التغريب نسخة شبه سلمية من الاستعمار الغربي، حيث تصمت قعقعة السلاح وتتوقف الوحشية الغربية مؤقتاً، لتقوم الطلائع الأوروبية الناعمة والوكلاء المحليون الخشنون بالدور الاحتلالي المطلوب في إخضاع السكان العرب والمسلمين لثقافة الغرب الهمجية والاستسلام لفكره وإرادته، والدفاع عن جرائمه ومخططاته، فالتغريب ليس مجرد ارتداء القميص والسروال والسترة الأوروبية، أو استخدام الشوكة والسكين عند تناول الطعام، وتناول المشروبات المحرمة، ومراقصة النساء للرجال في الحفلات، ولكنه أعمق من ذلك؛ إنه تشرُّب الروح الغربية الوثنية المعادية للإسلام والأخلاق والإنسانية، وإن تزيّت بأزياء رقيقة مهذبة.
غاية التغريب بالنسبة للمسلمين أن يتحولوا من دينهم إلى الوثنية الغربية التي تنسى الله الواحد وتعبد المادة والشهوة، وتستنيم إلى الكسل، فليس في منهج التغريب أن يعمل المسلمون وينتجوا ويكتفوا ذاتياً من الغذاء والدواء والسلاح، إن غاية غاياته أن يعيش المسلم متسوّلاً على باب الغرب، ليمنحه عطاء رديئاً أو لا يمنحه شيئاً على الإطلاق.
التغريب هو التبعية المطلقة للغرب في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية كافة، وهي تبعية العبد لسيده الذي يأتمر بأمره، دون أن يستطيع أن يقرر لنفسه شيئاً، والتغريب لا يعلن عن نفسه مباشرة، ولكنه يتسلل تحت شعارات ومصطلحات مراوغة يتقبلها الناس بسهولة، مثل الحرية وتحرير المرأة والتطور والحداثة والعلمانية والتنوير والسلام والعولمة والشركات عابرة القارات..
ينبهر البسطاء بهذه المصطلحات وأمثالها، فيستسلمون لمدلولها السطحي، ويتجاهلون عمقها الخفي الذي يقصده التغريب وصنّاعه، هل هناك أحد يرفض الحرية وتحرير المرأة مثلاً؟ بالطبع لا.. ولكن صناع التغريب يلحّون على الحرية الفردية المنفلتة، وتحرير المرأة من قيود الأسرة والالتزام الديني والخلقي، ليتجاهل الناس حرية الأوطان واستقلالها وقدرتها على بناء نفسها وقوتها وصناعة مستقبلها بيدها وعقلها وفكرها ومصالحها، فتظل محتلة بقوة السلاح أو قوة القروض أو قوة الاحتياج إلى الغير.
الفكر والمرتكز
ترتكز فكرة التغريب على مقولة: إن «الغرب هو مصدر الحضارة»، وهذه المقولة فيها نظر، فالحضارة غير المدنية، المدنية هي الشق المادي للحضارة، ويشمل الآلة والبناء والنظم والصناعة والزراعة والسلاح والاختراع، الحضارة لها شق آخر هو الشق المعنوي الذي يشمل الدين والقيم والأخلاق والتاريخ والتراث والتقاليد.. والغرب لا يقدم شيئاً ذا بال في هذا الشق، حيث يحفظ له الناس فيضاً من العنصرية والوحشية والحروب الدموية الاستئصالية، وقليلاً من التراث الوثني والفنون المعبرة عن الجوع المادي، صحيح أنه يملك الآن أسرار العلم التي ارتكزت على ما أنتجته الحضارات الشرقية من قبل، ولكنه لا يملك الروح الإنسانية التي تجعله بريئاً من الآثام والخطايا التي لا تسقط بالتقادم.
