إعلامية مصرية مثيرة للجدل، أثارت الجدل مجدداً ولكن هذه المرة بسبب انحيازها لفريضة الحجاب، رغم أنها ليست محجبة، وذلك بعد إحالتها للتحقيق بناء على رأيها بأفضلية المحجبة عن غيرها.
وباتت رضوى الشربيني، وهي مذيعة بسبب آرائها المناهضة لأفضلية الرجال على النساء، عنواناً رئيساً على منصات التواصل الاجتماعي، دفاعاً عنها وهجوماً عليها، بعد نصحها للفتيات المائلات لخلع الحجاب بأن يتمسكن به.
وأشادت المذيعة بالمحجبات واعتبرت أنهن أفضل مائة مرة –بتعبيرها- من غير المحجبات، وذلك في رد منها على شكوى لإحدى متابعاتها التي حكت فيها عن معاناتها مما اعتبرته قبحاً بمظهرها بعد ارتداء الحجاب.
وبرزت صدمة المصريين بعنف من رد فعل المجلس الأعلى للإعلام في مصر، الذي قرر إحالة الإعلامية المدافعة عن الحجاب إلى التحقيق على خلفية تصريحاتها بشأن “أفضلية المحجبات عند الله” بزعم أن تصريحها أثار حفيظة غير المحجبات في مصر؛ مما دفع بالمجلس الأعلى للإعلام إلى التحقيق معها في هذه الواقعة.
وكرد فعل أولي من المؤيدين للحجاب، والغاضبين لموقف “الأعلى للإعلام” في مصر؛ قرر نشطاء مصريون عمل حملة ضخمة لدعم الشربيني عقب إذاعة خبر تحويلها للتحقيق من قبل “الأعلى للإعلام” في مصر
ومعلوم أن قضية الحجاب في مصر من القضايا الشائكة، فمن عجائب الدولة المصرية أنها تتبنى في الدستور المصري مادة رئيسة هي المادة الثانية التي تعزز دور التشريع الإسلامي وترسخ له بوصفه المصدر الأساسي للتشريع في الدولة المصرية، في حين أن الواقع المصري يدحض هذا كلياً؛ كون المحجبات في مصر يتعرضن للإقصاء والتمييز ضدهن في العديد من المجالات المهمة.
وعبرت إحدى سيدات مصر المحجبات بحسرة عما يجيش بصدور المحجبات في حلقة على حسابها الخاص بـ”يوتيوب”.
وتباينت فيه ردود الفعل في وسائل التواصل الإعلامي حول موقف المجلس الأعلى للإعلام في مصر بعد تصريحات الشربيني، وكان أغرب ما رصده مراقبون هو تضامن كثير من غير المحجبات مع الشربيني وتعبيرهن عن احترامهن للحجاب.
علامات استفهام
بالمقابل، هاجمت شخصيات -جرى تصديرها للشعب على أنها النخبة المفكرة- المذيعة الشربيني، وقالت نهاد أبوالقمصان، وهي محامية محجبة: إن تصريحات رضوى الشربيني تفجر الكثير من علامات الاستفهام.
ومن الواضح أن أبعاد الموقف أكبر من مجرد تصريح لإعلامية غير محجبة تنتصر للحجاب -الذي سرعان ما تراجعت عنه المذيعة معتذرة- بل هو دلالة الموقف ومؤشراته حينما يتعلق الأمر بالتساؤل حول الهوية الحقيقية للدولة المصرية.
ويذكر أن مسألة الحجاب والنقاب في مصر كانت ولا تزال من القضايا الشائكة التي تثير بلبلة ضخمة بمجرد إثارتها بأي شكل تماماً كما حدث مع الشربيني التي تم تحويلها للتحقيق.
فالحجاب بحسب معارضيه في مصر هو رمز تستخدمه التيارات الدينية لدلالات سياسية، بينما يراه أنصار التيار الإسلامي ثابتاً من ثوابت الدين، والتعبير عن الهوية الإسلامية والحضور الإسلامي في مصر.