كشفت تقارير نشرتها 3 منظمات أمريكية أن الأمريكيين المسلمين ترشحوا لشغل مناصب سياسية بأرقام قياسية في انتخابات هذا العام 2020، حيث ترشح في انتخابات 2020م عدد 170 مسلماً لمجالس النواب والولايات، وفاز منهم 62 مرشحاً؛ أي 36% ممن ترشحوا تقريباً.
وكان تقرير سابق أعلنه نهاد عوض، رئيس مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية (CAIR) في واشنطن، ذكر أن مسلمي أمريكا ترشح 111 منهم في 25 ولاية أمريكية وفاز 57، بيد أن النتائج النهائية أكدت أنهم حققوا أرقاماً قياسية.
وأوضح تقرير أعده مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية (CAIR)، ومركز Jetpac، ومركز MPower Change، أن 170 مرشحاً مسلماً تواجدوا على بطاقات الاقتراع في هذه الدورة الانتخابية في 28 ولاية منها العاصمة واشنطن، وهو أعلى رقم للمرشحين والفائزين المسلمين في تاريخ مشاركة المسلمين في العملية الانتخابية.
وقالت المنظمات الثلاث، في تقريرها، أن من بين 170 مرشحاً خاضوا الانتخابات فاز 62 على الأقل في انتخاباتهم، وهو أعلى رقم قياسي تحقق حتى الآن، مقارنة بـ49 مرشحاً مسلماً فازوا في انتخابات 2019، وبـ57 مرشحاً مسلماً فقط ترشحوا للمناصب الرسمية وفازوا عام 2018.
ورغم هذا التقدم الكبير، أوضح التقرير أن هذه الأرقام لا تزال مبدئية، ليسلط بذلك الضوء على العدد المتزايد من المسلمين الذين يترشحون للمناصب في أمريكا ويفوزون بها ويحظون بثقة الشعب الأمريكي لمصداقيتهم، ورغم أنهم يمثلون شريحة صغيرة فقط من إجمالي السكان الأمريكيين.
23 مسلماً في المجلس التشريعية
وقد أوضحت تفاصيل التقرير أن 23 مسلماً فازوا بمقاعد في المجالس التشريعية في ولاياتهم، في حين فاز 6 منهم بمناصب في المقاطعات، وفاز 12 على الأقل بمقاعد في مجالس إدارات مدارسهم المحلية.
لماذا فاز المرشحون المسلمون؟
بحسب نهاد عوض، المدير التنفيذي الوطني لمجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية، عمل المرشحون المسلمون الذين ترشحوا لشغل مناصب سياسية مع مجموعات متنوعة من الائتلافات لغرس التغيير السياسي في مجتمعاتهم وتحقيق العدالة للجميع، لهذا حازوا ثقة كثيرين.
وقال عوض: العديد من المرشحين المسلمين نجحوا لأنهم دشنوا حملات شعبية مكونة من ائتلافات متنوعة تناضل من أجل مستقبل عادل للجميع، ودعم وحماية الحقوق المدنية والحريات لكل مسلم أمريكي، وتعزيز الحرية والعدالة.
ويؤكد: معركتنا من أجل أمريكا أكثر شمولية لا تنتهي بالمشاركة في الانتخابات، حيث سنواصل تشجيع المزيد من المسلمين الأمريكيين على الترشح للمناصب السياسية لتوصيل أصواتنا لجميع مستويات الحكومة الأمريكية.
وتقول ليندا صرصور، مؤسسة منظمة MPower Change، وهي أكبر منظمة للعدالة الاجتماعية والعرقية يقودها المسلمون في أمريكا: إن فوز هذا العدد الكبير من المرشحين المسلمين يعتبر نجاحاً للجالية المسلمة في أمريكا من مجالس إدارة المدارس وصولاً إلى قاعات الكونجرس.