والقضية -من وجهة نظري- لا تكمن في التغريب بقدر ما ترتبط بالاستجابة له، وبقدر مقاومته يتجلى الأمل في المستقبل الطيب القائم على الحرية والكرامة والعدل والاستقرار، ولدينا أمثلة عديدة على عملية المقاومة للتغريب، أكتفي باثنين فقط:
الأول: في اليابان؛ حيث خرجت من الحرب العالمية الثانية مدمرة، ولكنها قررت المقاومة وفقاً لتراثها القديم وهويتها الذاتية، ومن الطريف أنهم كانوا يضربون بها المثل لـ»التأورب» في فترة «مييجي» حين ارتدى الأمير «هيجا شيفو شيمي يوريهيتو» زي البحرية الغربية وفي يده القفازات البيضاء وتبرز الكتفية على كاهليه والأوسمة والقبعة، ويظهر تشابه بين الأمير الياباني والفريق الأول «جون بيتس» في زيه الأمريكي!
عقب الحرب تنازع اليابان تياران؛ أحدهما يؤيد تقليد الغرب تماماً والتخلي عن الهوية والتراث، والآخر يقاوم ويرفض تقليد الغرب، وقد انتصر الفريق المقاوم، الذي اهتم باللغة اليابانية والنظام الملكي والحصول على العلم من المصادر الغربية بكل الوسائل، لدرجة أن بعض علماء اليابان اشتغلوا خدماً لدى بعض العلماء والباحثين في أوروبا ليحصلوا على المعارف الممنوعة.
ومع العزيمة والصبر ومراعاة الأولويات ونبذ الحروب، استطاع اليابانيون أن يناطحوا الغرب وأمريكا اقتصادياً وعلمياً وإدارياً، مع احتفاظهم بهويتهم ولغتهم وتقاليدهم.
المثال الآخر: فلسطين المحتلة؛ حيث استطاع الصهاينة الغزاة أن يقاوموا الذوبان في الغرب مع أنهم جماعات شتى، وثقافة معظمهم في الأصل غربية؛ لأن أكثريتهم جاءت في ثوب الغزاة من أنحاء أوروبا وأمريكا وروسيا (وما حولها من العرق الخزري)، لقد بعثوا لغة ميتة هي العبرية عمرها أربعة آلاف سنة، وجعلوها لغة التخاطب والعلم والثقافة والسياسة والفنون، وأيقظوا العصبية اليهودية، بحيث صارت مرجعاً للتشريع والعمل والسلوك والقتال والتفاوض، وأغدقوا على من يدرس الشريعة اليهودية امتيازات مغرية، والمفارقة أنهم صنعوا من شظايا الأساطير والخرافات تراثاً حضارياً كما يزعمون يواجهون به العالم!
ومن خلال بناء هوية مستقلة، أمكنهم أن يقيموا كياناً قوياً يشبه الكيانات الأوروبية، ولكنه ليس منها لأنه يملك شخصية مختلفة، فهو متقدم علمياً وعسكرياً وسياسياً واقتصادياً، ولكنه يظهر بهويّة يهودية، بينما الآخرون من حوله في وضع المريض الذي يحتاج إلى رثاء حزين!
الغراب والحمامة
الاستجابة على المستوى العربي والإسلامي للتغريب كانت فاجعة، ما يذكّر بالمثل الذي كان يدرس لنا في المرحلة الأولية قبل سبعين عاماً عن الغراب الذي أراد أن يكون حمامة، فلا بقي غراباً يحتفظ بخصائصه، ولا استطاع أن يكون حمامة! لقد نجح الغرب في تصنيع نخب عربية وإسلامية وفق متطلباته، عملت بهمة ونشاط في التفريط بهويتها ودينها ولغتها وتراثها وتقاليدها، وسمحت له أن يتدخل في أدق تفاصيل أمورها ومصائرها ومستقبلها، وأن يرسم لها الطريق الذي يريد هو لا الذي تريد هي، فكانت معرّة العالمين!
