متواصلاً من العزل المناطقي الصعب، الذي ألقى بظلاله القاسية على جميع القاطنين في هذه المنطقة مواطنين ووافدين، عرباً وأجانب، فمنا من فقد وظيفته بسبب الانقطاع الطويل عن العمل، ومنا من لم يتسلم راتبه منذ 4 شهور، ومنا من لم يتمكن من دفع أجرة بيته، ومنا من لا يجد قوت يومه، ولم يعد له أي مصدر رزق فهو عامل بنظام المياومة، ونعاني حتى من إمكانية إصلاح الأجهزة الكهربائية الأساسية الضرورية في البيت بسبب عدم إمكانية وصول مصلحين أو شركات كافلة، فضلاً عن الضيق الشديد للأسر والأطفال جراء الجلسة الطويلة الدائمة المستمرة في بيت صغير جداً، وفي منطقة ليس فيها حتى مجرد ساحة مشجرة –ولا أقول حديقة– يمكن للأطفال أن يمارسوا فيها اللعب الآمن بإشراف والديهم، ولذا نقول: ما مبررات العزل الخانق الذي قارب 3 شهور متتالية رغم عدم وجود إصابات في المهبولة منذ أكثر من 10 أيام متواصلة وفق تقارير وزارة الصحة الرسمية التي تعلنها يومياً؟! ورغم المؤشرات الإحصائية التي تشير بوضوح إلى تدني نسبة الإصابات في منطقتنا مقارنة ببقية المناطق؟!
ولذا، فإني كمقيم على أرض هذا البلد المبارك الطيب بحكومته، وشعبه، ومؤسساته الحكومية، والشعبية، أناشد الحكومة الكويتية عامة، ووزارة الصحة خاصة، إعادة النظر في قرار استمرار العزل علينا، والنظر بعين الاعتبار إلى المعاناة والضيق والضنك الذي تحمله ويتحمله سكان المهبولة جميعاً بلا استثناء، وإنهاء هذا العزل بناء على التقارير والإحصائيات الصحية الرسمية، كما أناشد أعضاء مجلس الأمة الكويتي باسم أخوة الإسلام، والعروبة، والإنسانية، التي تجمعنا بهم أن يطرحوا موضوعنا للنقاش تحت قبة مجلسهم الموقر، دفاعاً عن العدل والإحسان في التعامل مع جميع بني الإنسان، الذي أمرنا الله به في كتابه العزيز بقوله تعالى: (إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِالْعَدْلِ إِنَّ اللّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ سَمِيعاً بَصِيراً) (النساء: 58).
حفظ الله الكويت، وجنبها شر الداء والوباء والبلاء، ومتعها وأمتنا العربية والإسلامية بموفور الصحة والعافية، ودوام الأمن والإيمان، والسلامة والإسلام.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
__________________________
(*) أردني مقيم بالكويت.