فيما يقول محمد ميسوري، المدير التنفيذي لـ Jetpac، وهي منظمة مدنية تسعى لتنوع التمثيل للشعب الأمريكي في الحكومة: إن هذا التقرير يبين النمو السريع للسلطة السياسية للمسلمين الأمريكيين في جميع أنحاء البلاد، حين ينظمون أنفسهم، كما أنه يكسر الصور النمطية للمسلمين ويسهم في مكافحه العداء والرهبة من الإسلام (الإسلاموفوبيا).
وأضاف: تعد زيادة تمثيلنا السياسي جزءاً مهماً في هزيمة التصاعد العنيف لظاهرة “الإسلاموفوبيا”.
تفاصيل انتصارات المسلمين الأمريكيين
وفقاً للأرقام التي أوردها التقرير، فقد ترشح 22 مسلماً للانتخابات في كاليفورنيا، و19 في ميشيغان، و27 في مينيسوتا، و22 في نيوجيرسي، كما ترشح ما مجموعه 22 مسلمًا للكونجرس في 14 ولاية، وأكثر من نصف المرشحين المسلمين لشغل مناصب في مجالس الولايات الأمريكية فازوا في الانتخابات العامة التي جرت بالتزامن مع انتخابات الرئاسة 2020.
وقد فاز 5 مسلمين إلى الانتخابات العامة، كما أعيد انتخاب 3 آخرين في مجلس النواب، هم: إلهان عمر، ورشيدة طليب، وأندريه كارسون من قبل ناخبيهم، فيما خسر مايك سيجل سباقًا متقاربًا لتمثيل منطقة الكونجرس العاشرة في تكساس.
وترشح 48 مسلماً على مقاعد في المجلس التشريعي للولاية في 22 ولاية، وفاز منهم 22 نائباً، وترشح 16 لمقاعد المقاطعات في 10 ولايات، وفاز منهم 6 مرشحين، وفاز 13 مسلماً بمقاعد بلدية.
أيضاً ترشح 35 لمناصب لجان المدارس أو مجلس الإدارة في 5 ولايات، وفاز منهم 12، وترشح 6 لمناصب قضائية فاز منهم 4 قضاة.
وقد أشار مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية إلى أن مسلمي أمريكا خرجوا للتصويت بأرقام قياسية أيضاً، حيث أدلى مليون مسلم بأصواتهم في هذه الانتخابات من قرابة 4 ملايين مسلم في أمريكا، وأن غالبيتهم صوتوا لصالح الرئيس المنتخب جو بايدن، بنسبة تقدر بـ69% وعدداً منهم أدلوا بأصواتهم للرئيس دونالد ترمب، ولكن لا يُعرف الحجم الحقيقي لدعمي ترمب بين المسلمين بسبب تنوع مشاربهم.
ومن الناحية الكمية، قد يبدو أن عدد الناخبين المسلمين في أمريكا ليس بأي حال من الأحوال عامل حسم في هذه الانتخابات أو في أي انتخابات وطنية، حيث يُقدر إجمالي عدد المسلمين الأمريكيين بنحو 3.45 مليون، يمثلون حوالي 1.1% من مجموع سكان أمريكا ككل، بحسب إحصاء مركز “بيو” للأبحاث عام 2017، ولكن الإحصاءات الانتخابية أظهرت قوتهم في ترجيح كفة بايدن في بعض الولايات مثل ميشيغان.
فقد أهدت أصوات المسلمين الأمريكيين والعرب في ولاية ميشيغان جو بايدن الفوز بالرئاسة، بحسب نهاد عوض، فهناك 270 ألف مسلم في ميشيغان، ورغم أن هذا العدد يمثل 2.75% من سكان الولاية، فإنه امتلك قدرة على تغيير توازنات الانتخابات الأمريكية.
أيضاً نجح ما يقرب من 60 ألف مسلم في كل من ولايتي أريزونا وجورجيا، ونحو 150 ألف ناخب مسلم بولاية فلوريدا، وحوالي 128 ألف ناخب مسلم مسجلين في ولاية بنسلفانيا، من تشكيل قوة أدت دوراً في تغيير التوازنات في الانتخابات، بين الرئيس الجمهوري ترمب وخصمه الديمقراطي جو بايدن، وقلب هذه الولايات لصالح بادين في نهاية التصويت.