مع انتهاء موجة الحرب الصليبية التاسعة بإخفاق «نابليون» في غزو مصر (1798م)، نشطت عملية التغريب في مصر والشام وشمال أفريقيا والخليج بحركة متفاوتة، أسرعها كان في مصر؛ حيث بدت طلائع المستشرقين وإرساليات التبشير (التنصير) تغزو وادي النيل والشام بصورة مكثفة، وتبدأ في التأليف والتحقيق وإنشاء المدارس والمستشفيات والجمعيات الخيرية، وهو ما توافق مع البدء في حركة تفكيك الخلافة العثمانية من خلال الحركات السرية وجمعيات المعارضة والماسونية والأحزاب الشيوعية، وتجنيد الوكلاء المحليين الذين يحملون أسماء إسلامية أو طائفية، وساعدت البعثات إلى أوروبا وانتشار المطبعة والصحافة على حمل معطيات التغريب وعناصره، وبدلاً من الالتفات لبناء الشق المادي في الحضارة ونقل المسلمين من حال الضعف إلى مجال القوة، انغمست النخب في معارك جانبية كان معظمها يصبّ في تدمير الشق المعنوي الذي تملكه الأمة، وفي مقدمته الإسلام للأسف الشديد!
عندما قال الحق تبارك وتعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا) (الحجرات: 13)، فقد جعل التعارف بمعناه الأشمل يتجاوز معرفة الحساب والأنساب، إلى تبادل المنافع والمصالح واكتساب الخبرات، وهو ما عبر عنه الأثر «اطلبوا الحكمة ولو في الصين»؛ فمعنى الحكمة يتسع ليضم كل ما يعود بالفائدة على المسلمين، وليس ما يخرجهم من دينهم وهويتهم، فالآية فيما بعد تشير إلى التفاضل بالتقوى، أي التزام الدين.
ولعل أوضح تطبيق لذلك كان في إنشاء الدواوين في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه تقليداً للنظام الفارسي بعد أن اتسعت الدولة الإسلامية، وتشعبت مصالحها، واحتاجت إلى تنظيم إدارة الدولة (ديوان المال، ديوان الجند، ديوان البريد، ديوان الحسبة..)، لم يجد المسلمون في ذلك غضاضة أو مخالفة لأمور دينهم، ولكن حين تجد من يقول لك: علينا أن نمنح الحرية للواط والدعارة والعلاقة خارج الزواج تأسياً بما يفعله الغرب المتقدم، فهذا نوع من التضليل والتدليس، فالغرب ليس متقدماً في هذا السياق، ثم إنه مخالف للنصوص الإسلامية القطعية الصريحة، والغريب أنك لا تسمع واحداً من هؤلاء يتحدث مثلاً عن كيفية الاكتفاء الذاتي من القمح أو الفول أو الأرز أو اللحوم أو نحوها مما يستوجب العمل والجهد، وقطع الطريق على دول الابتزاز التي يمكن أن تقتل المسلم جوعاً.
لقد وصل التغريب في أمتنا المنكوبة ببعض النخب إلى حد جعل الإسلام قريناً للإرهاب والتشدد والتطرف، وهو ما لا يوصف به معتقد آخر، في بورما أو الهند أو الدول الأوروبية أو أمريكا التي يمارس فيها الإرهابيون غير المسلمين نشاطهم على أساس ديني.
مجالات التغريب
ويمكن أن نوجز مجالات التغريب في معظم بلادنا الإسلامية من خلال نقاط قليلة:
أولاً: في المجال السياسي: صار الإسلام خارج الوظيفة السياسية، فالعلاقات الدبلوماسية والسياسية بين المسلمين تقوم على أساس التصوّر الغربي والتقاليد الغربية، وقد عبر أحد السياسيين العرب ذات يوم بقوله: «لا سياسة في الدين ولا دين في السياسة»؛ ومعنى ذلك أن تقبل أي اتفاق أو معاهدة أو قانون ولو كان مخالفاً للدين، وللأسف لا تضع دولنا الإسلامية اعتباراً للثوابت الإسلامية في العلاقات والتفاوض، بينما اليهود يرفعون التوراة في وجه المفاوض المسلم وغيره، ولا يتزحزحون عنها ولو كانت أساطير زائفة، أما عندنا فأبسط الأمثلة أن كثيراً من سفاراتنا الإسلامية في الخارج تقدم الخمور في احتفالاتها، وتسمح بما يريده الآخرون في هذه الاحتفالات من سلوكيات مرفوضة إسلامياً.
ثانياً: التعليم: صار التعليم تقليداً كاريكاتورياً لتعليم الغرب، تتداخل فيه البيروقراطية، وتزييف التاريخ والجغرافيا، والاستهانة باللغة القومية، وتهميش الإسلام أو إقصاؤه، ولأول مرة يجري هذا العام (2020م) في الثانوية العامة المصرية استبعاد التربية الدينية تماماً من الامتحانات؛ لأنها مادة شكلية لا تضاف إلى المجموع، أما اللغة العربية فمحظور أن تتضمن الآيات التي تتناول الجهاد، أو غير المسلمين، أو الحكام الطواغيت، وهناك مندوبون من بعض الدول الغربية يشرفون أو يتابعون المناهج العربية والإسلامية في بعض الدول العربية، وقد نُقل عن صحفي صليبي زار بعض الكتاتيب التي تحفّظ القرآن في باكستان، قوله: «هنا تزدهر مصانع الإرهاب»!
ثالثاً: اللغة العربية: أصبحت اللغة العربية تمثل في الوجدان العام -خاصة الأجيال الجديدة- حالة من الفولكلور السخيف الذي ينبغي تجاهله، وقد نجحت السينما والدراما والمسرح الكوميدي في تحقيرها وازدرائها بتصويرها في حالة التقعر والتشدق، خاصة حين يستخدم الممثلون ألفاظاً مهجورة لا يفهم الجمهور معناها، ومع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي، والفضائيات، والنزعات الشعوبية شاع استخدام الألفاظ الأجنبية والعاميات وامتدت إلى الخطب والصحف، وما يعرف بالشعر الشعبي مما يسهم في إبعاد الجمهور عن الفصحى وتذوق جمالياتها، وكثيراً ما تصادف من يحدثك ببعض العبارات الأجنبية المخلوطة بالعامية ازدراء للعربية، وكان بعض المستشرقين والنخب المفتونة بهم يطالبون في أواخر القرن التاسع عشر والقرن العشرين بإحلال العاميات محل الفصحى في التعبير الأدبي، وقد تصدى لهم كثيرون، ولكن الأخطر في رأيي هو اختفاء الكتاتيب –في بعض الدول- اختفاء شبه تام، وندرة محفظي القرآن الكريم صانع الذائقة الجمالية للغة الفصحى لدى الأطفال.
رابعاً: الفنون التمثيلية خاصة السينما والمسرح والدراما: في هذه الفنون تتسلل القيم بنعومة إلى الجمهور، فمن يرى مثلاً فيلماً سينمائياً، تعيش فيه الشخصيات التي لا تعرف الوضوء ولا السجود، وتسكن بيتاً فيه ركن للبار والمنكر بوصف ذلك أمراً عادياً، وعندما يتأزم الموقف بالبطل لأمر ما لا يذهب إلى المسجد وإنما يتجه إلى الملهى الليلي (الكباريه)، حيث الشرب والسكر والعربدة والرقص والمجون، البطل لا يذكر الله ولا يعرف شيئاً عن الإسلام، فيظن المشاهدون أن الحياة الصحيحة هي حياة البطل، الذي يمارس حياة شبه حيوانية تتعرى فيها النساء اللاتي يقمن علاقات حرة مع الرجال، وكثيراً ما تقوم النخب العلمانية بالهجوم على ممثل أو مخرج يرفض هذا النهج، ويدعو إلى سينما نظيفة تعلي من شأن القيم الفاضلة، وتعالج القيم الأخرى.
صار معلوماً أن صورة المتدين في السينما تأتي دائماً فصامية، ودموية وكاريكاتورية تجعله منفراً مكروهاً (المأذون، مدرس اللغة العربية، إمام المسجد، الموظف الذي يعطل مصالح الناس لأداء الصلاة ويستغرق وقتاً طويلاً..).
وتحرص كثير من الأفلام والمسلسلات والدراما والمسرحيات وخاصة في العقود الأخيرة على تقديم شخصية المسلم «الإرهابي» دون أن تقدم في مقابله مسلماً طيباً يعمل وينتج ويسالم الناس ويعبد الله تعالى، بل تقدم المسلم الآخر الذي تربى في الغرب أو بيئات لا تعرف من الإسلام إلا اسمه فحسب.
خامساً: الاقتصاد: يأخذ التغريب في هذا الجانب منحى خطيراً يكاد يذهب بوجود الدول وتماسكها، فهو اقتصاد ربوي يعتمد على الإقراض لا الإنتاج، على مستوى الدولة والأفراد، فالغرب الصليبي الاستعماري يشجع الدول الإسلامية على الاقتراض من دول غنية أو مؤسسات عالمية أو بنوك دولية، ويفرض المقترض شروطه التي تجعل هذه القروض لا تذهب للشعوب المسلمة المسكينة، بل تتقاسمها جهات من الدول أو المؤسسات المانحة، وجهات ومسؤولين من الجهات والدول المقترضة، وما يتبقى بعدئذ عليه أن يدبر تسديد الفوائد المركبة التي تتجاوز أحياناً قيمة القرض الذي قد يتولاها فاسدون، وتجعل البلاد التي تمد يدها تدور في دائرة مفرغة، إلى ما شاء الله، ولا يفيد المواطنون من القرض شيئاً ذا بال.
إذا تحدثت عن اقتصاد إسلامي يعمل وينتج ويؤسس، قالوا: كلا، نحن نخضع لنظام عالمي لا نستطيع الفكاك منه! وأذكر أن بنك فيصل الإسلامي في بعض الدول الإسلامية حين شارك في بعض العمليات المنتجة الرابحة، تم إنذاره بالتوقف، وإلا أغلق، فتوقف واكتُفي بالمضاربة!
سادساً: الثقافة والدعاية: تعمل أجهزة الثقافة والدعاية التي يقودها شيوعيون وناصريون وليبراليون وطائفيون وأشباههم بإلحاح على قضايا من قبيل فصل الدين عن الدولة، والعلمانية والتنوير والحداثة، وبعث الحضارات القديمة بوصفها الهوية الأساسية للشعوب الإسلامية وليس الإسلام.. وغير ذلك من قضايا، والهدف منها هو إقصاء الإسلام، واستئصاله.
إن هذه الأجهزة تبث على مدار الساعة أضاليلها دون أن يجد المسلمون فرصة للرد والحوار والمناقشة، لدرجة أن مسؤولاً كبيراً في مؤسسة إسلامية شهيرة اشتكى أنه لا يستطيع أن يرد على ما يثار حول الإسلام، ولا تتاح له فرصة الظهور على الشاشات المهاجمة، ويشارك في حملات التغريب نفر من الطائفيين الذين يجمعون إلى التعصب قدرة عجيبة على الكذب والتدليس، ومع ذلك تتاح لهم فرصة التعبير على المنابر التلفزيونية والإذاعية والصحفية وغيرها.
يستفيض الحديث عن التغريب وآثاره المدمرة التي تنتهي إلى ضياع المسلم فرداً ودولة، وكان «لورنس براون» صريحاً حين قال: «إن الخطر الحقيقي كامن في نظام الإسلام وفي قدرته على التوسع والإخضاع وفي حيويته، إنه الجدار الوحيد في وجه الاستعمار الغربي؛ ولهذا فلا بد من الدعوة إلى أن يطبع المسلمون بالطابع الغربي».